فضاءات أقرمود

أقرمود

فضاء أعلام ورجالات وعوائل

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـجماعة
محمد لبويهي
مسجــل منــــذ: 2015-04-12
مجموع النقط: 105.59
إعلانات


المواسم الرجراجية

صورة للخيمة الرجراجية

×××××

مع اقتراب افتتاح المواسم الرجراجية في 24 مارس 2016 وانتهاهها في 01 ماي 2016 سنقدم هذه للفائدة فقط
كتاب "رباط شاكر" يعيد قضية صحبة المغاربة للنبي (ص) إلى الواجهة
تعززت الخزانة التاريخية والدينية المغربية أخيرا بصدور أحد أهم المراجع
التاريخية والترجمية، التي تؤرخ لعلم مؤسس للتصوف والجهاد والرباط الإسلامي
في المغرب الأقصى.
يتعلق الأمر بكتاب العلامة المؤرخ محمد السعيدي الرجراجي، المعنون بـ: "رباط
شاكر (سيدي شيكر) والتيار الصوفي حتى القرن السادس الهجري". الصادر حديثا عن
مؤسسة آفاق للدراسات والنشر والاتصال بمراكش، في 123 صفحة من القطع المتوسط.
وبالنظر إلى أهمية الرصيد الوثائقي المغربي الذي يرصد البدايات الأولى
لارتباط المغاربة بالإسلام، فإن كتاب "رباط شاكر، (سيدي شيكر) والتيار الصوفي
حتى القرن السادس الهجري". يعتبر الوحيد في بابه. على اعتبار أن كل من تحدث
عن سيدي شيكر ورباطه من مؤرخين وفقهاء وعلماء قدامى ومحدثين، اكتفى بالإشارات
وتكرار المقتطفات التي رواها الأولون عن رجالات رجراجة السبع، الذين يعتبرهم
كثيرون من أوائل المغاربة الذين رحلوا إلى نبي الإسلام محمد (ص) في زمن
النبوة، وأسلموا على يده، وزودهم بكتاب، ورجعوا ينشرون الدعوة الإسلامية في
المغرب.

وبالإضافة إلى كونه مؤلفا وحيدا في بابه، فإنه يعرض لقضية عدت من القضايا
المختلف حولها ما بين العلماء والمتصوفة والباحثين قدامى ومعاصرين.

ذلك أن كثيرين ينفون عن هؤلاء المغاربة السبعة صفة الصحابة، ويرفضون فكرة أن
يكون المغاربة التقوا الرسول في حياته، مدللين على ذلك بكون الكتب التي
عَدَّت الصحابة وذكرت أسماءهم وفضائلهم لم تذكر أحدا من المغاربة.
هذا فيما تتمسك طائفة كبيرة من علماء المغرب وزهاده ومتصوفيه ومؤرخيه
وأوليائه بالقول، إن رجال رجراجة قابلوا النبي وأخذوا عنه الدعوة، وباشروا
نشرها في بلاد احمر ونواحيها، لفترة طويلة قبل أن يدخل عقبة بن نافع إلى
المغرب، سواء حل في المغرب للمرة الأولى سنة 46 هـ أو 50 هـ، أو 62 هـ للمرة
الثانية، ويقدمون لذلك حججا كثيرة من بينها، أن المكان الذي يحتضن اليوم رباط
سيدي شيكر، وهو منطقة تقع ما بين مراكش وآسفي بالقرب من إقليم شيشاوة، احتضن
أول مسجد أنشأ في تاريخ المغرب الأقصى، بأمر من عقبة بن نافع، الذي يقال بأن
شاكرا كان من صحبه ومن المجاهدين القادة في جيشه، مما يعتبر إشارة دالة على
أن عقبة ما كان ليشجع على إنشاء مسجد ورباط ببلاد احمر، لولا ثقته في معرفة
ودراية وإلمام وإيمان رجال ركراكة بالإسلام ومتطلباته.

وإلى أن يجلي البحث التاريخي والأركيولوجي والترجمي الغبار عن لقاء المغاربة
بنبي الإسلام قيد حياته، من عدمه، فإن الأستاذ محمد السعيدي الذي خصص كتابا
لشاكر ورباطه حاول بتجرد وموضوعية تسليط الضوء على رجل من أوائل الرجال
المرابطين المجاهدين، الذين استقطبوا إلى حاضرتهم برباط شاكر أفواجا عظيمة من
العلماء والفقهاء والمتصوفة من مشارق الأرض ومغاربها.

وقد قسم المؤلف كتابه إلى فصول أربعة، ومقدمة، وذيله بأهم مقالة كتبت قديما
عن رباط شاكر، للشيخ الفقيه عبد الحي الكتاني، تحمل عنوان: "أشرف بقعة وأقدس
بناحية مراكش"، بالإضافة إلى النسختين الكاملتين للرسالتين الملكيتين
الموجهتين إلى المشاركين في اللقاءين الأول والثاني من لقاءات سيدي شيكر
العالمية للتصوف.

وقد تضمن الفصل الأول توطئة تاريخية عن المغرب والمغاربة وأصولهم وخصوصياتهم،
والديانات التي كانت منتشرة فيما بينهم قبل ظهور الإسلام، من يهودية ومسيحية
وديانات وثنية، كما عرف ركراكة وأصولها القبلية، وموقعها الجغرافي في بلاد
المغرب الأقصى.

أما الفصل الثاني، والذي اختار له عنوانا: "المغاربة بين الشخصية الوطنية
والسلطة المشرقية"، فقد تحدث فيه عن البدايات الأولى للقاء المغاربة بالدعوة
الإسلامية، مستعرضا قضية لقاء رجال رجراجة السبعة مع النبي (ص)، مستشهدا
بنصوص وروايات ووقائع من مصادر تاريخية تؤكد صدق القضية.
كما أبرز مميزات رجال ركراكة بعد اعتناقهم الإسلام، وإسهامهم في محاربة
الديانات الوثنية، وعلاقتهم بعقبة بن نافع. كما سلط الضوء على المراحل الأولى
لدخول الفاتحين العرب إلى بلاد المغرب، وما تميزت به من حدة وصراعات
واضطرابات، ساهم بعضها في تقديم صورة مشوشة عن إسلام المغاربة في هذه الفترة.

الفصل الثالث، خصصه الباحث للتعريف بسيدي شيكر ورباطه وموقعه الجغرافي،
والإصلاحات التي شهدتها عمارته عبر التاريخ، والأدوار التعليمية والتثقيفية
والتربوية والجهادية والاقتصادية والدينية التي لعبها الرباط منذ إنشائه إلى
اليوم، ومن أهمها محاربة النحل المنحرفة، وإعلاء راية الإسلام. كما عرف بعدد
من العلماء والمتصوفة الذين كانوا يتوافدون على الرباط.

الفصل الرابع والأخير، تحدث فيه عن الصوفيين الأوائل بالمغرب، على عهد
المرابطين، مستفيضا في ذكر أسمائهم وأحوالهم ومقاماتهم. كما تحدث عن المتصوفة
على عهد الموحدين وما تعرضوا له من محن واضطهاد. وذكر منهم كثيرين على رأسهم
الشيخ أبو العباس السبتي والشيخ مولاي عبد السلام بن مشيش والشيخ أبو زيد عبد
الرحمان السهيلي.

وقد ختم المؤلف كتابه بالرسالتين الملكيتين كما أشرنا، وبما قاله الشيخ عبد
الحي الكتاني الذي وصف مكان تواجد رباط شاكر، بجوار واد تانسيفت بأنها أشرف
بقعة وأقدس بناحية مراكش.

وتجدر الإشارة إلى أن المؤلف محمد السعيدي الرجراجي سبق أن أصدر وحقق مؤلفات
تاريخية وأدبية، وتراجم وأعمال شعرية وروائية، نذكر منها:"السيف المسلول" في
جزءين، "شاعر الحمراء بين الواقع والادعاء"، في جزءين، "الفقيه محمد بن احمد
العبدي الكانوني: حياته وفكره ومؤلفاته"، "جواهر الكمال في تراجم الرجال" في
جزءين، "ركراكة وتاريخ المغرب" ثم "آسفي وما إليه".
أما رجال ركراكة السبعة المعتبرين من الصحابة، كما تذكرهم المصادر فهم:

سيدي واسمن، سيدي عيسى بوغابة، سيدي سعيد السابق، سيدي عبد الله أوناس، سيدي
يعلى والد سيدي شيكر، سيدي بوبكر أشماس ووالده، سيدي صالح.


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة