فضاءات واد زهور

واد زهور

فضاء أعلام ورجالات وعوائل

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
kenefkamel
مسجــل منــــذ: 2013-02-10
مجموع النقط: 27.53
إعلانات


الشهيد قويسم عبد الحق

مقدمة:
قدمت الحركة الطالبية في الجامعات والثانويات خارج الوطن في البلدان الشقيقة وفي داخل الوطن بجامعة الجزائر والثانويات، وطلاب كثيرون من الزوايا، كل هؤلاء قدموا تضحيات كبرى للجزائر خلال الحركة الوطنية والثورة التحريرية الكبرى مند نوفمبر1954م، من أبو القاسم زيدور أول طالب شهيد إلى عبد الحق قويسم آخر طالب شهيد في مارس1962([1]).

مولده ونشأته
ولد عبد الحق قويسم بن أحمد وخنات الزهرة ([2]) في يوم السبت 7 محرم 1350هـ، الموافق لـ: 24 ماي1931 ([3])، بمدينة القل بولاية سكيكدة حاليا،وهو الابن الأكبر في أسرة تعتمد في حياتها على التجارة كمصدر لقوتها ([4])،دخل المدرسة الابتدائية الخاصة بالجزائريين في سنة 1936م، مدرسة الأنديجان أو الأهالي، وأظهر فيها عبد الحق تفوقا كبيرا، حيث تحصل على الشهادة الابتدائية باللغة الفرنسية سنة 1942م، بتفوق مما لفت أنظار أقرانه ومعلميه([5]).

وبسبب شغفه بالعلم ألحقه والده بإعدادية كوليج دومنيك لوتشياني (Dominique Luccianni) الدي كان الإعدادية ( الإكمالية) ثم الثانوية الوحيدة بمدينة سكيكدة-، ثانوية العربي التبسي حاليا، لا لجاه ولا لعمالة للمستدمر وإنما لتفوق في الدراسة، حيث اضطر والده لبيع قطعة أرض يملكها لتمكين ابنه عبد الحق من مواصلة تعليمه بالثانوية، أين واصل الاجتهاد في تحصيل المعارف والعلوم وكان من أنجب الطلبة([6])، وكان من زملائه في مرحلة التعليم المتوسط سنة 1946م، محمد حربي حسين بوزاهر حفيظ بن نيكوس وعباس بوراس ونصر الدين عباس([7]).

النضال السياسي:
وهو طالب بإعدادية ليسياني؛ التحق بصفوف الكشافة الإسلامية مند بداية 1940م، وأصبح عضوا بفوج الكشافة بمدينة القل الذي كان يشرف عليه المناضل السعيد يونس المدعو سندسي، وفي أحضان الكشافة تعلم الشاب عبد الحق معنى التضحية وحب الوطن، وعرف الوطنية الصادقة، وقدم عبقريته في تطوير النظام الكشفي من أجل مواجهة العدو، والتناقضات الصارخة في الحركة الوطنية خلال الأربعينات وبداية الخمسينات، وذلك من خلال الاحتكاك بأقرانه من مختلف جهات الوطن في مهرجان الكشافة بتلمسان 1944 وكذا مدينة خنشلة([8]).

وفي سنة 1947م عند انتصار حركة الانتصار للحريات الديمقراطية في الانتخابات البلدية، وابتهج الناس بذلك؛ أظهر عبد الحق بن أحمد قويسم ديمقراطية كبيرة اتجاه محمد حربي عندما اشتكى له شتم زملائه له بسب دور عائلته مع الاستدمار -وذلك بهز كتفيه-، بمعنى لا تهتم بقولهم، حيث كان متفهما لرأيه الشخصي، ووصف محمد حربي عبد الحق قويسم الشاب الأبي الحساس الذي كان يعشق الأغنية المصرية، وخاصة محمد عبد الوهاب بصوته الخفيض، ويضيف أن عبد الحق أن متفتحا على الأفكار الوطنية ويحلم بجزائر تسير على طريق مصر الأرض المفضلة للنهضة، ويضيف أيضا محمد حربي انه كان يقضي مع عبد الحق بعض أوقات الأحد في محل حلاقة يملكه مسعود كابران أحد المقدمين من رجال الحركة الوطنية في سكيكدة، حيث كانت السخرية والنكتة السكيكدية والحديث عن النضال عند شعوب آسيا والهند الصينية واندونيسيا والهند وفلسطين من أجل التحرر وكان عبد الحق بن أحمد قويسم يصف مصالى الحاج بالمخطط الكبير وصاحب رؤية بما يشبه المهدي المنتظر([9]).

وفي إعدادية لوسياني تحصل عبد الحق على شهادة التعليم المتوسط في السنة الدراسية 1948- 1949م بتفوق واستحقاق، الذي كان منطلقا لتفوق الرجل في نضاله السياسي، حيث كان لعبد الحق قويسم دور كبير في اقتراح محمد حربي رئيسا لفرع حركة الانتصار للحريات الديمقراطية في الثانوية في جوان 1951م وانتخابه بالإجماع بمعارضة صوت واحد، تقديرا للمساعدات التي كان يقدمها محمد حربي لزملائه، وفي الوقت ذاته تتضح مكانة عبد الحق في التنظيم السياسي منذ 1948م، وذكائه وبعد نظره في جمع الكلمة وتوحيد كل الطاقات وليس تنفير الناس وإبعادهم([10]).

واصل الشهيد عبد الحق قويسم الدراسة في الثانوية التقنية بقسنطينة، وكذلك النضال السياسي تحت قيادة المجاهد زيغد علي سي الطيب([11])، وهذا برفقة مجموعة من الطلبة هم عبد الحفيظ بن نيقوس([12]) وعبد الحميد عمراني المدعو خريس، الذي سيكون كاتبا في ما بعد لمصطفى بن بوالعيد واستشهد معه، وخالد زيتوني (توفي بعد استرجاع السيادة الوطنية) وكانت تصلهم صحف حزب الشعب وحركة الانتصار... وغيرها من المنشورات عن طريق حارس الثانوية المدعو سي صالح من ناحية سيدي عيش ببجاية([13]).

ثم كان استدعاؤه للجندية إجباريا في عام 1952م، ونظرا لتعارض هذا الأمر مع طموحات الشهيد في متابعة الدراسة، فتقدم بطلب للسلطات المعنية بتأجيل الخدمة إلى حين انتهائه من الدراسة، لكن طلبه رفض من الأساس وجند حيث قضى الفترة التدريبية الأولى بقسنطينة، وفي عام 1953م أنهى التجنيد الإجباري، وعاد من جديد لمتابعة الدراسة فالتحق بالعمل مراقب داخلي بالثانوية التقنية بقسنطينة، وفي نفس الوقت متابعة الدراسة التي أولاها عنايته وأظهر من جديد حبه الشديد للعلم والتحصيل، ثم النضال الدوؤب من أجل تغيير الواقع المر الذي صار يحس به أكثر من أي وقت مضى، وذلك راجع لتقدم سنه وكذا أدائه للخدمة العسكرية التي زودته بخبرة ضرورية لفهم بعض القضايا بالممارسة، وتوج هذه المرحلة بحصوله على الجزء الأول من شهادة الباكالوريا سنة1954 سنة اندلاع الثورة([14]).

قضى السنة الأولى للثورة وهو عامل بالثانوية، وفي نفس الوقت تنظيم الطلبة الجزائريين الدارسين بالثانوية في صفوف الثورة، وبذل جهدا كبيرا في إعداد اختيار الطلبة الذين كانوا على استعداد للحاق بالثورة، حتى كاد أمره أن يكتشف من طرف إدارة الثانوية، ومصالح الأمن، لولا قدرته على إبعاد الشبهة لتمرسه على العمل السري في حركة الانتصار، حيث كان على اتصال بالثورة بناحية قالمة حسب شهادة الحاج تركي فارح، وهذا من خلال بعض الطلبة من أبناء الجهة مثل قليل مختار الذي عرَّفه بدوره بالبشير بن ناصر؛ الذي أوصله بالمجاهد بوراوي الطاهر المسؤول السياسي بمدينة قالمة، وهذا ما يفسر التحاق المناضل عبد الحق بن أحمد قويسم بالثورة بناحية قالمة قبل ماي 1956 بعدما اكتشف الاستدمار أمر نشاطه الثوري([15]).

النضال العسكري:
التحق بالثورة وهو طالب ثانوي قبل 19ماي 1956م وخرج إلى قالمة التي كانت في التنظيم الثوري تعني الناحية الثالثة بالمنطقة الثانية الشمال القسنطيني بقيادة زيغود يوسف، ثم بعد مؤتمر الصومام 20 أوت 1956م بالمنطقة الرابعة من الولاية الثانية، والمعلومات عن المجاهد عبد الحق مند التحاقه بالثورة حتى بداية صيف عام 1958م قليلة، لكن من الواضح أنه لعب دورا هاما في التعبئة والتنظيم في المجالين السياسي والعسكري، حيث تولى رتبة مسؤول عسكري تابع للمنطقة الرابعة برتبة ضابط أول (ملازم أول/ شاف يوتنان) ([16]) وذلك في فترة لا تتعدى العامين 19 ماي 1956م-19 ماي 1958م، وذلك بفضل خبرته العسكرية ومهارته الميدانية فضلا عن شجاعته وإقدامه([17]).

وحسب المجاهد بلقاسم فنتازي([18]) بعد اجتماع إطارات الثورة يوم 19 ماي 1958م في مقر الولاية الثانية بدوار بني يفتح بالناحية الثالثة المنطقة الأولى بالولاية الثانية ، عين عبد الحق قويسم مسؤولا عسكريا للمنطقة الثانية برتبة (ضابط أول/ملازم أول)، بينما عين محمد الصالح الدهيلي في المنصب نفسه بالمنطقة الرابعة التي كان فيها عبد الحق، وقد وظَّف الشهيد من جديد كلما يملك من خبرة ميدانية وحنكة سياسية في الثورة، خاصة بعد المرحلة بالغة التعقيد التي تبدأ منذ مجيء ديغول للسلطة في صيف 1958م، وشرع العدو في القيام بعمليات تمشيط كبرى، تشارك فيها وحدات كبرى متكاملة من قواته البرية والجوية والبحرية (الأحجار الكريمة)، من أجل القضاء على الثورة التي تعاظمت قوتها وأصبحت قادرة على طرده واسترجاع السيادة الوطنية المسلوبة منذ الخامس جويلية عام 1830([19]).

ومن الأعمال الجهادية التي أشرف عليها بنفسه تخطيطا وتنفيذا هي:
*-معركة المقطع بناحية بني صبيح في 1960م، بني صبيح بغبالة شرق الميلية بجيجل([20]).
*-معركة بني مسلم (مركز أيدم) في 1961م، بالعنصر الميلية جيجل([21]).
*-معركة الملعب قرب الخميس في شتاء عام 1961م، بجيجل([22]).
*-معركة أولاد عربي في ربيع عام 1961م، شرق الميلية جيجل([23]).
*-معارك أخرى بتراب المنطقة الثانية التي حقق فيه جيش التحرير انتصارات باهرة([24]).
وتقديرا لبطولاته وتفانيه في خدمة الثورة أسندت إليه قيادة المنطقة الرابعة من الولاية الثانية برتبة ضابط ثاني(نقيب/قبطان)، فأظهر من جديد ما لديه من خبرة ميدانية وحنكة سياسية، حيث طور عمليات المواجهة مع العدو بشكل يتماشى مع مرحلة حرب الإبادة، ومفاوضات مما ترك نتائج ايجابية على المستوى العسكري والسياسي، وترك صدى واسعا وقويا بين المجاهدين والمواطنين على حد سواء، كان وقعه شديدا على الأعداء من استدمار وعملاء خونة، ويذكر المجاهد عبد الحفيظ لعور أن عبد الحق كان أحسن ضابط في الولاية الثانية غنم من العدو أسلحة كثيرة تصل 65 بندقية([25])، ينظر الملحق 1، 2.

استشهاده:
حسب المجاهد محمد قديد([26]) ومحمود ديبون المدعو النقيب([27]) والمجاهد عبد الله ثابت([28])، كانت مجموعة عبد الحق بن أحمد قويسم تتكون من 12 مجاهدا أغلبهم مسؤولون، انتقلوا من المنطقة الرابعة بعدما كانوا متمركزين بناحية عين بربر، وذلك في اتجاه مقر الولاية الثانية بتراب المنطقة الثالثة بناحية القل لحضور الاجتماع العام لإطارات الولاية السياسية والعسكرية؛ لتدارس الوضع على الساحتين العسكرية والسياسية، وفي ظل الأوضاع الجارية بين قيادة جبهة التحرير الوطني والاستدمار الفرنسي، قتال ومفاوضات، وفي الأسبوع الثاني من شهر مارس 1962م، تحركت المجموعة من عين بربر وقضت المجموعة في ليلة واحدة في قرباز([29])، ثم واصلت السير في اليوم التالي وبقت ليلة أخرى في فلفلة([30])، وفي ليلة 15 مارس وصلت المجموعة إلى تراب القسم الرابع من الناحية الأولى بالمنطقة الثالثة([31]).

وفي صباح يوم 16 مارس كان التوقف بمركز الثورة بغوط قرب مدينة سكيكدة على بعد 20كلم قرب بلدة الزويت([32])، وهنا لاحظ المجاهدون تحركات قوات العدو، ومن أجل تفادي الاصطدام بها؛ كانت المجموعة تسير في الليل وتتوقف في النهار، ويبدو أن قوات العدو الاستدماري اكتشفت عبور مجموعة المجاهدين، وبمركز الغوط وهو العيفات بوادي قدال وجدت مجموعة عبد الحق مجموعة أخرى من المجاهدين عددها حوالي فرقة من الجنود([33])، حيث أبلغت المجموعة الموجودة بالمركز بأن الوضع غير آمن نظرا لكثرة تحركات العدو بالجهة واحتلاله بعض القمم الجبلية الإستراتجية([34]).

ويوضح المجاهد محمد قديد عضو المنطقة آنذاك فقال: «... إن المجموعة المرافقة لقائد المنطقة عبد الحق قويسم قد وصلت إلى مركز العيفات بوادي قدال قبيل فجر يوم 16 مارس 1962م، وقد نزلت مجموعتي (قديد) في هذا المركز قبل يومين في طريقنا نحو مقر الولاية الثانية بالمنطقة الثالثة بالقل...»، وحسب قول المجاهد محمد قديد نقلا عن عمار قليل أضاف:« ...الحقيقة أن المكان الذي نزلنا فيه عبارة عن محطة مموهة وليست مركزا يستطيع إيواء هدا العدد من جيش التحرير، بحيث وصل عددنا بعد انضمام الفوج المرافق لقائد المنطقة الرابعة حوالي 50 مجاهدا -سياسيين وعسكريين- ولما كنت أعرف أن المكان غير مناسب فقد اقترحت على قائد المنطقة ضرورة مغادرة المحطة فورا والاتجاه نحو مركز جيش التحرير الموجود في الجانب المقابل والذي يقع في مكان ملائم»([35]).

وكان هذا الاقتراح من المجاهد محمد قديد لمعرفته الجهة وخط سير المجموعة على طول 40 كلم من عين بربر، فلفلة، مشتة الرماش (معمل التكرير حاليا)، تجمع الماتش (ملعب 20اوت حاليا) قرب مدرسة الفلاحة مرتفعات بني قبوش، ثم في اتجاه الزويت(حيث قوات العدو)ـ فمعبر سيدي زرزور، ثم نحو المركز بالغوط الذي تشرف عليه مجموعة من القمم والمرتفعات من كل الاتجاهات، مما يعني أن العدو قد علم بعبور المجموعة شكل مؤكد وفعلا كان الحال، فبعد استراحة أعضاء الفوج المرافق لعبد الحق قويسم تمت مراقبة الوضع بنشر الدوريات ونقلت محتويات المركز إلى مكان آخر آمن، وحددت الخطة وهي التنقل إلى جبل مقابل مغطى بالأشجار يمكن أعضاء الفوج من التصرف بحرية والمناورة في حالة مهاجمة العدو لمجاهدي جيش التحرير الوطني([36]).

وكانت الخطة حسب المجاهد محمد قديد بقوله:« ...هي بالانسحاب نحو الغرب باستخدام شعبة تمتد بجانب المركز وتلتقي في نهايتها بأحد الأودية ويعرف بوادي قدال، هذا الأخير يفصل بين المركز الذي كنا فيه والجبل الذي ننوي الاتجاه إليه، وقرارنا هذا اتخاذ هذا المسلك، بهدف التمويه على العدو وإيهامه أننا ننفذ خطة انسحابنا في اتجاه مجرى الوادي حتى إذا وصلنا لملتقى الوديان في نقطة أخرى غيرنا سيرنا في اتجاه تصاعدي، وقد بدأنا عملية التنقل من المركز في حدود الساعة السابعة والنصف صباحا، بعد أن أخبرت كل دوريات الرصد والاستطلاع بوجود العدو في بعض المرتفعات المشرفة على الجهة، وحتى نسرع في عملية الانسحاب هذه وضعنا في مقدمة القوة بعض الجنود من أبناء الجهة ممن يعرفون جيدا الطرق والمسالك الجانبية للمنطقة»([37]).

ويضيف قائلا:« ...ولكننا وبعد المسير فترة من الزمن ظهرت في سماء المنطقة الطائرات الاستكشافية وراحت تفتش الجهة نقطة نقطة وشعرنا آنذاك بأن العدو اكتشفنا وحدد حتى مواقعنا وقوتنا، وبعد برهة حضرت الطائرات الحربية التي قُدِّرَ عددها ما بين 10 الى13 طائرة من نماذج مختلفة، وشرعت فورا في قَنْبَلَةٍ المنطقة بداية بمجرى الوادي ثم قَنْبَلَتْ باقي الجهة، في نفس الوقت كانت الطائرات العمودية من نوع سكوروسكي (الموزة) تفرض حصارا جويا على المقطع الموجود بين الوادي والجبل الذي كنا نقصد إليه كما شهدت القوات البرية في أغلب مرتفعات الجهة في وضع ينبئ باقتراب اشتراكها في عملية الحصار المتوقع»([38]).

ويواصل القول:« ...تلقينا الضربة الأولى باستشهاد بعض الضباط والجنود ممن كانوا في مؤخرة القوة من بينهم البطل محمد الصالح الدهيلي عضو المنطقة، في حين واصلت مقدمة القوة التي كنت فيها إلى جانب قائد المنطقة تقدمها وبعد محاولة صعبة تمكنا من اجتياز المقطع العاري، ودخلنا في طرف الجبل المغطى بالغابات بعد مقاومة باسلة ضد الطائرات العمودية التي حاولت بكل قوة سد الطريق أمامنا ومنعنا من عبور المقطع، فواصلت قَنْبَلَتَنَا بكل وحشية وأصاب رصاصها قائد المنطقة عبد الحق بن أحمد قويسم إصابة قاتلة في رأسه، وسقط شهيدا صباح يوم الجمعة 10شوال 1381هـ الموافق لـ16 مارس1962 كما أصيب محمد قديد بجروح بالغة الخطورة ورغم ذلك واصلت الانسحاب مع ثلاثة جنود كان مع احدهم سلاح الشهيد عبد الحق من طراز ماط تسع وأربعين»([39]) أي سلاح النقيب عبد الحق قويسم (Mat49)، أخذه زميله المجاهد عبد الله ثابت كما أكد في شهادته([40]).

واستمر الاشتباك مع المجاهدين الآخرين حتى الساعة العاشرة، ثم تحول الأمر إلى تمشيط الجهة دام يومين حيث أنسحب بنجاح معظم المجاهدين، رغم استشهاد خمس مجاهدين هم على التوالي: محمد الصالح دهيلي([41])، عضو المنطقة وكاتب القسم الأول عبد المجيد شليغم أحد الطلبة المجاهدين بالولاية الثانية، وجنديان آخران وعبد الحق قويسم قائد المنطقة الرابعة من الولاية الثانية، وجرح خمس مجاهدين هم الضابط محمد قديد والضابط الشافعي بن رموقة ومحمود ديبون وجنديين آخرين، وتمت إعادة ربط الاتصال بقيادة الولاية الثانية بعد أربعة أيام، أي يوم 20 مارس، وساعتها فقط عرف المجاهدون الذين شاركوا في المعركة بوقف إطلاق النار (Cessez le feu) يوم 19 مارس 1962م بموجب اتفاقيات إيفيان، وهكذا كان عبد الحق قويسم بمثابة حمزة بن عبد المطلب عم الرسول صلى الله عليه وسلم الذي أستشهد ولم يعش انتصار الإسلام، عبد الحق أيضا لم يعش استرجاع الجزائر لسيادتها، وعودتها للعروبة والإسلام[42] .

صفاته:
كان الشهيد عبد الحق قويسم حسب ما عرفه أصدقاؤه المجاهدون الذين عايشوه وعرفوه عن قرب وفي مختلف الحالات على أنه رحمه الله كان
*-رقيق الإحساس: كان عطوفا لين القلب عكس ادعاء الاستدمار بأن المجاهدين فلاقة وحوش همهم الوحيد هو القتل([43]).
*-يهوى الفن: له صوت رخيم، كثيرا ما كان يتغنى بأغنية الموسيقار محمد عبد الوهاب (أحب عيشة الحرية)، وأكد هذا زميله في الدراسة محمد حربي في مذكراته([44]).
*-الشغف بالمطالعة: كان يقرأ مؤلفات شكيب أرسلان ومتأثرا بأفكاره، وشكيب مفكر ومحقق ومؤلف ومؤرخ وأديب وسياسي قومي سوري توفي 1946م، التقى بمصالي الحاج في سويسرا سنة 1933م بعدما حل الاستدمار حزبه النجم...، مما أدى إلى تلاقح الأفكار بين الرجلين لفائدة الكفاح العربي ضد الاستدمار المشترك([45]).
*-حدة النشاط: أي كثير الحركة مستمرها حثيث النشاط من أجل النضال ضد الاستدمار بكل الوسائل([46]).
*- الذكاء: كان رحمه الله حاد الذكاء ممعنا في التفكير، الذي وظفه في المجال السياسي والعسكري ضد الاستدمار الفرنسي([47]).
*- بعد النظر: ويتضح ذلك من خلال آماله وطموحاته، ونضاله السياسي والعسكري([48]).
*-المعرفة الجيدة بالأساليب العسكرية والسياسية: لقد كان يجيد تخطيط وتنفيذ حروب العصابات، الأمر الذي جعله محل تقدير واحترام من قبل المجاهدين ضباطا وجنودا([49]).
*-الشجاعة والإقدام: هي الاندفاع في الأعمال الجهادية ضد الاستدمار دون تردد وخوف([50]).
*- البشاشة والود: هي المرح والابتسام وهي من الصفات الإنسانية عكس ادعاءات الاستدمار بأن المجاهدين قطاع طرق وفلاقة ([51]).

خاتمة:
خلاصة القول أن عبد الحق قويسم من طلبة الثانويات الذين التحقوا بالثورة قبل 19 ماي 1956، كانت له خصال فذة كمثقف وسياسي وعسكري، وأخلاق رفيعة مكنته من تولي مسؤوليات كبرى في الثورة، آخرها قائد منطقة برتبة صاغ ثاني (نقيب)، وكان آخر طالب أستشهد في ثورة التحرير الجزائرية الكبرى، وكان ذلك يوم الجمعة 16 مارس 1962م، أي قبل وقف إطلاق النار بثلاث أيام فقط، كما أن العدو الاستدماري لا يتفوق بالشجاعة وإنما بقوة السلاح خاصة الطيران، والوفاء لشهداء معركة التحرير يكون بالإخلاص في خدمة الوطن خلال معركة التنمية الشاملة التي هي الجهاد الأكبر.

ملاحق البحث:
الملحق رقم1
المصدر: علي كافي: المصدر السابق، ص108
الملحق رقم 2
المصدر: عمار قليل: المصدر السابق، ج2، ص253
[1] ظهرت عدة مذكرات عن دور الطلبة في الحركة الوطنية والثورة لعبد السلام بن العيد وأحمد طالب الإبراهيمي وصالح بن القبي وعبد القادر نور، وظهرت أيضا دراسات منها كتاب عبد الله حمادي: الحركة الطلابية الجزائرية 1871-1962، منشورات الرابطة الوطنية للطلبة الجزائريين قسنطينة الجزائر 1994م، عمار هلال: نشاط الطلبة الجزائريين إبان ثورة أول نوفمبر 1954م، لافوميك، الجزائر، 1986، محمد السعيد عقيب: الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين ومساهمته في الثورة 1955- 1962، رسالة ماجستير في التاريخ الحديث والمعاصر، إشراف محمد العربي الزبيري، قسم التاريخ، جامعة الجزائر، 2001، وكتاب للأمريكي كليمو مور هنري، وآخر للفرنسي آلان بيريفي، وعقد في جامعة محمد بوضياف بالمسيلة قسم التاريخ؛ ملتقى حول دور الطلبة في الحركة الوطنية والثورة التحريرية، يومي17-18 ماي 2004.
[2] شهادة أخيه عبد الرحمن قويسم، بقصر الثقافة والفنون سكيكدة، يوم 19 مارس 2012م على الساعة 12.
[3] محمد حربي: حياة تحدي وصمود مذكرات سياسية 1945- 1962م، دار القصبة للنشر، الجزائر، 2004، ص55، الزبير بوشلاغم: من شهداء الثورة . ..، ص494، حيث ذكر محمد حربي سنة ميلاده 1932م، بخلاف شهادة أخيه عبد الرحمن، عمار قليل : ملحمة الجزائر الجديدة، ج2، دار البعث، قسنطينة، 1991، ص252.
[4] محمد حربي: المصدر السابق، ص49، الزبير بوشلاغم: من شهداء الثورة . ..، ص494.
[5] عمار قليل : المرجع السابق، ص252، الزبير بوشلاغم: "الشهيد قويسم عبد الحق"، مجلة أول نوفمبر، عدد74، سنة1985ص ص48-51، الزبير بوشلاغم: من شهداء الثورة . ..، ص494.
[6] عمار قليل: المصدر السابق، ج2، ص 254، الزبير بوشلاغم: من شهداء الثورة . ..ص495.
[7] محمد حربي: المصدر السابق، ص49.
[8] عمار قليل: المصدر السابق، ج2، ص254، الزبير بوشلاغم: من شهداء الثورة . ..، ص495، المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954: الكشافة الإسلامية الجزائرية، دراسات وبحوث الندوة الوطنية الأولى حول تاريخ الكشافة الإسلامية الجزائرية، الجزائر، 1999، ص48، حيث ذكر باجي مختار، ديدوش مراد، سويداني بوجمعة أحمد زهانة، يوسف زيغود، كيلاني الأرقط، علي بن مستور، العربي بن مهيدي، عواطي مصطفى، حسيبة بن بوعلي، مريم دباج، محمد بوقرة وعبد الحق قويسم وفيما يخص التجمع الاتحادي الكبير بتلمسان جويلية 1944، الذي حضره 450 شابا وكشافا يمثلون 60 مدينة وقرية جزائرية بحضور عباس فرحات ومحمد البشير الإبراهيمي وشخصيات استدمارية فرنسية، أنظر: أبو عمران الشيخ، محمد جيجلي: الكشافة الإسلامية الجزائرية (1935-1955)، دار الأمة للطباعة والنشر والتوزيع الجزائر، 2008، ص32، 128، ولم يذكر اجتماع سكيكدة خلال أوت 1952م، لبعض أفواج الشرق الجزائري بحضور الأستاذ الغسيري مدير مدرسة الإرشاد، ينظر: أبو عمران الشيخ وآخر: المرجع السابق، ص222.
[9] محمد حربي : المصدر السابق، ص56.
[10] نفس المصدر، ص81، الزبير بوشلاغم: من شهداء الثورة . ..، ص496.
[11] زيغد علي المدعو الطيب من مواليد 4 ماي 1920 بالقل، أنظم إلى الحركة الوطنية لحزب الشعب مند 1942 بمسقط رأسه، التحق بصفوف الثورة المسلحة في شهر أوت عام 1955م، وتقلد عدة مسؤوليات كمسؤول ناحية في المنطقة الثانية والثالثة والرابعة من الولاية الثانية، وبعد استرجاع السيادة الوطنية خرج من الجيش الوطني الشعبي، حيث واصل العمل بصفوف الحزب والدولة وهو الآن يزاول الأعمال الحرة ينظر الزبير بوشلاغم: "من شهداء الثورة..." منشورات مجلة أول نوفمبر، الصادرة عن وزارة المجاهدين المنظمة الوطنية للمجاهدين، الجزائر، 2001، ص507- 508، ينظر الهامش 2.
[12] عبد الحفيظ بن نيقوس رفيق الصبى لعبد الحق بن أحمد قويسم ولد سنة 30 أفريل 1922 بالقل، انخرطا معا في صفوف الكشافة الإسلامية منذ عام 1940م، بمسقط رأسيهما، زاولا الدراسة معا، درسا مع بعضهما حتى المرحلة الثانوية بقسنطينة، حيث انفصلا عن بعضهما البعض بعد ذهاب بن نيقوس إلى فرنسا لمواصلة الدراسة الجامعية، انظم عبد الحفيظ إلى صفوف الجبهة باتحادية فرنسا، وفي شهر ديسمبر 1958م ألقي عليه القبض وأودع السجن إلى غاية أوت من عام 1959م، حيث جند والتحق بمدرسة تكوين الضباط، وفي شهر جانفي سنة 1961م هرب من الجندية واتجه نحو إيطاليا حيث اتصل هناك بممثل جبهة التحرير وكلفه بمهام، ينظر الزبير بوشلاغم: من شهداء الثورة . ..، ص508، هامش 5.
[13] نفس المرجع، ص497.
[14] نفس المرجع، ص498.
[15] نفس المرجع، ص497.
[16] في تنظيم الثورة بعد الصومام القسم يقوده مجاهد برتبة مساعد (أجودان)، يساعده ثلاثة أعوان برتبة رقيب أول (سرجان شاف)، الناحية يقودها مجاهد برتبة ملازم ثاني (ملازم/ ليوتنان) يساعده ثلاثة برتبة ملازم (مرشح/اسبيران)، والمنطقة يقودها مجاهد برتبة ضابط ثاني (نقيب/ قبطان) يساعده ثلاثة برتبة ضابط أول(ملازم أول/ ليوتنان شاف) والولاية يقودها مجاهد برتبة صاغ ثاني (عقيد/ كولونيل)، يساعده ثلاثة برتبة صاغ أول (رائد/ كومندان)، ينظر عبد المالك مرتاض: المعجم الموسوعي لمصطلحات الثورة الجزائرية 1954-1962، ديوان المطبوعات الجامعية الجزائر، 1983، ص 50، رشيد بوسالم، ظريفة مساعيد: "الثورة التحريرية 1954- 1962 التنظيم الإداري"، مجلة الجيش، عدد 472، الجزائر، نوفمبر، 2002، ص10.
[17] عمار قليل: المصدر السابق، ج2، ص 255، شهادة المجاهد بقاسم فنتازي للمجاهد عمار قليل في الاجتماع بمقر الولاية الثانية يوم 19ماي 1958 بدوار بني يفتح بالناحية الثالثة المنطقة الأولى الولاية الثانية فيما بعد المنطقة الثالثة، مصطفى هشماوي: "جذور ثورة أول نوفمبر 1954"، المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954، الجزائر، 1998، ص254، الزبير بوشلاغم: من شهداء الثورة ...، ص501.
[18] بلقاسم فنتازي المدعو بلقاسم السوفي والشنقيطي -في فترة أخرى- من مواليد 1920م، بناحية لرباع بالأغواط، مناضل في صفوف جمعية العلماء المسلمين الجزائريين منذ 1942م، بمسقط رأسه، وقد عمل خلال الفترة 1945- 1954م، بالناحية الغربية للبلاد، وفي عام 1955م، انظم لصفوف الثورة بصفته مناضل سياسي بمعسكر، ولما انكشف أمره انتقل إلى منطقة الشمال القسنطيني وعين بالناحية الأولى الميلية، وشارك في عدة معارك وتدرج في مراتب المسؤولية إلى رتبة قائد منطقة (نقيب)، وبعد الاسترجاع السيادة واصل نشاطه بالحزب والدولة وهو الآن منسق المكتب الولائي لمنظمة المجاهدين لولاية قسنطينة ينظر الزبير بوشلاغم: من شهداء الثورة . ..، ص508، هامش 3.
[19] الزبير بوشلاغم: من شهداء الثورة ...، ص501.
[20] عمار قليل: المصدر السابق، ج2، ص 255، الزبير بوشلاغم: من شهداء الثورة . ..، ص501
[21] عمار قليل: المصدر السابق، ج2، ص 255، الزبير بوشلاغم: من شهداء الثورة . ..، ص501
[22] عمار قليل: المصدر السابق، ج2، ص 255، الزبير بوشلاغم: من شهداء الثورة . ..، ص501
[23] عمار قليل: المصدر السابق، ج2، ص 255، الزبير بوشلاغم: من شهداء الثورة . ..، ص501
[24] عمار قليل: المصدر السابق، ج2، ص 255، الزبير بوشلاغم: من شهداء الثورة . ..، ص501.
[25]الزبير بوشلاغم: من شهداء الثورة . ..، ص501- 502، عبد الحفيظ لعور: حوار إذاعي مع إذاعة سكيكدة ماي 2014.
[26] محمد قديد من مواليد 30 نوفمبر 1930م، بشعاب التوميات في جهة الحروش حفظ القرآن بكتاب البسباسة، انظم إلى صفوف حركة الانتصار للحريات الديمقراطية مند 1946م، ثم التحق بمعهد الكتانية بمدينة قسنطينة التابع لحزب الشعب حيث كان مسؤول للخلية الحزبية ومسؤول خلية الطلبة، وفي عام 1952م، انضم للكشافة الإسلامية بفرع الجوال وحاز على شهادة الأهلية ثم التحق بجامع الزيتونة، وفي 1954 عين عضو قسمة الحزب بالحروش، وأحد مؤسسي خلية اللجنة الثورية للوحدة والعمل ببلدة الحروش، وعضو منطقة شمال قسنطينة في إطار التحضير للثورة وفي ليلة أول نوفمبر 1954، حيث قاد فوج العمليات ضد الاستدمار ومنشآته بالحروش، وفي عام 1955م القي عليه القبض بمدينة سكيكدة مرتين وكل مرة يخرج من السجن يعود للعمل الثوري، تولى عدة مسؤوليات آخرها عضو المنطقة الرابعة برتبة ضابط أول، وخرج من معركة الزويت بجروخ خطيرة رفقة عبد الحق قويسم ومحمد الصالح الدهيلي ينظر: محمد قديد: الرد الوافي على مذكرات على كافي، دار هومة، الجزائر، 2003، الزبير بوشلاغم: من شهداء الثورة ...، ص509، هامش8.
[27] محمد ديبون المدعو النقيب من مواليد شهر جوان 1933 بقرية حمادي كرومة قرب مدينة سكيكدة، انظم إلى صفوف حركة الانتصار مند 1953، بمسقط رأسه، بخلية للحزب بقيادة مناضل يدعى مكسن صالح، وفي شهر مارس 1955التحق بصفوف الثورة تحت قيادة زيغود يوسف، شارك في عدة معارك بالمنطقتين الثالثة والرابعة، وارتقى بجيش التحرير الوطني حتى رتبة مرشح، مسؤول عسكري بالقسم الثالث من المنطقة الرابعة، جرح في معركة الزويت، وبعد استرجاع السيادة الوطنية واصل العمل بالجيش الشعبي الوطني، ورقي إلى رتبة ملازم أول وفي عام 1972، تقاعد من الجيش الشعبي الوطني ينظر الزبير بوشلاغم: من شهداء الثورة . ..ص503، 507، هامش 1.
[28] مجاهد يسكن في مدينة الحدائق سكيكدة شهادة بالصورة والصوت بقصر الفنون والثقافة مدينة سكيكدة يوم 19 مارس 2012، على الساعة 11.13.
[29] قرباز هي اليوم بلدية بكوش لخضر تابعة لدائرة عزابة ولاية سكيكدة ينظر الخريطة الإدارية للجزائر أو ولاية سكيكدة والجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية، الأربعاء 09 صفر 1406هـ الموافق لـ:1986.
[30] فلفلة أو فليفلة بلدية تابعة لدائرة سكيكدة ولاية سكيكدة ينظر الخريطة الإدارية للجزائر أو ولاية سكيكدة والجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الأربعاء 09صفر 1406هـ الموافق1986.
[31] شهادة المجاهد محمود ديبون المدعو النقيب وسي محمد قديد الذي مازال حيا يرزق أطال الله عمره، عمار قليل: المصدر السابق، ج2، ص256، الزبير بوشلاغم: من شهداء الثورة . ..، ص504.
[32] الزويت أو عين زويت بلدية تابعة لدائرة ولاية سكيكدة ينظر الخريطة الإدارية للجزائر أو ولاية سكيكدة والجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الأربعاء 09صفر 1406هـ الموافق1986.
[33] الفرقة أو الفصيلة في نظام الثورة بعد مؤتمر الصومام تظم 35-45 مجاهد أو ثلاثة أفواج بإضافة قائد الفرقة ومساعده يختص واحد منها بالاستطلاع ويحمل الثاني الأسلحة الخفيفة ويحمل الفوج الثالث الأسلحة نصف الثقيلة وغالبا ما تقيم الفرقة بجميع أفواجها في مكان واحد وقائد الفرقة مجاهد برتبة عريف أول أو عريف وكاتب حسب ظروف وإمكانات كل جهة ماديا وبشريا ينظر محمد قنطاري ك جيش التحرير الوطني الجزائري تشكيله وتنظيمه مجلة التراث عدد08 نوفمبر 1995 ص61-62، عبد المالك مرتاض: المرجع السابق ص50 رشيد بوسالم و آخر:المرجع السابق،ص11.
[34] عمار قليل: المصدر السابق، ج2، ص256، الزبير بوشلاغم: من شهداء الثورة . ..، ص504.
[35] عمار قليل: المصدر السابق، ج2، ص256. الزبير بوشلاغم: من شهداء الثورة . ..، ص504ـ505.
[36] محمد قديد نقلا عن عمار قليل: المصدر السابق، ج2، ص257، الزبير بوشلاغم: من شهداء . ..، ص504- 505.
[37] محمد قديد نقلا عن عمار قليل: المصدر السابق، ج2، ص ص257- 258، الزبير بوشلاغم: من شهداء الثورة . ..، ص504- 505.
[38] محمد قديد نقلا عن عمار قليل: المصدر السابق، ج2، ص258، الزبير بوشلاغم: من شهداء الثورة . ..، ص506- 507.
[39] محمد قديد نقلا عن عمار قليل: المصدر السابق، ج2، ص258، الزبير بوشلاغم: من شهداء الثورة . ..، ص506- 507.
[40] عبدالله ثابت: شهادته السابقة بالصورة والصوت بقصر الفنون والثقافة مدينة سكيكدة يوم 19 مارس 2012 على الساعة 11.13
[41] محمد الصالح الدهيلي من مواليد 4 أفريل سنة 1932 بمدينة ميلة، غادر مقاعد الدراسة من أجل العمل وإعالة أسرة متوسطة الحال هو رابع أبنائها، انخرط في صفوف حركة الانتصار- حزب الشعب سنة 1945 بمسقط رأسه ضمن خلية من احد عشر عضوا منهم صالح بو حرث، بن رزافة السعيد المدعو عاشور، الشريف زرواق، ثم انخرط في المنظمة الخاصة تحت قيادة محمد بوضياف المعروف سي الطيب ثم في مرحلة لاحقة القائد العربي بن مهيدي، وبعد1950 بإشراف سي صالح بوحرث والإشراف العام سي عبد الله بن طبال، حيث كان السلاح يخزن في واد القطن(عين التين) جنوب شرق ميلة وفي منزل العربي بن ارجم المعروف الرائد العربي الميلي، وشارك في اندلاع الثورة في ميلة بقيادة بن طبال ومحليا بقيادة علي زغدود المدعو علي العواطي، ثم عين مسؤول عسكري 1956 على ناحية جنوب ميلة، ثم مسؤول الناحية الثالثة المنطقة الرابعة (عنابة وضواحيها) بالولاية الثانية ماي 1958 خلفا عبد الحق قويسم الذي تولى نفس المهمة بناحية ميلة، ثم عين ضمن أركان حرب المنطقة وعبد الحق قويسم قائد المنطقة الرابعة حتى استشهادهما في معركة الزويت 16 مارس 1962 ينظر الزبير بوشلاغم: من شهداء الثورة ...، ص510- 528.
[42] محمد قديد نقلا عن عمار قليل: المصدر السابق، ج2، ص258- 259، الزبير بوشلاغم: من شهداء الثورة ...، ص506- 507.
[43] نفس المرجع، ص502- 503.
[44]نفس المرجع، ص502- 504، وهذه الأغنية عنوانها هو: أحب عيشة الحرية غناء محمد عبد الوهاب، كلمات أحمد رامي:
أحب عيشة الحرية زي الطيور بين الأغصان
مادام حبايبي حواليّ كل البلاد عندي أوطان
مطرح ما بيجي بعيني النوم أنام وأنا مرتاح البال
وأغيّر الحال يوم عن يوم ما دام أشوف قلبي ميّال
بحب عيشة الحرية
الحسن في الدنيا ألوان يحيي الفؤاد ويرد الروح
خفة ودلال وجمال فتّان ترضى هواك مطرح ما تروح
القمر ساعة ظهوره يحلى نوره يا حبايب
والفؤاد يزيد سروره كل ما يشوف اللي غايب
شوف النسيم في الروض ساري ينبّه الورد النعسان
أدي خيالي وأفكاري زي الطيور بين الأغصان
[45] شكيب أرسلان مفكر ومؤرخ وشاعر ونثر ومصلح ولغوي ومترجم ومحقق سوري توفي سنة 1946 ألف ثمانية عشرة كتابا وعدة رسائل منها كتاب لماذا تأخر المسلمون ولمادا تقدم غيرهم، مكتبة رحاب الجزائر 1989، كان نعمة على الحركة الوطنية الجزائرية بين الحربين حيث التقى بمصالي الحاج في سويسرا في بداية الثلاثينات من القرن العشرين وأثر فيه بالفكر القومي والإسلامي ينظر الأمير شكيب ارسلان:لماذا تأخر المسلمون ولماذا تقدم غيرهم، مكتبة رحاب الجزائر1989، ص5- 23.
[46] لزبير بوشلاغم: من شهداء الثورة . ..، ص502- 503.
[47] نفسه.
[48] نفسه.
[49] نفسه.
[50] نفسه.
[51] عمار قليل: المصدر السابق، ج2، ص255- 256.
أ.محمد قويسم، جامعة 20 أوت 1955-سكيكدة
Kouicem_moh1@yahoo.com

تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة