فضاءات الجديدة (البلدية)

الجديدة (البلدية)

فضاء الأخبار والمستجدات

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـجماعة
المصطفى بنوقاص
مسجــل منــــذ: 2012-08-02
مجموع النقط: 2385.43
إعلانات


ما مصير مدينة الجديدة في ظل التغيير الجهوي الجديد؟

احمد شهيد

عودة إلى الحظيرة ....استعادت الجديدة ثانية مكانها في باحة الكبار جنب العاصمة البيضاوية تبعا للإصلاح الترابي الحالي الذي انخرطت فيه البلاد بقوة تحت مفهوم الجهوية المتقدمة .هاته الجهوية التي ينظر إليها كأداة جديدة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية لما تمنحه من أهمية للفاعلين المحليين ولمشاركة المواطنين في مسار نمو الجهة من حيث اتخاذ القرارات وكذلك لدور الجهات في استغلال الإمكانيات الإقليمية وفي الرفع من قيمة الموارد الخاصة بكل جهة .

وفي هذا السياق لم تلج الجديدة من الباب الخلفي كما لم تأتي خالية الوفاض لتصطف ضمن زميلاتها من اجل تجسيد هذه البنية الترابية الجديدة .

ولن تشكل قط عبئا ثقيلا يعوق حسن سير جهتها نظرا لما تتوفر عليه من إمكانيات قد تتبث من خلالها أنها شريك موثوق به ولا غنى عنه وذلك في ضوء التقدم الكبير الذي تعرفه وتنوع كافة منجزاتها المستمرة في أخد أبعاد دولية سواء في المجال الصناعي أو السياحي أو الثقافي في شموليته .

هذا الإقليم الذي برز طوال السنين الأخيرة ليؤكد موقعه في النسيج الاقتصادي الوطني كقطب انجذاب قوي يطمح اليوم لأداء الأدوار الأولى في جميع الديناميات اقتصادية كانت أو اجتماعية القادرة على مواكبة هذا المنعطف الكبير في طريقة الحكامة السديدة .

ولن يخلو في مشروعية التذكير مرة أخرى بان رأس المال " الجديدة "من حيث كل مكوناته ومتغيراته .يأتي في الوقت المناسب كي يعطي نفسا جديدا لمدينة الدار البيضاء الضخمة التي أصبحت متخمة إلى أقصى حد والتي توجد اليوم مرغمة على اللجوء لمنطق إزالة الاحتقان والتهوية فيما يخص العديد من أنشطتها سواء على صعيد الميناء أو في الدينامية الصناعية .

في هذا الإطار يمكن ذكر ( على سبيل المثال لا الحصر ) ضخامة ميناء الجرف الأصفر وقدرته الفائقة على الامتصاص التي ينقلها إعطاء نسمة من الهواء المنعش لميناء الدار البيضاء بعد أن لم يعد قابل للتوسع بسبب موقعه في قلب المدينة كما يمكن أيضا ذكر الوعاء العقاري الهائل ذي الطابع الصناعي والمتمثل في المجمع الصناعي المقام على مساحة تصل 500 هكتار يوجد الجزء الإجرائي الأول منها 250 هكتار في مرحلة تسويقه النهائية و100 هكتار في طور التهيئة .إضافة إلى هذا يمكن استحضار الطريق السيار الدار البيضاء الجديدة وامتداده نحو أسفي الذي سيؤدي إلى تقريب مجتمع الأعمال وتيسير المبادلات وتنشيط تفاعلية أسواق الجوار مع تقليص كلفة الإنتاج بالنسبة لعامل الزمن .وقد سبق لنمط التواصل هذا أن وضع الجديدة في مركز الأعمال لعاصمة البلاد الاقتصادية .من جهة أخرى يشكل قرب مطار محمد الخامس إضافة إلى السكة الحديدية المزدوجة منذ 2007 والى كثافة الطرق جزءا متمما لهذه البنيات التحتية التي تعزز جاذبية إقليم الجديدة .

لكن هذه المؤشرات ذات الطابع الاقتصادي الصرف .والتي لا تعدو أن تكون إلا مدخلا لتقديم التنين الصغير للجديدة .لا يمكنها أن تخفي مختلف الثروات المتعددة الأخرى والمكتسبات التي يتوفر عليها هذا الكيان الترابي المندمج منذ الآن في الجهة المتقدمة الدا البيضاء الكبرى .

لا شك إذن أن إسهام الجديدة في رقي الجهة سيمثل قيمة مضافة عينية بقدر ما هي جوهرية .و هذا الإسهام يستلزم مفاوضات متبصرة من طرف الهيئات المعنية حتى لا يصاب بخيبة أمل محتملة هذا الإقليم الذي فاقت تنميته كطل المتمنيات .

لذا قد يكون مهما أن توسم بالمداد الأحمر منذ اليوم نقطة الانعطاف التي سيكون على الجديدة التحول ترابيا عبرها من جانب إلى آخر .من عاصمة اقتصادية ذات سيادة ومن صاعة إلى شعشعة مرمية في ضباب المجهول ومن إقليم وطد أركانه بتفعيل إمكانياته ودرايته نحو نمط جديد للتفكير قد تكون له إستراتجيته وأولوياته الخاصة .

باختصار إن الجديدة اليوم المنصة العالمية الأولى في مجال الفسفاط ومشتقاته .إنها تتوفر على الميناء المعدني الأكثر أداء .ميناء الجرف الأصفر الذي يلعب دورا رئيسيا في الميزان التجاري المغربي تصل قيمة صادراته الصناعية إلى 25 مليار درهم .أي 22 في المائة مما هي عليه وطنيا .وهو مجهز بمعدات حديثة تمكنه من تعزيز مكانته .وسيمر من 18 مليون طن إلى 54 مليون طن في غضون ثلاث سنوات .

اما الجانب الفلاحي على مستوى الإقليم لا يقل أهمية .وهذا ليس بغريب لكون اسم دكالة كان دوما مرادفا لرائحة الأرض الممزوجة بعرق الرجال الذين يستثمرونها .

اما الثقافة والسياحة فهما تقترنان أو تتقاطعان على أكثر من نقطة . فالموسم السياحي في أوجهه يحيلنا حتما على موسم مولاي عبد الله الذي تجاوزت شهرته منذ زمن بعيد حدود البلاد وعلى مهرجان جوهرة والملحونيات الأذان يشقان طريقهما نحو النجاح وختاما على عظمة مهرجان الفرس الذي يكتسب كل سنة إشعاعا عالميا وسمعة اكتر رسوخا .

ولا يمكن استعراض كل هذه المعالم دون إبراز الإقليم من خلال الحي البرتغالي ومن خلال فن الصفارة ( تربية الصقور والصيد بها ) الذي يعرف مهرجانه اليوم حلقته الثالثة .

ويبقى أن نشير إلى أن بعض الشائعات تتحدث عن تحول الجديدة إلى إقليم قمامة مخصص للصناعات الملوثة التي تخنق بيئة الدار البيضاء أو أيضا احتمال تحولها إلى بلدة مهجع أو إلى تربة معفنة للفراشة والباعة المتجولين الشيء الذي بذات تسيل علاماته التحذيرية الكثير من المداد .

إلا انه وعلاوة على هذه المخاوف يفرض التساؤل التالي نفسه :هل الفاعلون السياسيون المحليون او الممثلون في الهيئات الجهوية واعون بالتحديات الجديدة التي هم مدعوون لرفعها من اجل حماية مكتسبات الإقليم بل مصالحه ؟وهل يتوفر المجتمع المدني على المهنية والنزاهة اللازمين لانخراط فعلي وناجح لتكريم الامتياز الذي يمنحه النمط الجديد للحكامة الترابية ؟يجب أن ننتظر لنرى !


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة