فضاءات بويزكارن (البلدية)

بويزكارن (البلدية)

فضاء التواصل والإهداءات والتحايا

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـجماعة
mohamed arejdal
مسجــل منــــذ: 2012-05-28
مجموع النقط: 1336.05
إعلانات


كلمة في حق اساتذة ثانوية محمد الشيخ

بسم الله ما شاء الله وسبحان من يدوم وجهه وليس دوام الحال لغيره إلا من المحال،أما بعد، فهذه الصورة أدمعت عينيّ وندي لها مأقايَ :
إنها ذكرى من أيام الزمن الجميل،أيام كان الساهر على التعليم والراغب في التعلم يقدسان رسالة الحق والواجب،أيام إذا رنّ الجرس اصطف التلاميذ واصطفت الأشجار معهم،أيام إذا احتوت الأقسام الداخلين إليها انشغلوا في الحال بالعمل الجاد وكأن على رؤوسهم الطير،أيام لا يتكلم من أراد التكلم إلا بإذن صاحب السلطة والصولجان ،وصاحب السياسة والكياسة المبنية على اللين في غير شدة وعلى الشدة في غير لين في ذات الوقت،حتى إن كل من يضع قدمه ويتخطى بها عتبة إعدادية محمد الشيخ ببويزكارن آنذاك،يصطبغ بصبغة المسؤولية المتعارف عليها،ورغم الصرامة والحزم اللذين كانت المؤسسة تُعرف بهما فإن العرفان بفضلها وبفضل من حصل لهم شرف تعليمنا،ما يزال قابعا في ذاكراتنا ويمتّن حبل الحنين إلى ذلك العهد وإلى ذلك الضرب من السياسة المنتهجة في مهمة التربية والتعليم...لكن للأسف ،أضحى ذلك في حاضرنا من رابع المستحيلات،لأن دوام الحال من المحال،ولأن التقدم المغلوط هو التنازل عن المكتسبات التي هي دواليب صلبة تضمن تحريك عجلات التربية والتعليم إلى الأمام..
والصورة جزء من أرشيف تلك الذكريات الخالدة،وأبطالها الذين صنعوها وشيدوا معالمها في النفوس والعقول هم أنوارها ونجومها التي لم ينطفئ ضياؤها ولن ينطفئ أبدا،وما أبهى التّملّيَ بطلعتهم وإشراقة بصائرهم وسرائرهم،وأنا لا أملك لهم من الجزاء ورد الجميل بأحسنه إلا الدعاء لمن قضى نحبه منهم بالرحمة والغفران والنعمة في الجنان عند الملك العدنان، حضرات السادة الأساتذة الحاضرين في معرض هذه الذكرى هم الآتية أسماؤهم:
الواقفون من اليمين { الاستاذ : الزاهدي عبد الله : أستاذ صارم- اللغة العربية
*لوي لوليرو : لم أتذكره
*
سكراتي م التجاني: مصلحة الاقتصاد
*الوزاني م ادريس: أستاذ بشوش خفيف الظل، الاجتماعيات
*بن الزين الحسن: أستاذ شاب ظريف،لم يكن من نصيبي في تعليمي
*الكوراري ابراهيم :أستاذي في اللغة العربية،رجل مبجل،أكن له كل التقدير
*مسكين محمد:أستاذي في اللغة الفرنسية،ما تزال الفرنسية التي علمنا تملأ خياشيم أدمغتنا،له كل التقدير والمنّ
*بلوش احمد: السيد المدير اللطيف الذي لا يشق له غبار في الحنكة والتدبير وحسن التسيير،أكرمه الله وزاده فضلا على فضل
*ابلوحي احمد: أحد الكوادر الإدارية وهو من جنود الخفاء،له وزنه في المعمعة
*خبوش محمد: إداري نشيط ضحوك عريض الابتسامة،لم أعرف عنه حالة انفعال أو غضب،لما أتخيله في يومي هذا،تعرض عليّ مخيلتي صورته وهم باسم،رب أفرحه في دنياه وأخراه
*دلحوس محمد، أستاذي في الرياضيات،حربائي الكلام والتبسم،يسري صوته في هدوء ناعم في آذان ونفوس التلاميذ كالبلسم،نوّره الله في الدنيا والأخرة
*فونص جون Jean Fance:أستاذي في العلوم الطبيعية،صاحب المادة نظريا وتطبيقا بامتياز
*بلوش عبد الله : أستاذي في التربية البدنية، شديد في غير لين وليّن في غير شدة،يركل المتعلم أحيانا كما يركل الكرة،لكنه محبوب ومبجل،يبعث على الارتياح والاطمئنان،ويبشّر ولا ينفّر.
-
الجالسون : راموش عبد الله: لم أعرف عنه الكثير لأنه بدوره يعمل بالمصلحة الاقتصادية للمؤسسة
*
معتصم ابراهيم: رجل فاضل،وقور،مبجل،يخرج الكلام بتثاقل فصيحا من شدقيه كالشهد الذي لا يبرحه النحل وما قد أقول عنه قليل في حقه
*
أمكدول احمد : أستاذي في اللغة الفرنسية بدوره،رزين،ودود،يحب لغته ويحببها،تحلو بسمته وتشرق بها أساريره فيسري أثره فيمن حوله فيزدادون تعلقا به وبمادته وبمؤسستهم
*
أقسام العربي: أستاذ حارس عام للقسم الداخلي،رجل أنيق له صرامته وسلطته ومميزاته العملية،ناجح في مهمته
*
دهري محمد: أستاذي في العلوم الطبيعية والرسم،أستاذ متقلب المزاج،يظهر بما يراه لشخصه مناسبا،
*سويحلي علي: أستاذي في اللغة العربية،أحترمه كثيرا وأقر له بالفضل الكبير،رجل أنيق ليس متجبرا ولا متكبرا ولا متغطرسا،ودود محمود مرهف الشخصية،كثير المطالعة وغزير المعرفة في تخصصه،هو الذي أحببت بفضله الحكمة والمثل وأجدُني دوما أتصدّي لما يأتينا به من ذلك بالتقييد والتسجيل في مذكرتي،وتيرته تغلب عليها السرعة،لكن ذلك ليس مما يكبو له الفرس،صاحب الفضل في تمثيل رسالة مادة اللغة العربية،زاده متنوع يأخد من ضروب النثر والشعر
*
العربي حسن: أستاذ اللغة العربية،كان شابا ظريفا بهيا،أرمقه كواحد من الطاقم التربوي الذين يملأون العين وهو يرتاد المؤسسة،ولا أعرف عنه أكثر من هذا لأنه لم يكن من نصيبي فيمن علموني
*
الصادق ...: أستاذي في الرياضيات،أستاذ لطيف متمكن من مادته، لا عيب في بيداغوجيته،يضحك حين تدعو الظرفية إلى ذلك،يحترم الجميع ويحترمه الجميع
*أبـُـوّاه ْالحسين : الحارس العام العمدة لإدارة محمد الشيخ،يُهاب إذا ذكر وإذا حضر،صارم فوق الصرامة،يضع له التلاميذ ألف حساب،إذا دُعيتَ إلى مكتبه وخرجتَ بعد ذلك سالما من مذاق السوط صرت َكالمولد من جديد،أحد دواليب المؤسسة الكبار،لا يشق له غبار فيما تولى من مهمة،ترك آثارا خالدة في نفوس كل من احتصنتهم أسوار محمد الشيخ في ذلك العهد.
وبهذه المناسبة أدعو للجميع بالرحمة والمغفرة وحسن االجزاء،وأتضرع إلى العلي القدير أن يؤدي لهم أجورهم بأحسن مما عملوا،وسواء في ذلك من مات ومن حيي، والله المستعان


بقلم أحد قدماء المؤسسة ذ: أحمد طاهيري


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة