فضاءات جنين بورزق

جنين بورزق

فضاء الجمعيات والعمل الجمعوي

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
حجيرة ابراهيم ابن الشهيد
مسجــل منــــذ: 2010-10-19
مجموع النقط: 3050.2
إعلانات


رسالة الى أغنياء الجزائر فما فوقهم..(( المال مال الله وأنتم مستخلفون فيه ))

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آلـه وصحابته أجمعين ..
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

رسالة الى أغنياء الجزائر فما فوقهم..(( المال مال الله وأنتم مستخلفون فيه ))

** ينقسم الناس من حيث حالتهم المادية ومستوى معيشتهم إلى أغنياء وفقراء، وبين الأغنياء والفقراء أنماط عديدة مثل: الأثرياء والبرجوازيين ومتوسطي الدخل ومحدودي الدخل والمساكين والمعدمين والمتسولين... وغيرها من الأنماط. ومشكلة الفقر من أكبر المشاكل التي تعاني منها دول العالم، وعلى وجه الخصوص دول العالم الثالث، وأكثرها شيوعًا الدول الإفريقية. وللفقر أسباب عديدة بعضها يقع على عاتق الفقير وهو فقر معصية، وبعضها يقع على عاتق المجتمع والدولة. وفقير المعصية مسئول عن فقره لافتقاره لأسباب الكسب المشروع، وعدم المثابرة والسعي لمصادر الرزق، وممارسة العصيان الدائم للحياة المشروعة، والتكالب على مصادر الكسب غير المشروع. وأسباب أخرى للفقر يكون الفقير فيها ضحيًة لأسبابٍ عائليةٍ أو شخصيةٍ، أو أسباب مجتمعيةٍ وذلك لتردي الحالة الاقتصادية، وغياب العدالة الاجتماعية، وسوء التخطيط وسياسات الدولة الخاطئة، وهو فقر مجتمعي، وفي جميع المجتمعات يوجد أنماطٌ كثيرة، وطبقات متعددة من الأغنياء والفقراء. وفى معظم دول العالم (وعلى وجه الخصوص دول العالم الثالث) ومنها العربية والجزائر هي جزء لا يتجزء من العرب.

** نعم إن الناس بمختلف أشكالها وألوانها وأطيافها، ليست نسخة واحدة، وإن إختلافهم هو قدرة الله سبحانه وتعالى في خلق عباده في الأرض الذي خلقنا بدقة. فهل يرضى الناس بما قسمه الله لهم؟ ولكن ليعلم الناس أن الأرض ممتلئة بالخير، وعلينا جميعاً بذل الجهد والعطاء، ما دام أعطانا الله القوة التي نستخدمها في موضع التجربة التي وضعنا الله فيها. لكي نثبت لله وأنفسنا إننا على قدر تحمل أعباء الحياة اليومية. تتعجب كثيراً وتزهل عندما تجلس مع هؤلاء الفقراء والمساكين والعاطلين، الذين يملكون عقول الأغنياء. وتسأل نفسك إن هؤلاء الفقراء هل هم أحق بإحراز المال، ولكنها حكمة وإرادة الله في الأرض. منذ عقود وسنين يعاني الفقراء الكثير، وأتت عليهم حكومات، ولم ترفع من مستوى معيشتهم، وتراهم يسكنون العشوائيات والشوارع والطرقات والأسطح. دون اهتمام فعّال بهم ولهم وعليهم. فأصبحت تنتشر الفوضى واستخدامهم في أعمال التخريب دون وعي هنا وهناك. وقد يسبب الفقر لأصحابه خروج عن سجاياهم، مما قد يجعلهم ينفصلون عن المجتمع، ويعيشون حياتهم في إعوجاج ويثير الاضطراب في سلوكهم المجتمعي. وهذا كله يحدث نتيجة عدم قيام المؤسسات بدورها في حماية هؤلاء الفقراء من أفعالهم وأقوالهم. لا يوجد اهتمام بهم ولا توعيتهم التوعية الصحيحة. فأصبحت هناك هموماً جاثمة تقع على عاتق المجتمع كله............
نعم..بالرغم من تزايد أوجاع الشعوب العربية، وتفشي أمراضهم، وتفاقم مشكلاتهم، وإخفاق الوعود الغربية -الأمريكية المزعومة، وعجز الضغوط الدولية المحبوكة، بسبب تشتت العرب وفرقتهم، وبسبب تعنت السياسات الإسرائيلية وانفصام السياسات الأمريكية وانحيازها الكامل لإسرائيل. وبالرغم من المخاطر المحدقة والمصير المروع الذي يهدد كيان الأمة العربية والذي حتمًاً سيؤدي إلى انقسامها وانفصال بلدانها إلى أقاليم مختلفة التوجهات، ودويلات متباعدة الهويات. وهذا ما حدث ويحدث في العراق وفلسطين وليبيا والسودان واليمن وسوريا ولبنان. إلا أن الشاكي في حقيقة الأمر هو المشكو منه، والمسئولية تقع برمتها على عاتق العرب أنفسهم بالدرجة الأولى حكامًاً وشعوبًاً قبل غيرهم من المتآمرين على الأمة العربية، وأصحاب المصلحة في تقسيمها والهيمنة على ثرواتها....

. ***وقد يسألني الكثير منهم كيف سوف يكون مستقبلنا؟، فما كان مني إلاّ أن أتمسك وأجب عليهم بالدستور الذي منحهم ويمنحهم الكثير، والذي أتى ليشبع جوعتهم ويلبي رغباتهم. ليس فقط دستور بلدنا، الذي سوف يقف بجانبهم، ولكن على الحكومة الحالية والقادمة، أن تهتم بهؤلاء الفقراء، فهناك الكثير من الحلول كي تقضي على هذا الفقر. هناك من الصحراء ما يسع للسكن والزراعة، ماذا لو اهتمت الحكومة بذلك؟ فصحراء الجزائر لا حدود ولا حصر لها، لماذا لم نستخدم هذه الصحراء لصالح الفقراء والمساكين والعاطلين؟ منذ آلاف السنين والصحراء جرداء دون زراعة؟ لماذا نحن حائرون واقفون صامتون أمام هذه النعمة الكبيرة التي منحنا الله أياها. فإن الصحراء قد تحل مشاكل كثيرة وتقضي على الفقر في الجزائر ، بل الأكثر من ذلك الزحام الذي تتكدس به المدن، ما المانع أن نُملك هؤلاء الفقراء هذه الصحراء الخالية من شجرة وزرعة ونبتة. قد حان وآن الأوان أن تحل مشكلة هؤلاء الفقراء، ووجب علينا جميعاً الوقوف بجانبهم. ويا للعجب لو تنازل وأعطى الغني الفقير ما يعيش به قوت يومه، ما فضل عن حاجته من الطعام وما شكا واحد سقماً ولا ألماً. وأرى ما أرى في حياتي، وليتني لم أرى وأسمع هؤلاء الأقوياء الأغنياء من أمتنا (مع كامل الإحترام لهم)، الذين ينامون في مضجعهم، ولم يسمعوا أنين الفقراء والمساكين والغلابة العاطلين، وهم يرعدوا برداً وقراً، وليتني أتصور أن الإنسان هو إنسان مادام أراه عطوفاً ومحسناً، فالإنسان يحسن إلى الجار الفقير ليتخذ إحسانه إليه سبيلاً إلى الإحسان إلى نفسه وغيره. وكثيراً من الخطأ أن تفكر وتحسب في نفسك أن المال هو ما لديك من أموال في شكل ذهب وفضة وأملاك، لا.. إن مالك هو ما أكرمك به الله لنفسك وغيرك من الفقراء والمساكين والمحتاجين الخ..، لكي تعطف وتحسن عليهم وترسم البسمة على وجوههم وتزيل عنهم الأحزان وتفرح معهم ويفرحوا معك، من هنا فإن الله قد أكرمك وأنعم عليك بالكثير.. الكثير. وأعلم أيها الغني أن الأمان والعافية تجعلك تنهض بفكرك ومالك في هدوء واستقامة، لكي تنعم وتنم على الفقير المحتاج وتحسن له وعليه. وتجعلك تغير مجرى الحياة إلى الأفضل، فنحن جميعاً نعيش في وطن واحد، وعائلة واحدة نبني وطن واحد تحف جوانبه بالحب والعطف والأمن والأمان والعطاء المستمر. فها قد حان وآن الأوان أن يعيش الفقير بيننا، ورحم الله عمر بن عبدالعزيز (رضي الله عنه) الذي لم يكن هناك فقيراً واحداً في عهده.

. .. ودور الدولة يتحدد بوضع ضوابط للوظائف والتوظيف، والأجور والمرتبات، واستحداث قوانين وتشريعات متجددة لتحقيق التوازن الدائم بين الأجور والأسعار، بما يضمن الحد الأدنى لحياة كريمة لكل مواطن. ويتحدد دور المجتمع والدولة أيضًا في وضع تشريعاتٍ جديدةٍ وسن قوانين صارمة، وإعداد آليةٍ فعالة للقضاء على جميع الممارسات الضارة، وتحرير المجتمع وأفراد الشعب من جميع أشكال الاحتكارات وأنماط الاستغلال وإهدار المال العام. ولا يجوز على الإطلاق التحدث عن الفقر والفقراء بمعيار واحد دون التمييز بين نوع الفقر وحالة الفقير والأسباب والدواعي المؤدية لكل نوع وكل حالة. ولا يجوز إلقاء مشاكل الفقراء برمتها على الأغنياء، أو اتهام الدولة والحكومة دون غيرها بالتقصير والإهمال، ومشكلة الفقر والفقراء هي مسئولية مشتركة بين الحكومة والمجتمع والأسرة والعائلة وجميع طوائف الشعب أغنياءً كانوا أم فقراء، فكلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته.

** العبد الضعيف** مواطن بسيط **


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة