فضاءات شنهور

شنهور

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
الطيب سيد أحمد محمد
مسجــل منــــذ: 2011-02-13
مجموع النقط: 1381.44
إعلانات


استحْيَيْتُ من اللهِ أن أرد قاصدي

استحْيَيْتُ من اللهِ أن أرد قاصدي

قال الأصمعيُّ :

قصدتُ في بعض الأيامِ رجلاً كنتُ أغشاهُ لكرمهِ ؛ فوجدتُ على بابهِ بوَّابًا فمنعني من الدخول إليه ثم قال :

" واللهِ يا أصمعيُّ ما أوقفني على بابِهِ لأمنعَ مثلكَ ، إلاَّ لرقةِ حالِهِ وقصورِ يدِهِ "

فكتبتُ رقعةً فيها :

إذا كانَ الكريمُ لهُ حجابٌ

فما فضلُ الكريمِ على اللَّئيم ِ؟!

فدفعتها إلى بوابه

ثم قلتُ لهُ : " أوصلْ رقعتي إليه ".

ففعلَ ، وعادَ بالرقعةِ ، وقد وقَّعَ على ظهرِها :

إذا كانَ الكريمُ قليلَ مالٍ

تَحَجَّبَ بالحجابِ عن الغريمِ !

ومعَ الرّقعةِ صرةٌ فيها خمسمائةِ دينارٍ

فقلتُ: “والله لأتحفنَّ المأمونَ بهذا الخبرِ ، فلما رآني قالَ :

من أينَ يا أصمعيّ ُ؟!

قلتُ: " من عندِ رجلٍ من أكرمِ الأحياءِ ، حاشا أمير المؤمنين "

قالَ: ومن هو؟!

فدفعتُ إليه الورقةَ والصّرّة ، وأعدتُ عليه الخبرَ.

فلما رأى الصّرّة قالَ :

هذا من بيتِ مالي ولا بدَّ لي من الرَّجُلِ

فقلتُ: " والله يا أميرَ المؤمنين، إني أستحْيي أن تروعَهُ برُسُلكِ "

فقالَ لبعض ِخاصَّتِهِ : " امضِ مع الأصمعيِّ ، فإذا أراكَ الرَّجُلَ فقلْ له: أجبْ أميرَ المؤمنينَ، من غيرِ إزعاجٍ ولا ترويع "

فلما حضرَ الرَّجُلُ بينَ يدي المأمونِ قالَ له ُ:

" أنتَ الذي وقَّعْتَ لنا بالأمسِ، وشكوتَ رقّةَ الحالِ، وأنَّ الزمانَ قد أناخَ عليكَ بكَلْكَلِهِ، فدفعْنَا إليكَ هذه الصّرّة لتصلحَ بها حالَكَ، فقصدَك الأصمعيُّ ببيتٍ واحدٍ ، فدفعتَها إليه ؟! "

فقالَ: " نعمْ يا أمير المؤمنين واللهِ ما كذبتُ فيما شكوتُ لأميرِ المؤمنين من رقّةِ الحالِ ، لكنني استحْيَيْتُ من اللهِ تعالى أن أُعيدَ قاصدي إلا كما أعادَني أميرُ المؤمنين "

فقال له المأمون : " لَلَّهِ أنتَ فما ولدت العربُ أكرمَ منكَ.! "


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة