فضاءات أورتزاغ

أورتزاغ

فضاء الأخبار والمستجدات

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـجماعة
العياشي كيمية
مسجــل منــــذ: 2011-08-16
مجموع النقط: 76.2
إعلانات


احذروا اللاعبين بالنار وصناع الفتن

احذروا اللاعبين بالنار وصناع الفتن

×××××

العياشي كيمية

الإثنين27/06/2016

في قراءة تاريخية لحياة المجتمعات والشعوب ، تجد أن أغلب الاضطرابات والقلاقل والفتن التي عرفتها ، كان وراءها قرار خاطئ ، إما ذو نزعة طائفية أو عنصرية أو أيديولوجية...الخ،فكل مجتمع له مقدسات وثوابت لا يقبل المساس بها أو الطعن في قدسيتها ،ولهذا مافتئ العقلاء في أي مجتمع يحذرون من خطورة تلك النزوعات الشاذة ، وأبدعت كثير من الدول في صياغة مجموعة من القوانين الزجرية حفاظا على وحدة المجتمع وتماسكه.

قدمت هذه التوطئة ، بعدما بدالي أن جهات وشخصيات ببلدنا الحبيب بدأت تغرد خارج السرب ، وتنبش في المحظور ،محركها ربح المقاعد الانتخابية والتمكين لما تستبطنه من أهداف عنصرية وانفصالية وأيديولوجية مقيتة،وهذه لا قدر الله ، إن لم نلجم أصحابها ونتفطن لخطورتها،ستكون عواقبها وخيمة على وحدة المجتمع ونسيجه الاجتماعي ، الذي عرف ، ولقرون طويلة ،التعايش بين كل مكوناته، ولم يفلح حتى الاستعمار في زعزعة تلك القناعات التي شكلت اللحمة المتينة في حياة أمتنا المغربية.

فعندما يطالعك وزير التعليم بخبر تغيير مادة التربية الإسلامية إلى مادة التربية الدينية ، وما يحمله المفهومين من مضامين متناقضة ، وما يستبطنه الأخير من إشارات إلى محاولة للتنظير لثقافة بعيدة كل البعد عن قيم ديننا السمحة ، والتي ارتضاها المغاربة ومعهم جميع ملوك الدولة العلوية عقيدة ومنهج حياة، فإنك تصاب بالحيرة والخوف من المستقبل المجهول الذي قد تسببه مثل هكذا قرار.

للأسف الشديد ، ما يزيد القلب كمدا والعقل حيرة ، أن ما نلمسه من مآمرات وما يعبر عنه من نوايا ضد الدين الإسلامي واللغة العربية والثقافة المغربية الأصيلة ببلدنا ،يفوق ما كان يحاول فعله المستعمر الفرنسي أثناء فترة الحماية ،وهذا الأمر من شأنه أن يخلق شروخات في نسيج المجتمع المغربي ،ويشجع على التطرف ويزرع بذور الفتن ، وهذا ما لا نرتضيه لدولتنا ، التي ولله الحمد ، بفضل حنكة ملكها وحسن تدبير حكومتها حققت الأمن و الاستقرار للمواطن ، في وقت عصيب ، وفي ظل واقع إقليمي وعالمي مضطرب .

إن المس بثوابت الأمة المغربة ، الدين الإسلامي –الملكية- الوحدة الترابية ،هو تعد سافر على مشاعر كل المغاربة ،وهو كاللعب بالنار، فقد يقبل المغربي بأن يسرق ماله ، أو ينتقص من حقوقه ،أو يضيق عليه في أساليب الكسب والعمل ، ولكن لن يقبل المس بدينه أو التعدي على حرمة ملكه أو المس بوحدة وطنه ،فتلك خطوط حمر ،لا يمكن السماح بتخطيها.

فما أقدم عليه السيد وزير التعليم ، السيد رشيد بالمختار، هو بمثابة خروج ‘عن الإجماع الوطني ،وانتصار لفئة علمانية ضيقة جدا ، لا أثر لها في الشارع المغربي ، اللهم ذلك الدعم الكبير واللا مشروط الذي تتلقاه من جهات داخلية وأجنبية ، قصد التمكين لأعداء الوطن من أجل زعزعة الاستقرار به.

أملي أن يتفطن عقلاء البلد ، إلى خطورة مثل هذه الخرجات ،ويطالبوا السيد الوزير بسحب مقترحاته ،والتفكير في تطوير مناهجنا وبرامجنا بما يؤهل أبناءنا أن يكونوا مسلمين متشبثين بدينهم ، ومنفتحين على حضارات غيرهم ، دون تطرف هدام أو مسخ حضاري غريب ،فقدر الأمة المغربية أن تحيا بدينها الإسلامي وبتعددها اللغوي والعرقي ،وغير ذلك فهو وهم ومغامرة غير محسوبة العواقب.


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة