فضاءات الجديدة (البلدية)

الجديدة (البلدية)

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـجماعة
المصطفى بنوقاص
مسجــل منــــذ: 2012-08-02
مجموع النقط: 2359.89
إعلانات


هل تم الاستغناء عن المسرح البلدي وتعويضه بمسرح الحي البرتغالي في تقديم عروض مسرحية

لقد بدأت تتسع الفجوة بين الجمهور والمسرح الذي لم يعد جذابا بكل جمالياته فما إن تلج أي عرض حتى تفاجأ بأن قاعته غصت بالنخبة فقط، والعارفين بالشأن المسرحي لا أكثر، وسط غياب واضح للجمهور الذي لأجله خلق المسرح، ما يبين مقدار الجفاء الواقع بين «أبو الفنون» وجمهوره الذي تحول مع مرور الوقت إلى «ضمير غائب»، لتتحول المهرجانات المسرحية التي تقام في أي مكان ، إلى وجهة خالصة للنخبة فقط

وعلى هذا الاساس لا يمكن أن نعرف المسرح من دون ممثل و لا يمكن أن نعرف المسرح من دون الجمهور، لأن الممثل والجمهور هما العمودان المؤسسان تاريخيا للمسرح ظاهرة فنية تعبيرية وفلسفية مضمونية، تنعكس في ارتباطاتها وآليات اشتغالها من خلال الصالة و الخشبةوادا اختلت احدى الاعمدة ضاع الابداع المسرحي برمته .

لذا من الواجب البحث عن الاختلالات ومعالجتها لا ان نضغط عن الجرح لنزيد ألما ونسعى الى المزيد من تمييع المشهد المسرحي سواء على مستوى العرض او الفضاء .لذا فالمتأمل لهذه المعادلة يلاحظ ان في مدينة الجديدة لنا قاعة مسرح لها تاريخ قد لا يكفينا جمعه في كتاب واحد نظرا للعروض الفنية التي تم عرضها هناك كما لنا جمهور متذوق وهو ما دفع بالممثل المخضرمة سعاد صابر ان قالت في احدى اللقاءات بالمسرح البلدي انداك قبل ان يختطف اسمه ادا اراد الفنان ان يقيم عمله فليعرضه على الجمهور الجديدي بالمسرح البلدي في اشارة ان مدينة الجديدة تضم عشاق للفن والثقافة المسرحية .هذه الشهادة قد يضن المرء انها مرت مرور الكرام ولن يتذكر احد لكن صداها كان اقوى وسمعها العديد من الفنانين المسرحيين وبدأوا يشدون الرحال الى الجديدة لعرض اعمالهم ولتقييمها ونذكر على سبيل المثال فرقة البدوي التي كانت تبتدأ انطلاقة عروضها من الجديدة .

لكن هذا الصرح قد هوى وبدانا نرى توجهات في الاستغناء عن المسرح البلدي وتعويضه بقاعة مسرح الحي التي لا تتوفر على طاقة استيعابية مهمة ومتواجدة في حي شعبي تضيع معه فرصة الاستمتاع بالمشاهدة رغم المجهودات الكبيرة التي يبذلونها الساهرون عليها .

هذا لا يعني ان هذه القاعة لم توفي بالغرض فهي كذلك تعتبر مكسبا للمدينة لكن ولكن الممثل الذي هو العمود الفقري لهذه المعادلة لم يجد ضالته وراحته نظرا لصغر الفضاء وغياب العديد من المرافق داخل القاعة تجعل الفنان حبيس جدران لا تساهم في الاستلهام وتقوية قدراته الفنية كما ان الجمهور الذي هو ركيزة من ركائز العملية الابداعية استغنى عن الحضور لنفس الاسباب اذا ما اضفنا غياب المتعة والاستمتاع بالعروض نظرا للبيئة التي تطبع المكان وعقلية بعض الساكنة التي تساهم في تكريس اللامبالاة المشحونة بالفوضى والضجيج ناهيك عن غياب الاشهار والترويج للعروض ما يفوت الفرصة على الكثير منه .

نعلم مسبقا ان الساهرين على الثقافة في المدينة يعانون من اكراهات خارجة عن ارادتهم وليس لهم مجال او فضاء تحت تصرفهم باستثناءا هذه القاعة اليتيمة التي فتحت ذراعيها مجازفة بمستقبل فنانين قد لا يلقون تألقا لعروضهم داخل هذا الفضاء لكن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا نسعى الى حلول ترقيعية مادام لنا قاعة مسرح تتوفر على كل مقومات العروض الفنية المسرحية منها والسينمائية ؟.لماذا يغض الطرف المسؤول الاول في الاقليم عن هذه الماسات الفنية ؟ لقد استطاع سالفه ان يرمم هذه القاعة ويوفر لها من الامكانيات ما تجعل منها جاهزة وحاول ان يؤسس لها ادارة لتقوم مقام تسيير هذا الصرح والمحافظة على تجهيزاته لكن عجرفة المجلس الجماعي حالت دون ذلك ..ما يستدعي التدخل على مستوى الوزارة لوضع قاعة المسرح تحت رهن ادارة قارة تعمل على بلورة المشهد المسرحي وتكوين لجن لانتقاء العروض حتى لا نزيد الجفاء لدى الجمهور المتعطش الى مسرحيات تعيد للمسرح مجده .


تقييم:

1

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة