فضاءات أزمور (البلدية)

أزمور (البلدية)

فضاء الإبداعات الأدبية والفنية

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـجماعة
محمد الصفى
مسجــل منــــذ: 2013-02-28
مجموع النقط: 223.04
إعلانات


قراءة في لوحة " الشيخ و الطفل " للفنان التشكيلي محمد العروصي

بقلم : محمد الصفى

اعتبارا لما يحمله الفن التشكيلي من قراءات متعددة للعمل الواحد كونه لا يحتمل الإيديولوجيات، وفي سفر بصري بالمعرض التشكيلي المنظم ضمن فعاليات مهرجان دكالة 2018 تأخذنا لوحة التشكيلي محمد العروصي " الشيخ و الصبي " لنوستالجيا الجسد وفق الزمان و المكان، بكل تجلياته كامتداد لمشاهد مجسدة في أبعاد متناصة المفارق لنفس الجسد " الانسان " بعنفوانه و ضعفه، بماضيه و حاضره، بواقعيته و مخيلته، مأخذ يأخذنا إلى رمزية الفن كطموح ووسيلة، لقد استطاع محمد العروصي أن يخلق في لوحاته نوعا من الاختلاف مابين الذات المرسومة ونسق ألوان و تشكيلات اللوحة مشكلاعلاقة ارتباطية مشحونة بمواضيع نفسية وشحنات سايكولوجية، جعلت من اللوحة تأخذ اتجاه متعدد القراءات، تتوالد فيها المعاني والدلالات، لوحة تعطيك الانطباع بأن هناك حالة تناص في حياة كل كائن حي و امتداد يبدأ بالضعف المقرون بالتطلع للأفضل و ينتهي بالضعف الممزوج بالحنين للماضي، فصورة الشيخ في وضعيته توحي بفترة استرخاء مقرون بتفكير عميق صوب الماضي، - صورة الطفل – و قد يكون العكس – الطفل – و نظرة للمستقبل، لتبقى في كلتا الحالتين نفس الدلالة و الرمزية، إن ما نشاهده في هاته اللوحة الفنية هو عبارة عن حوارات مشفرة بين الشيخ و الطفل وبين الماضي و المستقبل و بين الجذور و الأصول في بعض الأحيان.. كما يمكننا كشف عوالم ومرجعيات متعدد؛ فالاشتغال البصري يرى الألوان والامتدادات، لكن الذوق يرى الجمال الأخاذ الذي يؤثث العمل، إضافة إلى تعامل الفنان محمد العروصي مع الألوان حية و حركية متحركة التي حول بها سطح اللوحة لفضاء مشتعل من التلوينات و الإضاءة عبر إيقاعات معبرة عن عواطف و أحاسيس ليخرج في نهاية المطاف بسطح محمل بهمسات الروح، بلمساته المبدعة الناجمة عن حس فني رفيع.

إن لوحة " الشيخ و الطفل " للفنان محمد العروسي أكدت لنا أن له فعلا القدرة على وضع المؤترات الجمالية في أعماله الفنية الابداعية التي تجعل المتلقي تهتز لها و تجعله يعيش معها و يستمتع بها و يجعها جزء من حياته و رصيدا يزداد على مر الزمن . محمد العروصي فنان يرسم الواقع الذي يتخيله برمزية ذكية، والمعاني لهذه الرمزية قد تداخلت مع أحلامه، وتواصلت إلى مدلولاتها، وكشوفاتها، لتصل في النهاية إلى تأثيرات يعكسها الواقع التنفيذي على اللوحة، بمفهوم حسي مملوء بشغف الإنسانية، المتأثر بما تعرض له الفنان، و المجتمع الذي يعيش فيه .


تقييم:

2

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة