فضاءات الجديدة (البلدية)

الجديدة (البلدية)

فضاء الأخبار والمستجدات

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـجماعة
المصطفى بنوقاص
مسجــل منــــذ: 2012-08-02
مجموع النقط: 2375.42
إعلانات


السفارة في العمارة

بقلم : ميراني الناجي

- توضيح :

رفع لكل لبس ، وبعيد عن كل تأويل قد ينزلق بزملائي وأصدقائي الفنانين بالرباط وسلا الذين أكن لهم كل التقدير والاحترام أن ما سيأتي في هذه المقالة لا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر النقابة الحرة للموسيقيين المغاربة التي أنتمي إلى مكتبها التنفيذي ، وإنما هي وجهة نظر شخصية نابعة عن شعور حول ظاهرة اخترت لها عنوان السفارة في العمارة

- السفارة في العمارة :

بعد 25 سنة من العمل في حقول النفط ، يتم طرد المهندس شريف خيري أو عادل إمام من الإمارات بسبب علاقات لا أخلاقية مع حرم رئيسه في العمل ، ثم يعود لبلده مصر ليفاجأ بوجود سفارة إسرائلية في العمارة التي يقطنها ، وهنا تبدأ مشكلة شريف ، فيتحول من مواطن بسيط غير مبال بالسياسة إلى رجل مهتم ورافض لفيروس مندس داخل جسم العمارة التي يقطنها ، ويعمل جاهدا من خلال تعبئة من يهمه الأمر لطرد السفارة من العمارة .. تلك هي خطوط فكرة السيناريو ، والبقية يعرفها كل من أتاحت له الفرصة لمتابعة هذا الشريط المصري المعروف ..

بعد تطور الأحداث يصبح المغزى السياسي هنا واضحا ، فالعمارة استعارة لبلد مصر ، وجميع من يقطنها بمختلف طبقاتهم ، ومشاربهم هم أبناء مصر ، وشعبها الأصيل ، وأن السفارة هي تطبيع مفروض بالقوة ، واحتلال غير مشروع لا مبرر له .. وممثل إسرائيل هو " سفير العمارة " بمعنى من المعاني ..

- السفارة العنزية في العمارة المغربية :

بداخل كل عقل مغربي عمارة مغربية يقطنها مغنيون ومغنيات نكن لهم الحب و التقدير ، بعضهم لهم رصيد و تاريخ طويل ، وبعضهم يجر وراءه هالة من الاحترام لدى بعض محبيه ، اشتهرت هذه العمارة في المخيال المغربي ، عبر التاريخ ، بعمارة المغنيين ، لكن فجأة فوجئ المغاربة بشخص غريب عن سكان العمارة يدعى مصعب العنزي تمنح له من طرف مقدم الحومة ، وباقي السلطات المغربية صفة " سفير الأغنية المغربية " ..

يفاجأ حارس العمارة الوهمية ، ويتساءل عمن يكون هذا " السفير العنزي " الذي حل بعمارتهم ، فهب يطرق بابه لعله يحصل منه عل إكرامية ما ، فوجد طابورا طويلا من المغنيين و المغنيات يصطفون على عتبة باب سفارته و هم يتمرنون على أغنية سماها " المغرب المشرق " .. أشرقت وجنتا الحارس و تساءل مع نفسه ، لماذا لا أشارك معهم في هذا العمل المشرق مادام هذا السفير العنزي الجديد سيوزع عليهم إكراميات وأتاوات . تشجع الحارس ، ووقف أمام المرآة وهو يردد مقطعا من الأبيات التي سمعها ، و أحس بأنه أصبح له صوتا يضاهي مطربي ومطربات مشروع السفير ، لكن فجأة صحا ضميره ، ورأى صورته الحقيقية تخاطبه من وراء المرآة ، لا يا حارس العمارة ، هل ترضى أن يكون عليك سفير لا يحمل في رصيده الفني إلا " الساطات " ؟ .. سفير لا ينتمي لبلدك ، ولا يملك مؤهلات سوى الأورو والدولار ، ثم دمعت عينا الحارس وهو يرى مغنيين ومغنيات تنازلوا عن تاريخهم الطويل ، وعن إمارتهم وكرامتهم إلى سفير مزيف ، بايعوه وحولوه إلى سفير عليهم وكأنهم ليسوا بسفراء حقيقيين للأغنية المغربية ، وأن العمارة التي بنوها في مخيال شعبنا المغربي سرعان ما انهارت أمام سفير عنزي صنعه إعلام المصالح ، ثم ساق بقية المغنيين أمامه كالقطيع من أجل حفنة من المال ، جفت دموع حارس العمارة وصرخ في وجه جوقة " المغرب المشرق " ، لماذا لم تغنوا عن فلسطين الجريحة ؟ لماذا لم تغنوا عن أطفال غزة و جرائم نتنياهو السفاح ؟ أليس السكوت عنهم يعتبر جريمة على جبينكم ، وعلى جبين سفارتكم العنزية ؟ .. وأنت يا سعادة السفير العنزي لماذا اخترت المغرب بالضبط ؟ هل في الاختيار مصالح وخلفيات ؟ .. ومن الذي منحك صفة لا تستحقها وبلادنا تعج بالكفاءات الفنية العريقة ؟ .. ثم لماذا لم تكتب عن ما تتعرض له غزة إن كنت حقا سفير الكلمة الملتزمة ؟ ثم ما رأي النقاد ، والنقابات المهنية والمهتمين بشؤون الأغنية المغربية في من منح صفة " سفير الأغنية المغربية " لشخص لا يحمل الجنسية المغربية ، ولا يملك رصيدا ، ولا تاريخا في هذا المجال ؟ .. ألا يمكن اعتبار هذا التوصيف تحقيرا ، وتبخيسا لرواد الأغنية المغربية بدون استثناء ؟ ..


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة