سبيبة

سبيبة:موسم فلاحي ينذر بكارثة اجتماعيّة

تمثّل معتمديّة سبيبة قطبا مهمّا من أقطاب النشاط الفلاحي في ولاية القصرين كما تمثّل الجهة الأولى جهويّا ووطنيّا في إنتاج التفّاح بنسبة تتجاوز 45 بالمائة أي ما يساوي تقريبا 40 ألف طنّ سنويّا كما تتصدّر معتمديّة سبيبة ولاية القصرين في إنتاج الخضراوات بمعدّل سنوي يتجاوز 68 ألف طنّ

لا يمثّل القطاع الفلاحي في سبيبة مجرّد نشاط إنتاجي بل هو نشاط اجتماعي يمثّل مركز الدورة الإقتصاديّة والإجتماعيّة إذ يرتبط كل السلوك الاجتماعي والنشاط التجاري والاقتصادي "بموسم التفّاح" وهي عبارة ذات مدلول اجتماعي واقتصادي إذ يرجئ سداد الديون "للموسم" وكذلك كل المعاملات التجاريّة وكذلك مواعيد الزواج كما يرتبط موسم التفّاح بالعودة المدرسيّة والجامعيّة .كلّ تفاصيل الحياة ومفاصلها مرتبطة ارتباطا شديدا "بموسم التفّاح".

يتوقّع المهتمّون بالشأن الفلاحي هذه السنة (2015) تراجعا كبيرا في إنتاج التفّاح فلن يتجاوز المحصول 10 بالمائة من معدّل الإنتاج السنوي وإذا أدركنا أنّ مصاريف تكلفة الإنتاج تتجاوز الأربعين (40) منه علمنا حجم الكارثة الإجتماعيّة التي يتوقّعها الأهالي في هذه السنة.

تتجاوز ملامح هذه الأزمة الفلاّح ومحيطه العائلي إلى أصحاب محلاّت بيع الأسمدة والأدوية وأصحاب محلاّت بيع المواد الغذايّة واللحوم كما تطرح مشكلة سداد القروض البنكيّة لبعض الباعثين لمشاريع فلاحيّة. إنّها ترسم معالم قاسية لأزمة اجتماعيّة باتت أولى مظاهرها على الأبواب( العودة المدرسيّة والجامعيّة ).

أكثر الذين التقيناهم من أهالي سبيبة عبّروا عن هواجس القادم من الأيّام وسألوا الدولة والحكومة والنوّاب والجهة.

· لماذا لا تتعامل السلط الجهويّة والوطنيّة مع هذا التراجع الكبير لإنتاج التفّاح كما تعاملت مع كوارث وطنيّة في جهات أخرى ( الفيضانات في الشمال) وتتدخّل بما يقلّل من حدّة الأزمة.؟

· لماذا تظلّ جهة سبيبة خارج الاهتمام الجهوي والوطني تنمويّا ؟

قد يكون هذا التراجع الكبير لإنتاج التفّاح بجهة سبيبة مؤشّرا مؤلما وقاسيا على مدينة سبيبة وهي تفقد أهم معالم الحياة فيها وشدّ ملامحها جمالا وسحرا ألا وفي شجرة التفّاح. فرضيّة أخذت في التحقّق بسبب تهرّم غابة التفّاح ونضوب المائدة المائيّة.