فضاءات بئر مقدم

بئر مقدم

فضاء القرآن الكريم والسنة النبوية

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
djamel68
مسجــل منــــذ: 2010-11-19
مجموع النقط: 343.35
إعلانات


إذا سألت فاسأل الله

بعد الضيق يأتى الفرج
إذا سألت فاسأل الله

كان إبراهيم بن أدهم إذا أراد الغزو اشترط على أصحابه الأذان والخدمة ألا يكون خادمهم ومؤذنهم غيره فجاء أصحابه يومًا فقالوا له : يا أبا إسحاق عزمنا على الغزو ولو نعلم أنك تأكل مما عندنا لسرنا ذلك وقد تناهدنا .
قال : وكم تناهدتم ؟ قالوا : دينارًا دينارًا قال : أرجو بصنع الله ثم تنحى ناحية فقال : من أي أخ أستقرض دينارًا فلان ما أظنه يخف عليه بل فلان ما أظنه يخف عليه ثم استفاق فبكى وجرت دموعه وقال : واسوأتاه أطلب من العبيد وأنزل مولاهم فأيسر ما يقول لي العبد إنما دفع إلي مولاي شيئًا فإن أمرني أن أدفع إليك منه شيئًا دفعته فبعد بذل وجهي إلى العبد أرجع إلى المولى أفليس يقول لي المولى : (من كان أحق أن تطلب إليه أنا أو عبدي) فيا سوأتاه ثم انحدر إلى الشط فتوضأ ثم صلى وخر ساجدًا وقال : يا رب قد علمت ما كان مني وذلك لجهلي وخطئي فإن عاقبتني عليه فأنا أهل لذلك وإن عفوت عني فأنت أهل لذلك وقد عرفت حاجتي فاقضها برحمتك فوقع بنفسه أن ينظر عن يمينه فإذا هو بنحو أربعمائة دينار فتناول منها دينارًا واحدًا وأمسك عن سائرها وقيدت عنه ثم جاء إلى أصحابه فدفع إليهم الدينار وأنكروا حاله فسألوه فكتمهم ذلك وسكت فلم يخبرهم بشيء من أمره

" أمن يجيب المضطر إذا دعاه "

يغتر بعض الناس بالمظاهر التي يتلبس بها من لا خلاق له، ونحن لا نعلم ببواطن الشر، ولكن الله تعالى يظهر تلك البواطن على فلتات اللسان، وقسمات الوجه، ويخرج ما يكتمون، وقد روي عن عثمان بن عفان – رضي الله عنه – أنه قال : من أسرَّ سريرة كساه الله جلبابها، وقد ذكر ابن كثير في تفسيره عند قول الله تعالى : " أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ " [النمل : 62] أن الحافظ ابن عساكر ذكر في ترجمة أبي بكر محمد بن داود الدينوري أنه قال : كنت أكاري على بغل لي من دمشق إلى بلد الزيداني، فركب معي ذات مرة رجل فمررنا في بعض الطريق على طريق غير مسلوكة، فقال لي : خذ مع هذه الطريق فإنها أقرب، فقلت : لا خيرة لي فيها، فقال : بل هي أقرب فسلكناها حتى انتهينا إلى مكان وعر، وواد عميق وفيه قتلى كثير، فقال لي : أمسك رأس البغل حتى أنزل فنزل وتشمر وجمع عليه ثيابه وسل سكينًا معه وقصدني ففررت منه فتبعني فناشدته الله تعالى وقلت له : خذ البغل وما عليه فقال : هو لي وفي يدي ولا أشاورك فيه , فقلت له : فماذا تريد؟ قال : أريد قتلك، فخوفته الله وذكرته العقوبة فلم يقبل مني فاستسلمت بين يديه وقلت له : إن رأيت أن تتركني حتى أصلي ركعتين ؟ قال : نعم، عجل فيهما... وهكذا يعرف الصالحون يتعاملون مع الرب ويحسنون الاتصال به ويقدمون العمل الصالح ويلجؤون إليه ويوقنون أن الاتصال البشري لا يجدي فهم في مناجاة مع الرب، وصاحب هذا العمل لا يخسر؛ بل إن قتل فيكون قد ودع الدنيا بأفضل الأعمال، وإن بقي فيكون قد تسلح بسلاح قوي وزادت علاقته وصلته بربه ولو عرف الناس هذا الخير ما تركوه، ولقضيت حاجاتهم في كل وقت، وفي كل حين، ونسأل الله أن يلهمنا رشدنا وأن يقينا شر أنفسنا .

قال اللص للدينوري عجّل عليَّ فقام المكروب يصلي فأرتج عليه القرآن ونسيه كله من هول الموقف، إذ السيف على رأسه واللص يقول عجل قبل أن يكبر وعند التكبير وبعد التكبير وفي كل لحظة فما تذكر من القرآن شيئًا حتى الفاتحة يقول : فبقيت واقفًا متحيرًا وهو يقول : هيه أفرغ، فبينما أنا فيه همّ وضيق ألقى الله على لساني : " أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ" فقرأتها فإذا بفارس قد أقبل من فم الوادي وبيده حربة فرمى بها الرجل، فما أخطأت فؤاده فخر صريعًا فتعلقت بالفارس وقلت : بالله من أنت؟ قال : أنا رسول الذي يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء . قال: فأخذت البغل والحمار ورجعت سالمًا( تفسير ابن كثير جزء 3 ).

وما أشبه هذه القصة بقصة أبي معلق الصحابي الجليل الذي كان يتجر بماله وكان ناسكًا ورعًا فخرج مرة بتجارته فلقيه لص مقنع في السلاح فقال : ضع ما معك فإني قاتلك، قال : خذ المال، قال : سآخذه ولكني أريد روحك، قال : إذن اتركني أصلي أربع ركعات، قال: صل ما بدا لك، فتوضأ أبو معلق وأحسن وضوءه ثم استقبل القبلة وصلى أربع ركعات من أحسن ما صلى خشوعًا وخضوعًا فلما سجد السجدة الأخيرة من الركعة الرابعة دعا وقال : يا ودود يا ذا العرش المجيد، يا فعالاً لما تريد، أسألك بعزك الذي لا يرام، وبملكك الذي لا يضام، وبنورك الذي ملأ أركان عرشك، أن تكفيني شر هذا اللص، يا مغيث أغثني، يا مغيث أغثني، يا مغيث أغثني، فإذا بذاك الفارس قد أقبل وبيده حربة قد وضعها بين أذني فرسه فلما بصر به اللص أقبل نحوه فطعنه الفارس فقتله, ثم أقبل إليه فقال : قم فقام وأتم صلاته ثم سلم وقال : من أنت فقد أغاثني الله بك اليوم ؟ قال : أنا ملك من أهل السماء الرابعة، دعوت بدعائك الأول فسمعت لأبواب السماء قعقعة، ثم دعوت بدعائك الثاني فسمعت لأهل السماء ضجة، ثم دعوة بدعائك الثالث فقيل لي دعاء مكروب، فسألت الله أن يوليني قتله ( اتق دعوة المظلوم) .


تقييم:

2

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة