فضاءات مدينة بنغازي

مدينة بنغازي

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
Abdulgader Aliby
مسجــل منــــذ: 2013-04-14
مجموع النقط: 137.43
إعلانات


جرائم تورغاء في حق سكان مدنية مصراتة

دخل الثوار وحرروا تاورغاء في الحادي عشر من أغسطس ولكنهم في الحقيقة حرروا الأرض فهم لم يجدوا فيها سكانها. لقد هربت تاورغاء من المحررين فهل هناك إنسان يهرب ممن جاء ليحرره؟ الحقيقة أن تاورغاء في حد ذاتها كانت من المستبدين وهم هربوا خوفاً من إنتقامممن وقعوا تحت ظلمهم من أهل الكراريم وطمينة وكرزاز في مدينة مصراته. بلدة تاورغاء بلدة معظم سكانها من ذوي البشرة السمراء والذين جذورهم تعود إلى أصول أفريقية زنجية وهم قدموا في الأساس ربما كأيدي عاملة للعائلات الغنية من مصراته كعائلة الشريع ولا أريد أن أقول أنهم كانوا رقيقاً فهذه كلمة عفى عنها الزمن وأصبحت من الماضي. وقدومهم كمهاجرين لليبيا لم يكن من مدة زمنية بعيدة كما هو الحال لباقي الليبيين ولذلك هم لا يملكون أراض وأصول عقارية كالتي يمتلكها جيرانهم من مصراته مثلاً وحتى الأراضي التي كانوا يقيمون عليها هي في الحقيقة للعائلات الغنية التي كانوا يشتغلون معهم. وهذا ما يفسر الحالة المادية والمستوى المعيشي المنخفض الذي كانوا يعيشون فيه. لقد حاول النظام السابق رفع المستوى المعيشي لأهل تاورغاء وقام ببناء مساكن وهيئات خدمية ولكنها لم تكن كافية ومن هذه الناحية فكل ليبيا كانت تعاني نفس المشكلة فالنظام السابق لم يوفر معيشة حسنة لكل سكان ليبيا. والشيء الآخر الذي زاد الطين بلة في تاورغاء تفشي الفساد الإداري وسرقة المال العام فمثلاً تم إنشاء مجمع ضخم للأبقار والدواجن في تاورغاء ولكنه في النهاية ذهب أدراج الرياح وفشل المشروع فشلاً ذريعاً بسبب السرقات والفساد الإداري في الوقت الذي نجح فيه مشروع آخر أصغر حجماً أنشيء مجاوراً لهم في طمينة والسبب أن مشروع طمينة يشرف عليه أهالي مصراته. لم ينسى أهل مصراته جيرانهم وكانوا لا يترددون في مساعدتهم فحتى أغنياء مصراته كانوا يعطون زكاتهم وصدقاتهم لأهالي تاورغاء وقاموا بتشغيل أبنائهم في مصانعهم كما هو الحال مع شركة النسيم. ولكن للأسف كان أهالي تاروغاء يضمرون في أنفسهم نوايا غير التي كانت على ظاهرهم. تاورغاء كانوا في الحقيقة يحسدون أهالي مصراته وما هم عليه من مستوى معيشي جيد ويبدو أنهم كانوا يعتبرون مصراته هم المسئولون عن الفقر الذي كانوا يعيشون فيه ولذلك نمت في نفوسهم الشرور وبدأوا يتحينون الفرص لأخذ حقوقهم كما يعتقدون من أهالي مصراته. هذا الشعور كان أرض خصبة للقذافي لتسليطهم على جيرانهم مصراته في الأحداث الأخيرة كما سنرى آنفاً. في السابع عشر من فبراير إنتفضت مصراته نصرة لبنغازي ودفعاً للظلم وإنتفضت معها كل مناطق ليبيا. سيطر الثائرون على الشرق الليبي ومصراته والزنتان والزاوية غير أن الأخيرة إستطاع المجرم القذافي قمع إنتفاضتها ولكن بقت كل من مصراته والزنتان غصة في حلقه فما كان منه إلا أن جهز كتائبه بكل أنواع الأسلحة ووجهها لمصراته والزنتان. لكن مصراته تعامل معها المجرم معاملة خاصة بسبب أهميتها فهي الرابط بين الشرق والغرب. فما كان من هذا الفرعون إلا أن بدأ في تحريض المدن المجاورة لها كزليتن وبني وليد وتاورغاء لغزو مصراته وتطهيرها كما يدعي. زليتن وبني وليد تضمان قبائل لها جذور حضارية ولذلك لم ينطلي عليها ما كان يدعو إليه المجرم لكن وللأسف وجد القذافي ضالته في تاورغاء. ففي يوم 6 مارس بدأ ما يسمى الزحف المقدس من أهالي تاورغاء على جيرانهم مصراته ويتضح من الاسم ماذا كان ينوي أهالي تاورغاء فعله في جيرانهم فلم نسمع بوصف لهجوم عسكري يحمل نفس الإسم والأهداف إلا الحملات الصليبية على أرض المقدس. هذه الصفة لهذا الزحف تعني أنه مباح فعل أي شيء وفعلاً إستباح أهل تاورغاء كل المحرمات وإجتازوا كل الحدود الشرعية والعرفية. والذي قام به أهالي تاورغاء في مصراته هو تطهير عرقي بما تحمله هذه الكلمة من معنى وهو خيانة للجيرة وطعناً في الظهر. وما يجعل الأمر مؤسفاً حقاً هو إستجابة كل أهالي تاورغاء لما طلبه منهم المجرم. فشيوخ تاورغاء كانوا يحرضون أبنائهم الذكور لهتك الأعراض وإغتصاب الحرائر ومنهم حمل السلاح وتطوع للهجوم على مصراته. أما نسائهم فكانت مهمتهم تعذيب الأسرى من شباب مصراته وكانوا يدفعون صبيانهم للتبول عليهم. ومن إحدى جرائم أهالي تاورغاء إقتيادهم لمائتي أسير لتاورغاء وذبحهم كما تذبح الشياه ولكن طبعاً تبقى الجريمة الكبرى وهي إغتصاب الفتيات والأمهات وأحياناً أمام آبائهن وأزواجهن. وفي أحياناً أخرى يقومون بخطف الفتاة وإغتصابها في بيوتهم في تاورغاء وعلى مرأى ومسمع باقي أفراد العائلة التاورغية. لقد ظهر شريط في الآونة الأخيرة يعرض جريمة قتل وسحل الملازم عبد السلام اخشيبة وتفاجأ كل من رأى الشريط من هول الطريقة البشعة التي تم بها قتل هذا المظلوم. فماذا لو أن شخص كانت ميتة عبدالسلام اخشيبةرحمة له وهو يفضلها بسبب ما رآه من أهالي تاورغاء وظلمهم. هناك فتيات يا إخواننا يتمنون لو أنهن قتلن ولا حدث لهن ما حدث من إغتصاب وتدنيس لشرفهن. جريمةالاغتصاب لا تعادلها جريمة على وجه الأرض وخاصة عندما تحدث في مجتمع محافظ وإسلامي. يخرج علينا الآن من حين لآخر من يقول لا وجود لجريمة الإغتصاب ويتهم مصراته بأنها تبيع عرض بناتها للسيطرة على أراضي تاورغاء ومنهم من يقول هي أحداث فردية وليست بالحجم الذي يدعيه أهالي مصراته. ومنهم من يقول أن معظم تاورغاء أبرياء وهم كانوا محاصرون من كتائب القذافي. ومنهم من يقول أن مصراته تريد الإنتقام من تاورغاء لأنهم ضعفاء ولكنهم لا يستطيعون الإنتقام من مدن أخرى كترهونة وبني وليد وزليتن أي كما يقول المثل الشعبي عليش قادر يا جحا على الحمير القصير. هذه الإتهامات طبعاً ينفثها من يحمل غلاً وحقداً على مصراته وهم يعلمون في قرارة أنفسهم الحقيقة. لكن دعنا نأخذ بما يقولون فلو كانت مصراته طامعة في أراضي تاورغاء فمن السهل عليهم أخذها فهناك عائلات مصراتية تملك وثائق ثبوتية عمرها مئات السنين بإمتلاكهم أراضي تاورغاء دون الحاجة لتكليف أنفسهم والدخول في معامع غير مضمونة العواقب بالإضافة إلى أن مصراته لم تطالببعدم رجوع تاورغاء وإنما طالبتبأخذ حقوق المغتصبات والمظلومين وتنفيذ الشرع بالقصاص من المجرمين. أما القول بأنها أحداث فردية فهذا تنفيه عدد الوقائع التي حدثت وفي مجتمعنا المحافظ لا نتوقع أن يقوم أي شخص بفضح نفسه ويقدم شكوى بأنه من الذين تم هتك أعراضهم فمن هتك عرضه يفضل كبت ما أصابه في نفسه على أن ينفضح أمام الناس. وأرد على الذين يقولون أن معظم تاورغاء أبرياء ما عنونت به هذا المقال. إن هروب تاورغاء على بكرة أبيهم لهو أكبر دليل على إقترافهم الجرم الجماعي. أما الإدعاء بأن مصراته تنتقم من تاورغاء لأنها ضعيفة ولا تنتقم من باقي المدن فأقول لهم بأن من هجم على مصراته من أبناء مدن ترهونة وبني وليد وزليتن كانوا جنوداً في كتائب القذافي أما تاورغاء فهجمت على بكرة أبيها بشبابها وشيبها ونسائها وكانت منازل تاورغاء أشبه بمعتقلات لتعذيب المصراتيين. إن الذين يلقون باللوم على مصراته ويتهمونها بالأباطيل كان من الأولى بهم أن يكونوا مع الحق ويقفوا مع العائلات والفتيات التي إنتهكت أعراضهن فهن بنات ليبيا قبل أن يكن بنات مصراته. بعد كل ما فعله أهالي تاورغاء في مصراتهوإجتماعهم أجمعين في الجريمة إما بالفعل أو بالتحريض فإن أهل مصراته لا يطالبون إلا بمن قام بفعل الجريمة مع أن الفاعل والمحرض قانونياً يشتركون في الجريمة . ويمتلك أهالي مصراته قوائم أسماء المجرمين غير أن تاورغاء لا زالوا في ظلمهم ويرفضون تسليم مجرميهم ويصورون أنفسهم لباقي الليبيين بأنهم هم من وقع عليهم الظلم ومصراته قامت بتهجيرهم وها هم أطفالهم يقاسون البرد والمرض. إذا كان التاورغيون يؤلمهم حال أطفالهم فلماذا يؤوون مجرميهم ويرفضون حتى الإعتراف بما فعلوا. لا أحد يستطيع أن يلوم من إغتصبت أخته بأن يأخذه الحنق والغضب عندما يرى من فعل الجرم وهو يسرح ويمرح في المناطق التي أوى إليها كطرابلس وبنغازي. فهذا المظلوم لن يدخر جهداً في أخذ حقه وأنا شخصياً لا ألومه على ذلك. السؤال الآن هل هناك من أهالي تاورغاء ومن له ضمير حي أن يتجرأ ويرجع لبيته في تاورغاء ويجاور مرة أخرى أهالي الكراريم وطمينة وهم الذين وقع عليهم معظم الظلم. إن أهالي الكراريموطمينة الآن تقشعر أبدانهم وترتعش فرائسهم عندما يسمعون فقط ذكر كلمة تاورغي فهل سيستطيعون مرة أخرى رؤية تاورغي والعيش كجار معه كما في السابق.

تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة