فضاءات آيت بوفلن
إعلانات


الفنان الامازيغي عموري مبارك في ذمة الله

×××××

توفي الفنان الامازيغي المغربي عموري مبارك ليلة الجمعة 13 فبراير 2014 على الساعة الواحدة بعد منتصف اليل بإحدى المصحات الخاصة بالدار البيضاء صاحب ، بعد صراع مرير مع المرض الخبيث. وسيوارى جثمانه التراب مساء يوم الأحد ببلدته" يريكيتن" نواحي إقليم تارودانت .
أمام هذا المصاب الجلل نتقدم نحن المشرف الجهوي لموقع خبار بلادي على جهة كلميم السمارة، إلى زوجته وعائلته الصغيرة والكبيرة وإلى أصدقائه ومعارفه وعشاق فنه وكافة الأسرة الفنية والموسيقية الوطنية، بتعازينا القلبية ونتضرع إلى المولى العلي القدير أن يتغمد المغفور له برحمته الواسعة، ويلهم ذويه الصبر والسلوان، ويسكنه فسيح جنانه.
" وإنا لله، وإنا إليه راجعون "
والفنان عموري مبارك من مواليد سنة 1951 في بلدة "يركيتن"، ثم انتقل إلى مدينة تارودانت، وقضى بها طفولة قاسية، بين جدران إحدى المؤسسات الخيرية.وفي سن مبكرة تعلم هذا الفنان العزف على الآلات العصرية و بدأ مساره الفني رفقة مجموعة “سوس فايف”، التي كانت تؤدي إضافة إلى الأغاني الأمازيغية، أغاني بالفرنسية والإنجليزية. بعد ذلك التحق عموري بالعمل الجمعوي من خلال انخراطه في الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي، التي كانت وراء تأسيس مجموعة “ياه”، التي ستحمل ابتداء من سنة 1975 اسم مجموعة “أوسمان”، التي يمكن اعتبارها أول مجموعة أمازيغية تدخل عالم المجموعات بالمغرب، إلى جانب مجموعات ناس الغيوان، وجيل جيلالة ولمشاهب.
كانت مجموعة “أوسمان”، التي ضمت كلا من عموري مبارك، وسعيد بيجعاض، وبلعيد العكاف، واليزيد قرفي، وسعيد بوتروفين، وطارق المعروفي، وإبراهيم أخياط، والصافي مومن علي، كمؤطرين، كانوا ينتمون إلى سوس ، بمثابة البداية الحقيقية لمسار الفنان عموري مبارك، الذي لعب دورا بارزا في إرساء قواعد الأغنية الأمازيغية العصرية، من خلال العديد من الأعمال، التي شارك بها في العديد من الحفلات سواء داخل المغرب أو خارجه.
بعد مجموعة “أوسمان”، أكمل الفنان عموري مبارك مسيرته الفنية بالغناء الفردي، وبالطريقة نفسها التي بدأ بها مع المجموعة، إذ كان حريصا على التعامل مع نخبة من كبار المبدعين المهتمين بالثقافة الأمازيغية، أمثال الشاعر إبراهيم أخياط، وعلي صدقي أزايكو، ومحمد مستاوي، وغيرهم. طغت على نصوص عموري مبارك الغنائية تيمتان أساسيتان، هما تيمة الحرية وتيمة الهجرة والترحال المستمر، ولعل أجمل النصوص التي تحضر فيها تيمة الهجرة نص “تموكريست”/ المعضلة.
تبقى تجربة عموري مبارك امتدادا لتجربة “أوسمان”، التي كانت من التجارب الأمازيغية القليلة، التي تمردت على التقاسيم الخماسية على مستوى الألحان، فهو يعتمد غالبا توزيعا موسيقيا حداثيا، يعتمد مقامات الأغنية العالمية بشكل ملحوظ، لكن دون إهمال كلي للأصول الخماسية، التي نجدها حاضرة في بعض أغانيه، سيما أن صوت الفنان عموري يمكنه من أداء الأغاني التقليدية الخالدة لكبار الروايس، من أمثال الراحل الحاج بلعيد، الذي أعاد عموري مبارك غناء مجموعة من أغانيه الأمازيغية القديمة، ليخلدها بصوته، ويضمن انتقالها إلى الأجيال المقبلة. وفي سنة 1989 حاز على الجائزة الأولى للأغنية المغربية في المحمدية بأغنيته الرائعة " جانبيي" لكاتب كلماتها الكاتب المؤرخ الراحل علي صدقي ازايكو


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة