فضاءات الجديدة (البلدية)

الجديدة (البلدية)

فضاء الأخبار والمستجدات

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـجماعة
المصطفى بنوقاص
مسجــل منــــذ: 2012-08-02
مجموع النقط: 2375.42
إعلانات


قراءة أولية في لوائح المترشحين للاستحقاقات القادمة التي يغلب عليها النفوذ والمال وتغيب عنها الأخلاق

حسب جون جاك روسو إن رمزية الانتخابات تكمن في نشأة سلطة سياسية تعبر نظريا على الأقل عن الإرادة العامة وبناء مؤسسات تكون صاحبة القرار والمقصود بالسلطة السياسية أي الأشخاص اللذين لهم دراية ولهم مستوى ثقافي يؤهلهم لتسيير شؤون جماعة .

لكن السمة المميزة في هذه اللوائح أنها لم تخرج على منوال إعادة نفس النخب ونفس السلوكيات ونفس العادات السلبية التي يتغذى منها نسق الأعيان التي ميزت المواسم السابقة .

إذا من هذا المنطلق فلن نجد شعار أو وصفا يجسد شخصية المترشحين في غالبيتهم أكثر من قضاء المصالح الخاصة وحب السلطة والجشع والطمع ومحاولة الاغتناء الفاحش والتموقع لحماية المصالح والبحث عن الامتيازات المادية والمعنوية وربط العلاقات مع رجال السلطة والبحث والتنقيب عن من سيقوي حظوظ الأحزاب للفوز وحصد عدد أكبر من الأصوات لضمان مقاعد مهمة قصد التفاوض بها على رئاسة المجلس الجماعي وتشكيل مكتبه .

وانطلاقا من هذا تم توضيب لوائح على مقاس مرشحين مشكوك في نزاهتهم .الكل ينادي بمحاربة الفساد وكأن هذا الفساد سببه المواطن .الكل يسعى وراء التسيير ولا حد يسعى وراء المعارضة .الكل يسعى وراء محاربة الفساد والفساد مستشري داخل أحزابهم .ترى من سنصدق ؟.

إقليم الجديدة لم يخرج عن هذا الوصف وحمل مجموعة من الوجوه المتطلعة إلى تحصيل الغلة عوض العطاء والبذل بل تكرس هذا النمط بقوة نظرا لتشبث جل الأعضاء السابقين في المجلس الجماعي ودخولهم حلبة السباق بملابس جديدة ونفس الأفكار القديمة وما زاد من الطين بلة عندما انخرطت أحزاب لها تاريخ في النضال ودخلت في لعبة تغيير “الكبوط “والاعتماد على “مول اشكارة” بحجة الغاية تبرر الوسيلة فضاع ما تبقى لها من المصداقية لتدخل إلى الجب المظلم دون قناديل تنير الرؤية وتزيل الضبابية التي خيمت على هذه الأحزاب حيث توسعت الهوة فيما بين القاعدة ومكاتبها السياسية.فأصبحنا نقول مثلا للمرشح أبا تراب أيها الرفيق وهذا يطرح سؤال بديهي قلما يطرح في المنابر هل المواطن المغربي غبي أم لا ؟أو نطرحه بصيغة أخرى ادق هل المناضلون أصبحوا أغبياء ؟هذا إن بقي فعلا مناضلون ؟

إن المتأمل في بعض لوائح المترشحين في انتخابات خلال هذه الاستحقاقات بمدينة الجديدة ستبدو له بالشكل الكاريكاتوري عبارة عن لائحة تضم شخص يمثل وكيل لائحة ومجموعة من الأشخاص تفرقهم الكثير من الأمور أهمها الفكر والمال والنفوذ والسكنى وليس هناك عنصر يجمعهم سوى أنهم كانوا” ولاد درب ” او معرفة قديمة من ايام الصبا مما يوضح أن غالية وكلاء اللوائح اعتمدوا المعيار الوحيد هو قبول العضو الترشح معهم مهما كان فكره ومطمحه وجهله لمبادئ الحزب الذي ترشح باسمه وهذا ما جعلنا نميز في غالية اللوائح أنها تتراوح ما بين رجل الأعمال مرورا بالبزناس والطالب والعاطل(تحت يافطة فاعل جمعوي ) هذا الأخير الذي يعتبر الطامة الكبرى وخاصة الطالب لان في حالة فوزه في الانتخابات ماذا سنتظر منه سوى انه سيطبق “اللهم ارحمني اولا”.

والمثير كذلك في غالبية اللوائح أن الوكلاء يستعملون النصب والاحتيال في ترتيب الأعضاء في اللائحة بحيث لا يشيرون إلى رتبة المرشح بل يضعون المصنف الأخير في اللائحة بالقرب من صورة وكيل اللائحة حتى يوهموا أتباعه انه بتصويتهم عليه سيضمنون له النجاح .ناهيك عن استعمال اللغتين الوحيدتين المراهن عليها في جلب الأصوات الأولى إطلاق الوعود المعسولة، والثانية لغة المال لشراء الأصوات.

وتبقى الكارثة الكبرى هو الخرق السافر الذي قامت به بعض الأحزاب بالاعتماد على أماكن غير مرخص لها لنشر صور المرشحين مما يزكي أن هذه الحملة تنذر بيوم اقتراع غير معهود إن ظلت السلطات تعتمد أسلوب الحياد .

ويبقى الأمل لدى المواطن في وجود لوائح تحمل في طياتها وجوها جديدة وطاقات واعدة وشابة قادرة على الخلق وتحريك عجلة التنمية بشكل أفضل وأكثر دينامية بعيد المنال إن لم تتغير العقلية السائدة عن هذه الاستحقاقات .


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة