Farid Bouchen
21 min ·
دسة إلى شبه كوابيس دائمة باتت تطارد زعمائها , و خاصة في ظل تزايد نسبة الانفلات الأمني الداخلية من احتجاجات يومية و إضرابات متتالية و مسيرات شعبية شملّت مختلف ولايات الوطن , و كذلك اشتعال الحدود و الجبهة الإقليمية في كل من مالي و ليبيا , ما جعل المواطن البسيط يتساءل عن مستقبل البلاد الأمني أمام غموض الرؤية السياسية و تلاعب أصحاب القرار في النظام الجزائري بملف الرئيس الجالس على كرسي متحرك , و لكن في حقيقة الأمر , هو '' الرئيس'' جالس على كرسي غير متحرك منحته زمرة الجيش في إطار تدشين ما يُسمى الورطة الرابعة.
بالمقابل, تشتكي أحزاب المعارضة بعدم تحرك المجلس الدستوري برئاسة مراد مدلسي المعروف بطاعته العمياء للرئيس و من أقرب مقربيه ,لتطبيق المادة 88 من الدستور الجزائري , وإعلان حالة شغور منصب رئيس الجمهورية , و ما قد يؤدي بتفعيل تلك المادة وضوح المشهد السياسي و بروز البنية الفعلية لسياسة المعارضة , و اتخاذ في حال تطبيقها الإجراءات القانونية في إطار احترام نصوص الدستور الجزائري , و استكمال خارطة الطريق الداعية للتغيير السلمي داخل مؤسسات الجمهورية التي خرجت بها المعارضة في ندوة مازفران 10 جوان 2014 تحت رعاية التنسيقية الوطنية من أجل الحريات و الانتقال الديمقراطي.
إن غياب الرئيس المبرّر و الذي أحدث شللاً كلياً في المؤسسات الحكومية و غموض في من يُسيّر البلاد و من أعطى له تلك الصلاحيات و الامتيازات السياسية , و خلل غير مسموح دستورياً في عدم انعقاد مجلس الوزراء و اعتماد السفراء الجدّد و القضاة المتخرجين مؤخرا ما يناهز 430 قاضي جزائري , و اهتزاز خطير لأركان السلك الأمني جراء غموض بوادر العلاج لملف غرداية , و للأسف سوف تذهب ضحية العصب النظامية حول سلطة القرار و الاستخلاف الرئاسي أصحاب فكرة التوريث و التجديد , كلّها عوامل دفعت المواطن البسيط قبل المتزلفين من المستفيدين من هكذا أوضاع و أحزاب المعارضة , لطرح مثل هذا السؤال : أين دور الرئيس بوتفليقة إذا كان رئيساً بكّامل الصلاحيات؟ و أين صوت و خطاب الرئيس بوتفليقة , إذا كان يتمتع بصحة جيدة و عقل يفوق ذكاءاً عقول الجزائريين على حد قول خدام النظام عمارة بن يونس؟
بوشن فريد.