فضاءات مشرع بلقصيري (البلدية)
إعلانات


إلى روح الأستاذ الجليل عبد السلام بزاح

لست ادري لماذا كلما حاولت ان أقول فيك كلمة رثاء تطفر الدمعة من عيني؟! لقد عهدناك محبا للحياة لا بل، عاشقا لها، هادئا كما الحمام، متواضعا كما السنابل الزاخرة بالقمح .

كنت بسيطا كعشاء الفقراء، مخلصا في عملك وعطائك , عظيم الهمة نظيف القلب واليد واللسان!
أستاذي الكريم عبد السلام
الحـقُّ نـادَى فاسْـتجَبْتَ, ولـم تَـزل ... بــالحقِّ تحــفِلُ عنـدَ كـلِّ نِـداء
خــلَّفْت فــي الدنيـا بيانًـا خـالدًا ... وتــركْت أَجيــالاً مــن الأبنــاءِ
وغـدًا سـيذكرك الزمـانُ, ولـم يَزلْ ... للدِّهــرِ إِنصــافٌ وحسـنُ جـزاء

من أين أبدأ فيك رحلة كلامي، وأنت الكلام كلّ الكلام؟!
أيّها الأصيل،الأستاذ، الّذي قضى حياته من التّواضع إلى التّواضع ...
من أين أبدأ وأنت مفرد بصيغة جمع , اندغمت فيك المتناقضات ...
جمعت الرّقّة والصّلابة/ العذوبة والجزالة/ الشّفافيّة والقوّة/ العناد والدّماثة، فتلوّنت شخصيّتك وتنوّعت حياتك، تتنقّل فيها من محطّة إلى محطّة بين مدارج ذات قوام واحد: الصّبر والثّبات/ الصّمود والتّحدّي / العزم والعزيمة/ الإرادة والحقّ..
فكم هي قاسية لحظات الوداع والفراق، التي تسجل وتختزن في القلب والذاكرة. وكم نشعر بالحزن وفداحة الخسارة والفجيعة، ونختنق بالدموع.

نودعك استاذنا الفاضل فتنحني قامتنا وكبريائنا احتراما وتقديرا لمقامك الرفيع . كنت واحد من جيل المربين والأساتذة الافاضل المؤمنين بالرسالة التربوية العظيمة، الناكرين للذات، من ذلك الزمن الجميل البعيد، أستاذنا جميعا.ً.
فقد فارقت الدنيا، بعد مسيرة عطاء عريضة، ومشوار حياة في السلك التعليمي والعمل التربوي والاجتماعي، تاركاً سيرة عطرة، وذكرى طيبة، وروحاً نقية، وعبق أريج نرجسية وشذا شجرة برتقال يافية، وميراثاً من القيم والمثل النبيلة.
أستاذنا الكريم، إن العطاء في الحياة سر من أسرار الخلود، سر عرفته وعرفت كيف تجعله نهجا ونمطا لحياتك، فمهما حاول الموت، لن يمحو ذكر من أعطى كل هذا العطاء .
فيا أيها الانسان الطيب، والمربي المخلص، ويا نبع العطاء والنهر المتدفق حباً لعملك، يعز علينا فراقك، في وقت نحتاج فيه الى امثالك من الرجال الأوفياء الصادقين.
ومهما كتبنا من كلمات رثاء، وسطرنا من حروف حزينة باكية، لن نوفيك حقك لما قدمته من علم ووقت وجهد وتفانٍ في سبيل شباب ورجال المستقبل والغد.
علمتنا الأخلاق والقيم الفاضلة، وغرست فينا حب العلم والمعرفة، ونميت في اعماقنا قيم المحبة والخير والانتماء. .
ويا لسعادتي، وشرف كبير لي، انني كنت واحداً من طلابك وتلاميذكحينما كنت حارسا عاما بإعدادية بن بصال وأتذكر خطك الجميل الرائع حينما كنت تكتب في سبورة الإعلانات عن خبر تربوي بالإعدادية أو تخبرنا بتغيب أستاذ ما في مادة ما فتزداد فرحتنا ومحن صغارا لا ندري قيمة الغياب،فكنت لنا الناصح الأمين
عرفتك حاسا عاما هادئاً، متسامحاً، راضياً، قنوعاً، ملتزماً بانسانيتك كما ملتزما بدينك وواجباتك الدينية. حملت الامانة باخلاص، واعطيت للحياة والناس جهدك وخبرتك وتجربتك وحبك للجميع.

تمتعت استاذنا الفاضل بخصال ومزايا حميدة، جلّها الايمان ودماثة الخلق وحسن المعشر وطيبة القلب، متميزاً بالدماثة، والتواضع الذي زادك احتراماً وتقديراً ومحبة في قلوب الناس والطلاب وكل من عرفك والتقى بك.
وهل هناك ثروة يبقيها الانسان بعد موته أكثر من محبة الناس..؟!
فكنت رسول علم ومعرفة، وجدول عطاء وتضحية، ونعم المعلم والمربي والأب الحنون والأخ الودود والصديق الصدوق. فكنت قدوة ونموذجاً ومثلاً يحتذى في البساطة والوداعة والرقة والعطف والحنان وعملت الخير وسمو الاخلاق وطهارة النفس والروح ونقاء القلب والعفوية والتسامح.
واعطيت كل ما لديك بلا حدود، ودون كلل أو ملل، ان مهنتك ورسالتك هي من أصعب المهن وأهم الرسالات، رسالة العلم والتربية، بكل ما تحمله في طياتها من المعاني، التي في صلبها بناء الانسان، وبناء الوطن وبناء المجتمع .
لقد غيبك الموت استاذنا ومعلمنا الحبيب الغالي، ومربينا الوفي "جسداً، لكنه ستبقى في قلوبنا ما بقينا على قيد هذه الحياة. ولن ننساك، وستظل بأعمالك ومآثرك وسيرتك نبراساً وقدوة لنا
نم ايها المربي, نعم والف نعم سي عبد السلام .
ايها المعلم نم مرتاح البال والضمير، فقد أديت الامانة وقمت بدورك على أحسن وجه. والرجال الصادقون أمثالك لا يموتون.

سي عبد السلام
يا عاشقا لدينه / يا عاشقا لبلده/ يا عاشقا لتلاميذه/ يا عاشقا للغته/ يا عاشقا لتراثه/ يا عاشقا لتاريخه/ يا عاشقا لانتماءه/ ليتنا نتصاغر اليوم لنصبح باقة ورد، ضمّة حبق نضعها اليوم على ضريحك عرفانا منّا بالجميل.
سي عبد السلام، فقد كنت عظيما في حياتك وانت اليوم عظيم بعد مماتك! فطوبى لك ايها الأستاذ الذي جعل الحنين فاكهة وسيج الحيرة والحزن بزهرة النرجس يفوح عطرها فيعبق الجو بها.
نم قرير العين لانك خالد فيما عملت وقدمت وضحيت! وفيمن خلّفت من خلف صالح لخير سلف.

تغمذك الله استاذنا بواسع رحمته، وأسكنك فسيح جناته، وإنا لله وإنا إليه راجعون ( تلميذك الوفي رشيد رزوم)


تقييم:

3

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة