فضاءات جنين بورزق

جنين بورزق

فضاء القرآن الكريم والسنة النبوية

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
حجيرة ابراهيم ابن الشهيد
مسجــل منــــذ: 2010-10-19
مجموع النقط: 3050.2
إعلانات


سيدنا محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم وعلى آلــــــــــه وصحبه --


الحمد لله رب العالمين, الرحمن الرحيم، أرسل محمدا بالهدى والرحمة، وأشهد أن لا إله إلا الله القائل: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}، .. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، جاء بالرحمة للعالمين، - صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الرحماء فيما بينهم.

أما بعد: السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته-:

- إذا كان للأمم على اختلاف أجناسها ولغاتها وألوانها، أعياد تفتخر بها، وذكريات تعتز بها. فإن أعظم ذكرى نفتخر ونعتز بها نحن المسلمون- المسلمين المسالمين ، هي ذكرى ميلاد سيد الأنبياء وإمام الأتقياء وفخر الكائنات سيدنا وعظيمنا ومعلمنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آلـه وصحابته أجمعين ومن تبعهم الى يوم الدين

عندما تأتى ذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وسلم كل عام يستعيد المسلمون مجددا تلك المواقف الخالدة في سيرته والتي تعد نبراسا وهاديا يضئ لهم طريق حياتهم,وهدى يرشدهم إلى ما ينفعهم في دينهم ودنياهم ,ففي سيرته العطرة الخير كله, ومن أجل ذالك جعله الله الرسول صلى الله عليه وسلم للمسلمين القدوة العظمى والمثل الأعلى.

- أرسل الله تبارك وتعالى محمداً رحمة للعالمين فقال سبحانه:{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}، رحمة بالإنسان والحيوان والجمادات، يصفه ربه فيقول:{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ}،

**نعم- وفي هذه الأيام وبالتحديد وقد ولد الحبيب المصطفى في شهر ربيع الأول. والربيع فصل من فصول السنة الأربعة امتاز عنها بتنوع ألوانه وجمالية وبهاء الخلائق فيه، وبتوازنه واعتداله، كما يبعث في النفس الهدوء وراحة البال.

يوم عزيز على قلوب المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، كيف لا وهو اليوم الذي منَّ الله فيه على البشرية بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

ومن يؤمن بالله يهد قلبه.ما أحوجنا الى هدوء النفس وطمأنينة القلب.ألا بذكر الله تطمأن القلوب.

القرآن الذي انزل على سيدنا رسول الله هو محور ومنهج ونور الحياة ونعيم الدنيا والآخرة ونبراس الطريق وريحانة الوجود وشفاء القلوب والصدور القرآن الكريم نور رب العاملين، ورحمته المهداة للعالمين، قراءته عبادة والتفكُّر في آياته عبادة، والعمل بمقتضى أحكامه واجب،

* نعم، أخي المسلم – هو شعارنا الخالد القرآن ؛و رمز عزتنا، ومصدر سعادتنا ودستور أمتنا الاساسي، فارفعوا لواءه في العالمين، وبلغوه للناس أجمعين، وبددوا بحجته الساطعة وبرهانه المشرق شبهات المتشككين من الدخلاء او المنتسبين الى الاسلام ، وأوهام الغافلين، وادفعوا به عدوان المعتدين وظلم الظالمين، وثقوا وآمنوا أن القرآن كتاب هداية أنزله الله ليحكم ويسود ويقود، وينظم شئون الناس في معاشهم ومعادهم، واعملوا لليوم الذي تسعد فيه البشرية بنور القرآن ولو كره المجرمون (ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريبا)

* نعم - وحسب المؤرخين والعارفين في التأريخ الاسلامي -- وفي ليلة مباركة ليلة طاب هواؤها وصفت سماؤها وغردت الطيور فيها بتسبيح ربها، في الثاني عشر من ربيع الأول عام الفيل ولد محمد (صلى الله عليه وسلم)، وجاء إلى الدنيا يتيمًا فمن الذي سيرعاه.. إن الذي سيرعاه هو الله. لذلك لما جاء إلى الدنيا لم يقل أبي أبي وإنما قال ربي ربي. ولد اليتيم ونزل من بطن أمه ساجدًا وكأنه يقدم التحية لله رب العالمين.

ولما علمت ثويبة جارية عمه أبي لهب بأنه ذكر، ذهبت إلى عمه أبى لهب وبشرته بمولوده ففرح الرجل واعتقها؛ لأنها بشرته بمحمد (صلى الله عليه وسلم) فكان هذا العتق إيذاناً وإعلاماً بأن هذا المولود سيحرر العبيد.. ولمِا لا وهو الذي جعل من العبيد سادة ومن المستضعفين قادة... فهل ضاع ذلك عند الله.. كلا؛ لذلك فإن الله عز وجل يخفف عنه العذاب كل يوم اثنين؛ لأنه فرح بمولد محمد عليه السلام

وجاءت المرضعات إلى مكة تلتمس المواليد وكانت كل مرضعة تذهب إلى الأطفال الأغنياء حتى تحصل على المنح والعطايا والهبات.. أما هذا المولود فهو يتيم فمن الذي يأخذه؟ واليتامى في هذه الدنيا مضيعون.. وقد حذر الله من أكل مال اليتيم. قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا).

وحينما يبكي اليتيم يهتز لبكائه عرش الرحمن ويقول الله: "مَن الذي أبكى هذا اليتيم الذي غيبت أباه في التراب؟!". ويقول النبي الرحيم محمد صلى الله عليه وسلم: (أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا -وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما) امسح رأس اليتيم واطعم المسكين). ويقول الشاعر متهكما على ظلم اليتيم:

يمشى اليتيم وكل شيء ضده والناس تغلق دونه أبوابها

وتراه ممقوتًا وليس بمذنب ويرى العداوة لا يرى أسبابها

حتى الكلاب إذا رأت رجل الغني حنَّت إليه وحركت أذنابها

وإذا رأت فقيرًا يومًا ماشيًا نبحت عليه وكشرت أنيابها

ورأت السيدة حليمة السعدية –المرضعة التي خلدها التاريخ- بدلاً من أن ترجع إلى قومها صفر اليدين أن تأخذ محمد اليتيم لترضعه. ولكن العناية الإلهية لم تترك محمدا لحظة من اللحظات، فأنبتت الأرض بعد أن كانت جدباء، وكثُر اللبن في ضروع الشياة والأنعام، حتى قال زوجُ حليمة: والله يا حليمة ما وجدت مولودًا أعظم بركة من هذا الوليد؟ اللهم صل وسلم عليك يا سيدي يارسول الله--وشاءت إرادة الله أن يُولد محمد يتيما ويعيش يتيما وهذه إرادة الله - لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم-

* نعم. وشاءت إرادة الله أن يُولد محمد يتيما ويعيش يتيما وهذه إرادة الله - نعم- اخي المسلم

... يقول الله عز وجل في حديثه القدسي (عبدي أنت تريد وأنا أريد ولا يكون إلا ما أريد...) شاءت إرادة الله أن يُولد محمد يتيما حتى يتولى الله عز وجل تربيته؛ لذلك يقول صلى الله عليه وسلم: (أدبني ربي فأحسن تأديبي) صلى الله عليك يا سيدي يا رسول الله.

لقد كان النبي، صلى الله عليه وسلم، شديد الاهتمام بالأطفال، ودعا إلى تأديبهم، وغرس الأخلاق الكريمة في نفوسهم، وحث على رحمتهم والشفقة عليهم، وإشعارهم بمكانتهم وإعطائهم الثقة بأنفسهم مولد حبيبنا محمد-رسول الله صلى الله عليه وسلم.. سيرة عطرة وحلوى للأطفال

وتحفل حياة نبينا الكريم بنماذج جلية، ومواقف شريفة، وأساليب حكيمة من تعامله مع الأطفال، وكيف كان تواضعه، وحبه لهم، وهي أخلاق نبوية كريمة ومناهج تربوية عظيمة نحن في أمس الحاجة إليها اليوم حرر المرأة-اوالنساء-- من القهر والظلم والجحود الممارس عليهن في العصر الجاهلي--كانت المرأة في العهد الجاهلي عرضة الغبن والظلم وقهر الرجال والمجتمع: تقتل وهي صغيرة، وإن بقيت حية فمسلوبة الحقوق، لا حق في مالها، ولاحق لها في مال زوجها المتوفي أو أبيها الميت، بل كانت تعتبر متاعا فتورث كما يورث المتاع.

وجاءت رسالة الإسلام فحفظت كرامتها، وصانت حقوقها. قال تعالى: وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ . وقال محرر النساء " صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " : "إِنَّمَا النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ" وعند موته يوصي بالنساء خيرا، وفي حياته يعطي النموذج والمثال فيقول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي , كما كان في خدمة أهله,وهو كثيرا ما أوصى بالنساء خيرا,كما سعدت الإنسانية كلها,بميلاد هذا النبي الذي جعل الله رسالته رحمة للعالمين,"

وإذا كان الربيع شهر الانشراح والسكينة فقد ولد الهادي لنشر معاني راحة القلوب، وسكينة الأرواح، وطمأنينة الجوارح . فكل ما جاء به إنما لتحقيق ذلك. ,ما أحوجنا في عالمنا اليوم ,إلى أن نتعلم هذه المبادئ,ومن أراد الخير لنفسه ولأسرته ولمجتمعه ,فليتعلم من مكارم أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان قرانا يمشي بين الناس

فعلمنا صلى الله عليه وسلم أن بالرحمة نبني مجتمعًا متحابًّا لا متنابذًا؛ فهي من أهم دعائم الفرد والمجتمع، إذ إنها تنشئ الفرد على أعلى مستويات الإنسانية، وتربي المجتمع على التراحم والتواصل والود والمحبة والرأفة، فيتخلص من أدرانه وأمراضه، ويصبح مجتمعًا صحيحًا قادرًا على البناء والنهوض والحضارة، بعيدًا عن تلك الدعوات التحريضية التي تحض على الاقتتال والتناحر والتي تشذ عن السلوك النبوي السليم. ونقول للقاسية قلوبهم

{ من لا يرحم لا يرحم } أيوجد إنسان يحمل رحمة كرحمة محمد-صلى الله عليه وسلم-؟ لا والله ليس هناك أحد يرحم الناس كما يرحمهم محمد- صلى الله عليه وسلم-، ولا غرابة فهو أبو الرحماء وهو من أرسل رحمة للعالمين صلى الله عليه وسلم-.يدعونا الدين- كل دين- إلى الحب والتسامح والتعاون والعطاء وصُنع الخير وأعمال الرحمة مع الآخرين،

ما أجمل أن نتضرع إلى الله عز وجل وندعو من قلوبنا ونقول «يارب»، فهي كلمة السر وراء أي نجاح وهي تأشيرة الدخول الى دنيا التطهر من «قذارة» السياسة والانحطاط الأخلاقي ، والتخلص من تعب القلوب طالما كانت الدعوة خالصة لوجه الله، وطالما نطقنا بها ونحن موقنون بالإجابة.. فهل حاولنا ولو على سبيل التجربة أن نرفع أيدينا الى السماء بكل خشوع ونقول «يارب» خاصة أننا نعيش أياما مباركة تفوح منها رائحة الجنة ؟ فيا من تسب رسول الله-صلى الله عليه وسلم-وتسخر منه وتستهزئ به هذا هو نبينا، وهذه أخلاق محمد-صلى الله عليه وسلم-، وهذا هو منهج محمد- صلى الله عليه وسلم- فاخسأ عدو الله فلن تضره بكلامك ورسومك، فإن الله قد رفع مكانته وأعلى قدره وأعظم شأنه ورفع ذكره، فقال سبحانه:{وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ}.

مـا نـال منـك منافـق أو كـافـر * * *بـل منـه نالـت ذلــة وصَـغَـار

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين,,,صلوا عليه وسلموا تسليما

من خلال هذا الموروث النبوي الشريف الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ,نعم اخي المسلم-لا يسع المسلمين في أي مكان إلا أن تتظافر جهودهم لوقف هذا النزيف وهذا العبث وهذه المهازل التي تحصد الآلاف من البشر الأبرياء يوميا على مرأى ومسمع من العالم أجمع ولا أحد يحرك ساكنا, وضرورة نشر الوعي في مجتمعاتنا العربية حول أهمية وقيمة التعايش السلمي ونبذ العنف والتخريب والتدمير*..!.

يارب ارفع مقتك وغضبك عنا واغفر لنا وارحمنا وارزقنا نعمة الصبر على البلاء الذي حل بنا،بأمتنا الاسلامية قاطبة- وخاصة العربية منها إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون.

اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك.اللهم ارزقنا التقوى-آمـــين يارب العالمين.

كل عام وأنتم- وامتنا العربية و الاسلامية بخير.


تقييم:

1

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع

| حجيرة ابراهيم ابن الشهيد | جنين بورزق | 15/11/18 |

حجيرة ابراهيم ابن الشهيد | جنين بورزق | 28 - 01 - 16

عن سيدي محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أتحدث **

 

 الليلة ليلة الجمعة اكثروا من الصلاة والسلام على رسول الله ...

   الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحابته أجمعين....

..السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته..   .**.**..عن سيدي محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أتحدث  **..

.**...**..عن سيدي محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أتحدث  **عن سيدي محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أتحدث  **

* محبة النبي صلى الله عليه وسلم ليست بالكرنفالات!.. حب النبي صلى الله عليه وسلم ليس كرنفالا أو تجمع خارج عن النطاق المحمدي  المنهج الإسلامي الطيب "أو الوقوف بالشوارع" ساعة أو ساعتين في العام،... حب النبي صلى الله عليه وسلم منهج حياة، وثبات حتى الممات*    ....محبتة  صلى الله عليه وسلم تكون  بنوايا طيبة وصادقة من القلب وتكون خالصة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آل بيته وأصحابه الاطهار رضي الله عنهم أجمعين ..

 

*   نعم أيها القارئ المحترم * شرُفت البشرية بميلاد النبي صلى الله عليه وسلم، إذ إن ميلاده كان إيذانًا بأفول مرحلة انتشر فيها الظلم والعدوان،والفسق والتناحر والاقتتال، والعنصرية والاستعباد والثأر، وساد الظلامُ القلوبَ والعقولَ، فكان ميلاده صلى الله عليه وسلم ميلادًا للنور الذي أنار القلوب والعقول، وكان الهداية التي أزاحت عن الأمة نير الثأر والاقتتال، وحلَّت في القلوب عبادةُ الله تعالى بعد أن كانت تعبد أصنامًا لا تضر ولا تنفع، وظهر الحق واضحًا وزهق الباطل وانزوى، وعمَّت الأمةَ الرحمةُ التي أرسله الله بها، فقال تعالى: «وَمَا أرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ»،

 

 نعم أيها القارئ الكريم  *....."في مكة المكرمة .. ..أبصر النور طفل لم يمر ببال أمه، ساعة ولادته، أنه سيكون أحد أعظم الرجال في العالم، بل في التاريخ، ...   "غدًا اسم محمد – صلى الله عليه وسلم – أشهر الأسماء طيبة، وأكثرها ترداداً على الشفاه وفي أعماق القلوب. وحسبه شهرة وترداداً أن ملايين المؤمنين في العالم يؤدون، كل يوم أكثر من مرة، شهادة مقرونة باسم الله وباسمه".....   سبحان الله.. من ينعم التفكير في سيرة هذا الرجل – صلى الله عليه وسلم- يرَ نفسه منساقاً إلى الإقرار بأن ما حققه وقام به يكاد يكون من دنيا غير التي يعرفها البشر".    "هنا عظمة محمد – صلى الله عليه وسلم- -. لقد استطاع خلال تلك الحقبة القصيرة من الزمن، أن يحدث ثورة خلقية وروحية واجتماعية، لم يستطعها أحد في التاريخ بمثل تلك السرعة المذهلة".  

 **  وفي يوم مولده نتذكر أن القوانين الحاكمة للمجتمع قبل مولده كانت قوانين انتقائية، للسادة قوانين، وللعبيد أخرى، والمرأة متاع، والابن وارث والبنت توأد في التراب، فكان ميلاده هادما لكل تلك الأباطيل، بحيث أصبح للأمة قانون واحد ودستور إلهي، الكل فيه سواء، لا سادة فيه ولا عبيد، ولا مفاضلة لذكر على أنثى....."إن محمداً – صلى الله عليه وسلم- كان أمّياً لا يقرأ ولا يكتب، فإذا بهذا الأميّ يهدي الإنسانية أبلغ أثر مكتوب حلمت به الإنسانية، منذ كانت الإنسانية، ذاك كان الكتاب الذي أنزله الله على رسوله صلى الله عليه وسلم....)" لم يكن النبي – صلى الله عليه وسلم- رسولاً وحسب، يهدي الناس إلى الإيمان، إنما كان زعيماً وقائد شعب، فعزم على أن يجعل من ذلك الشعب خير أمة أخرجت للناس. وكان له ما أراد".   وصلى الله على  سيدنامحمد و على آله وصحبه

 **  ياسيدي يا رسول الله ذكرى مولدك لا نحييها، وإنما نحيا بها، فميلادك ـيا سيدي رسول الله ـ للحياة حياة.   ميلاد أحمد للحياة حياة ............فالأرض ظمأى والحبيب فرات لما أتى هذا الوجود أحاله ...........روضا فألسنة الوجود شداة فإذا الهوى أسطورةُ،وإذا الهدى.......تسبيحةُ، والكائنات صلاةُ دنيا السعادة لا تشاد بغيره...............أركانها الإيمان والأيات                              

.. في ذكرى ميلادك ـ سيديـ نذكر بعض ما تعلمناه    تعلمت منك ـ سيدي يارسول الله ـ أن الإيمان الحقيقي ليس ركعات تؤدى أو أيام تصام وانتهى الأمر ، إنما هو عدل ممدود الظلال يشمل المدائن والقرى، ويأمن في ظله القريب والبعيد والقاصى والداني، والمؤيد والمعارض.   علمتنا ـ سيدي يارسول الله ـ أن الزبد الرابى وسط السيل المندفع لا يلبث أن يذهب ويتلاشى، وأن ما ينفع الناس هوالذي يبقى ويدوم، وما ينفع الناس هو العدل وليس الجور، والحرية وليس الاستبداد والقهر، والنظاموالخلق الطيب  وليس الفوضى، والعمل الجاد والكفاح الراقي وليس الخمول والكسل.   •       عملتنا ـ سيدي يارسول الله ـ أن وحدة الأمة فريضة، وأن اعتصامها بدينها هو سر بقائها وتماسكها، وأن تمزقها وتفرقها ردة اجتماعية وأخلاقية،وأن عدوان بعضها على بعض رجوع إلى الكفر بعد الإيمان، فقلت وأنت الأمين الصادق"لا ترجعوا بعدى كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض"   •       علمتنا ـ سيدي يارسول الله ـ أن قيمة المرء فيما يحسنه من عمل ، وأن قوته في إيمانه بربه، وأن يقينه العالي يجعله يعيش فوق الحياة لا فيها ، فيرى الدنيا بعين بصيرته على حقيقتها دون أن يخدعه بريقها الأخاذ ، ويشم من خلال موقعه ومكانه فوق الحياة رائحة  الجنة، ويرى ثمارها وقد أينعت ودان قطافها .   

•    **   علمتنا ـ سيدي يارسول الله ـ أن الرغبة فيما عند الله أعلى وأغلى من كل ما طلعت عليه شمس النهار، وأن أصحاب الرسالات لا يتخلون عنها مهما كانت التضحيات، فأقسمت وخير من يفي بالقسم أنت يارسول الله" والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن اترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك دونه ما تركته أبدا " فتعلمت الدنيا من قولك وموقفك يارسول الله أن المبادئ لا تخضع لمعايير السوق والبورصة ، وأن أصحابها لن يبيعوها أبدا، ولن يساوموا عليها ولو بُدِلِوا من سعة الدنيا كذا وكذا... أو حتى مقصلة الموت .   •       علمتنا ـ سيدي يارسول الله ـ أن الكلمة مدخل وسبيل وليست غاية في ذاتها، فهي إما طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء ، وإما خبيثة اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار، فإن كانت طيبة فهي حرة وتشكل ضغطا وتحدد موقفا، وتغير منكرا، وتقيم عدالة،ومن ثم فهي مسؤولية وأمانة،  فقلت وقولك الصدق " رحم الله امرءا قال خيرا فغنم أو سكت فسلم "   •       علمتنا ـ سيدي يارسول الله ـ أن الغاية الكبرى من وجود الإنسان لها أبعاد ثلاثة: عبادة الرحمن ، وعمارة الأكوان ، ورعاية الإنسان،  وأن مجتمع الإيمان ليس هو المجتمع الخامل الساكن الذي يعييش عالة على غيره في طعامه وشرابه ، وإنما هو المجتمع الذي يموج بالحياة والحركة ، وتختلط فيه صيحات المآذن بضوضاء المصانع وضجة الآلات ، وبين الحين والحين ينطلق صوت ندي ليقطع هذا الضجيج وليذكر الناس بأن الله أكبر فيشهدوا لله بالوحدانية ولك يا ـ سيدي يارسول الله ـ بالنبوة والرسالة.   •       علمتنا ـ سيدي يارسول الله ـ أن العمل الصالح من لوازم الإيمان ، وأن عمارة الدنيا وبناء المصانع وشق القنوات وزراعة الأرض وإنبات النبات وإقامة الحرف والصناعات فريضة دينية لا يقوم المجتمع إلا بها، ولا يصلح حال الناس إلا عليها ، وأن بناء الإنسان وتشييد الإيمان يسبق ذلك كله، وأن رسالة المسلم في الوجود هي صلاح الدنيا بالدين وأن المسلم يجب أن يكون مستقل الإرادة مستقل القرار، فتعلمنا من دينك ـ سيدي يارسول الله ـ أن الاعتماد على الله أولا، ثم الاعتماد على الذات ثانيا هو سبيلنا إلى النهضة الكبرى ، وأن البناء الحضاري له جناحان هما الإيمان والعمل ، وأن الاكتفاء الذاتى يجب أن يكون المشروع الأكبر الذي تلتقي فيه وعنده كل الإرادات تلاقيا حرا، وتصب في مجراه العام كل الجهود ، وأن الأمم الأخرى لا يمكن أن تحترم الضعيف، وأن عالم الأقوياء لا مكان فيه للضعفاء والمهمشين .   •علمتنا ـ سيدي يارسول الله ـ أن قبول الدنية عار ومذلة تجرح مروءة الرجال، وأن السكوت عن قول الحق يحول المرء إلى شيطان أخرس، وأن حرمة المؤمن أقدس عند الله من حرمة الكعبة.   •       علمتنا ـ سيدي يارسول الله ـ أن الرضوان الأعلى لا يناله الكسالى والعاجزون ، وأن الأمم الطرية الهشة لا يمكن ان تكون سندا للحق، وأن خير الناس أنفعهم للناس" ، "وأن أحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم، تكشف عنه كربة أو تقضي عنه دينا أو تطرد عنه جوعا "   •       علمتنا ـ سيدي يارسول الله ـ أن الإنسان مكرم باعتباره من خلق الله بصرف النظر عن دينه أو جنسه أو لونه، وأن الحق فوق القوة وأن العدل فوق الخصومة وأن إنسانية الإنسان فوق كل اعتبار. •       علمتنا ـ سيدي يارسول الله ـ أن الرجولة منزلة فوق الذكورة، وأن الإنسان العظيم بهمته وإرادته وعلاقته بالله، وليس بحجمه ولا بلون ثيابه ولا بكم رصيده من المال في البنوك والبورصة.   علمتنا ـ سيدي يار سول الله  ـأن الأمل لا ينقطع أبدا وأنه بين لحظة وأخرى يمكن أن تتغير الأحوال ،وأن دقيقة واحدة باقية في العمر هي أمل فسيح وكبير في رحمة الله.   • علمتننا ـ سيدي يارسول الله ـأن صلاح الحال بدايته بتغيير النفوس، وأن يد الله تمتد بالعون والتوفيق وتغيير الحال إلى الأفضل والأعلى والأبقى والأخلد لمن يغيرون أنفسهم أولا، فإذا بالضعف يتحول قوة، وإذا بالذل يتحول عزا، وإذا بالخوف يتبدل جسارة واقتدارا،وإذا بالناس بعد الإحباط يفرحون ويستبشرون، وبعد العسر والضيق ينشرح الصدر ويفرح الزمان والمكان والناس أجمعين...

 ///*** ...وهذا رأيي والله ورسوله اعلم - ينبغي أن يكون الاحتفال برسول الله صلى الله عليه وسلم في كل وقت وحين وفي كل كبيرة وصغيرة، وعلى الجميع أن يعرف بمن يحتفل وكيف يحتفل، فقد أمرنا الله تبارك وتعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرً} [الأحزاب: 21]، فعلينا التأسي برسولنا الكريم في كل حياته، حيث علمنا رسولنا الكريم كل شيء حتى كيفية دخول الخلاء وقضاء حوائجنا وشهواتنا مع زوجاتنا، فعندما نقوم من نومنا هناك آداب لرسول الله وأذكار عند القيام من النوم، وكذلك عند دخول الحمام هناك أذكار لذلك وعند الخروج منه أيضًا وعند البدء في تناول الطعام هناك آداب للطعام علمنا إياه رسول الإنسانية، وكذلك عند الانتهاء منه، وعند لُبْس الثياب هناك أذكار لرسول الله في ذلك وعند الخروج من المنزل وعند الرجوع إليه هناك أذكار لذلك، وكذلك عند ركوب أو الدابة أو السيارة أو الطائرة وعند السفر وحتى عند إتيان الزوجة هناك أذكار لرسول الله علمنا إياها...إلخ.

**  فالاحتفال برسول الله ليس بالرقص والغناء والشعارات، ولكن بالفعل والقول والعمل، والتخلُّق بأخلاقه التي ما أحوجنا إليها في زماننا هذا.

 ***   وذلك بأن نتواضع كما تواضع صلى الله عليه وسلم، فقد كانت الأَمَةُ تأخذ بيده الشريفة وتسير به في شوارع المدينة حيث شاءت فيسير معها بالرغم من عظم مسؤولياته، كذلك احتفالنا بأن نعدل كما عدل، وأن نصل الرحم كما فعل، وأن نتحلى بحُسن الخلق كما تحلى صلى الله عليه وسلم، حيث زكاها ربه فقال له: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}[الدهر: 4]، اللهم صلِّ وسلِّمْ وبارك على من قال "إنما بُعثتُ لأتمم مكارم الأخلاق"

 ****   علينا أن نراجع قلوبنا مع محبّة النبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلّم، ونراجع أحوالنا مع طاعته واتّباع هديه وسنّته؛ فمحبّته –عليه الصّلاة والسّلام- فرض واجب، لكنّها تحتاج إلى دليل هو الطّاعة والاتباع، ((قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ))، ومعصية النبيّ –صلوات ربّي وسلامه عليه- ومخالفة هديه وأمره ليست بالأمر الهيّن، ((فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)).

 ***  نعم أخي المسلم * لا يجوز أبدا أن نظنّ بأنّنا نؤدّي حقّه علينا عندما نتذكّره يوما واحدا في العام، نأكل ونشرب، ثمّ ننسى حبيبنا -عليه الصّلاة والسّلام- عاما كاملا.. نبيّ الهدى –صلّى الله عليه وآله وسلّم- ينبغي أن يكون مرشدَنا ودليلَنا وقائدَنا وقدوتَنا في كلّ يوم وكلّ ساعة بل في كل رمشة عين، فلا يكفي أن نأكل ونشرب في ذكرى مولده حتى نُكرَم بالشّرب من حوضه يوم القيامة، بل لابدّ من طاعته واتّباع سنّته، والتشبّه به في عباداته وأخلاقه وسمته ومعاملاته  ***وختاما أقول ...أكثروا من الصلاة والتسليم على سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحابته أجمعين.......واسمحوا لي على الإطالة

                                             والله الموفق.  



...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة