فضاءات بشار

بشار

فضاء الجمعيات والعمل الجمعوي

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
ابو زكرياء ابراهيم
مسجــل منــــذ: 2010-10-15
مجموع النقط: 1579.48
إعلانات


حاويات القمامة.. عندما تكون شاهدة على تنكّرنا لقيَم ديننا!

حاويات القمامة.. عندما تكون شاهدة على تنكّرنا لقيَم ديننا!

[date] 2016/06/25

سلطان بركانيauthor-picture

التّقرير الذي أعدّته جريدة الشّروق في الـ15 من شهر رمضان الجاري تحت عنوان "3 ملايين خبزة تُرمى في المزابل يوميا"، وأشارت في طياته إلى الكمّ الهائل من الأطعمة التي ترمى يوميا في حاويات القمامة خلال الشّهر الفضيل؛ يدلّ حقيقة على أنّ بعض الجزائريين تخلّوا عن آداب الدّين وقيَمه في النّهي عن الإسراف والتّبذير وعن إنفاق الأموال فيما يزيد عن الحاجة، بل وتخلّوا عن التحلّي بالحدّ الأدنى من المسؤولية والإنسانية.

المؤسف في الأمر أنّ هذه الأطعمة التي ترمى في المزابل، تتحوّل إلى طعام لكثير من الأسر الفقيرة التي تقتات في ليالي شهر الجود والإحسان على ما تجمعه من أكوام الطّعام والموادّ الاستهلاكية التي ترمى في حاويات القمامة، وقد أشارت الشّروق في تقريرها الذي أعدّته في 16 رمضان الجاري تحت عنوان "جزائريون يفطرون من المزابل في رمضان" إلى أنّ هناك مئاتِ العائلات التي تقتات في أيام وليالي الشّهر الفضيل على ما يرميه الأغنياء والموسرون في المزابل، وهم الذين كان يُفترض أن تصل إليهم هذه الأطعمة في بيوتهم بدل أن يأخذوها من حاويات القمامة.

لسنا ندري إلى متى تستمرّ وتتكرّر هذه المظاهر التي تدلّ على أنّ كثيرا منّا لم يفهموا بعدُ رسالة رمضان، ولم يفهموا الغاية من مكابدة الجوع والعطش في أيامه؟. أيّ فائدة نجنيها من جوعنا وعطشنا إذا كنّا لا نشعر بمعاناة الفقراء بيننا وإذا كنّا نُضطرّهم للتّفتيش بين أكوام القمامة عمّا يسدّ رمقهم؟.

إنّه لمن المؤسف حقا أن نظلّ مصرّين على هذه السلوكات المخالفة والمسيئة لديننا الحنيف، ونحن نرى في هذا العالم من حولنا أناسا من غير المسلمين يعطون أروع الأمثلة في التحلّي بقيم المسؤولية والتكافل، ولعلّنا نكتفي في هذا الصّدد بذكر مثال واحد يتعلّق بقصّة رواها مدير مستشفى النّور في "أبو ظبي"، الدكتور طه إبراهيم، يروي فيها درسا قاسيا تعلّمه رفقة زميل له في ألمانيا، نقله لأمّة الإسلام، علّها تستفيد منه، ملخّصه أنّه اتّجه مع زميله الذي التقاه في مدينة هامبورغ الألمانية إلى أحد المطاعم، ولأنّهما كانا جائعين، فقد طلبا كثيرا من الطّعام، ولم يقضيا وقتا كبيرا في تناول ثلثيه، وبقي ما يقرب من ثلثه على الطّاولة، وما كادا يصلان إلى باب المطعم بعد انصرافهما، حتى نادتهما سيّدات كبيرات في السنّ، وعبّرن عن استيائهنّ من تصرّفهما في ترك كمية من الطّعام مرمية على الطّاولة، فقال لهما زميل الدّكتور بأنّهما دفعا ثمنه، ولا دخل لهنّ في شأنهما، فتوجّهت إحدى السيدات نحو الهاتف واستدعت شخصا ما، وما هو سوى وقت قصير حتى وصل رجل في زيّ رسمي، قدّم نفسه بأنّه ضابط من مؤسسة التأمينات الاجتماعية وحرّر لهما مخالفة بقيمة 50 يورو، فما كان منهما إلا أن دفعا الغرامة واعتذرا للموظّف الذي قال لهما: "اطلبا كمية الطعام التي يمكنكم استهلاكها.. المال لكما لكنّ الموارد للجميع.. هناك كثير من النّاس في هذا العالم يواجهون نقص الموارد، فليس لكما الحقّ في إهدارها".. شعر الدّكتور وزميله بالخجل، وانصرفا بعد أن قاما بتصوير وصل الغرامة، ليبقى درسا لا ينسى في التحلّي بالمسؤولية، وفي الاهتمام بالآخرين.

article-title


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة