فضاءات أورتزاغ

أورتزاغ

فضاء الحياة الرياضية

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـجماعة
العياشي كيمية
مسجــل منــــذ: 2011-08-16
مجموع النقط: 76.2
إعلانات


أقلام وردزاغية ..الأستاذ عبد الله العزوزي ابن عين بوشريك

كلام من وحي صيف البرازيل

×××××

الأستاذ : عبد الله العزوزي

لقد أراد المغرب في غير ما مرة أن يقتسم تجربته مع الشقيقة ألمانيا، لكنها كانت دائما تأبى وتستكبر عن ذلك، مفضلة أن تعتمد على ذاتها وإمكانياتها الخاصة؛ فلو قدر للمغاربة أن يصنعوا النصر الذي صنعته ألمانيا لكانت سيناريوهاتهم للفوز مختلفة تماما، ولاستوحوها من إنجيل المقاربة الإنتخابية التي لهم فيها باع طويل. من داخل سياق العقلية الإختزالية التي تبحث عن مواضع ضرب القيم و فرص خلق "الولوج المختصر" ( (shortcut / raccourcit من أجل الربح والوصول المبكر وحرق المراحل الطبيعية، تماما كتلك المقاربات التي ينهجها كثيرنا داخل الحلبات و المضامير لها قواسم مشتركة عديدة مع لعبة كرة القدم .فمن منظور عقلية ثقافة البطن المتلئ والجيب العامر و"السانك سانك 5/5 " فإن ألمانيا أتعبت نفسها كثيرا، وأجهدت لاعبيها،وأبدت إستماتة مبالغ فيها، و حملت مستشارتها ميركل،ومن قبلها شرودر وهلموسكود،شعبها مالا يطيق و يقدر. لماذا إذن كل هذه السذاجة وهذا الإستثمار الغير مبرر للمال و الوقت و الموارد المادية و البشرية؟ لماذا كل هذا الحرص و التخطيط؟ لماذا كل هذه الصرامة في تطبيق القانون و التشدد مع الغشاشين؟ لماذا هذا السجود السرمدي أمام إلاه الديموقراطية تقديسا و تبجيلا ؟ لماذا تداس كرامة ألمانيا من أجل أن تكون كرامة الألماني فوق كل إعتبار؟ لماذا هذه العبادة الغير المبررة للإتقان و هذا الهيام و التماهي مع ملكة جمال العالم إسمها "الجودة – Miss Quality"، والتي لا علم لها بماركتنا الحليبية المغربية المسماة جودة كذلك؟ مادواعي هذا الحب المفرط للوقت الذي يبدو فيه الألماني و عقارب الساعة أو أرقامها من نفس الخلايا و الكرموزوم؟ ما الهدف من تجميل كل تراب ألمانيا، من الشرق إلى الغرب و من الجنوب إلى الشمال، بمنشآت البنى التحتية من طرق و سكك ومطارات، وتسييج و تتشذيب للعشب و الغابات؟ لماذا تبذير المال في خلق الفضاءات العامة و نصب المعدات الرياضية و كمال الأجسام بها؟ كفاك حرصا على العلم وطلابه،وجعل جامعاتك قصورا للبحث و إنتاج المعرفة؛ فليس ذلك سوى ترفا لا عائد من ورائه...،وأخيرا لماذا كل هذا الحرص على أن تكون إنتخاباتك التشريعية و المحلية حرة، نزيهة و ديموقراطية؟
للفوز بالكأس، وخفض نفقات الفوز، كان يكفيك يا ألمانيا الحديدية أن تستشيرني، كمغربي، لأقدم لك و صفة بأقل التكاليف، كان يكفيك أن تشرعي في استعمالها من 13 يونيو إلى 13 يوليوز 2014 ، وكانت لتكفيك شر القتال و تعذيب قلوب مواطنيك. هذه فاتتك ! لكن، لا بأس.إستعدادا للكأس القادمة إذهبي ونامي، أوإملئي مقاهيك عن آخرها بالكراسي و ضعي فوق كل طاولة مطفأتين ووزعي على زبنائك السجائر والملفوف بكل سخاء ،و لا تنسي أن تهتمي بالعبث… عندما يبدأ تحدي 2018، ما عليك سوى أن تفكري في التعاقد مع كل أصحاب "الشكارة" الألمان الذين سيتكفل أحدهم ،قبيل بدء كل مقابلة، بتوزيع عشرة يورو على كل متفرج يلج سطاد (الملعب) من أجل أن يصرخ أكثر لصالح ألمانيا ، وسيقوم مدرب فريقك بتقديم 10 ? من الرشاوى لحكام المباريات فوق طاولة في مستودع الملابس، في حين ستتكفل وزيرة ماليتك بتحويل 70 ? من الصفقة تحت الطاولة.. أما إذا كنت مضطربة ووجلة بخصوص مواجهات المربع الذهبي و النهاية، فلا داعي لذلك. كل ما عليك فعله هو إعداد كوموندو مفتول العضلات لكي يختطف مدربي الفرق المتأهلة و الفرار بها بعيدا أو إخفاؤها وراء أبواب فنادق خمسة نجوم والإغداق عليها بكل مالذ و طاب، مع إلزامها بإطفاء هاتفها،حتى تظل خارج التغطية.هكذا يمكنك أن تقطعي شوكة خصومك، ويبق الملعب لك وحدك ، شبه خال من اللاعبين، إلا من شبه أشباح تقريبا ، سيصفر لك الجمهور المرتشى طويلا، وسيكون الشباك أمام لا عبك وممثلك وقلب دفاعك شبه فارغ، يصوب فيه كما يشاء ، ومن أي مسافة يشاء، ويضع فيه من الكرات العدد الذي يشاء... و ما إن تنتهي التسعون دقيقة أو العشرون بعد المائة حتى يكون كأس العالم الذهبي قد أخذ يمشي متبخترا قاصدا لا عبيك في منصة التتويج !
كانت تلكم مزحة الكأس الكونية ، أما الواقع فيقول أنه يمكنك أن تغش وتخدع أو ينخدع فيك الجميع، وتنجح..لكنه لا يمكنك أن تفوز بكأس العالم الذهبية،وفق قواعد لعبة وضعت لتحترم ، وتلعب تحت أعين حكام عادلين، ومستعدين لرفع الورقة الحمراء في وجه منتهكي اللعب المستخفين بالجمهور، المتعمدين للخشونة،سواء في اللفظ أو الحركة .
فعلا إن الدنيا قسمة و نصيب: فالحلم لأمريكا و الذهب لألمانيا و الفضة للأرجنتين و العائدات للبرازيل،...ما تبقى لنا، و للعرب التعليق والصراخ المطول على الفرص الذهبية الضائعة.... !
إن الإنتصارات الوطنية تكون فرصة لتعزيز الإنتماء للوطن وتقية أواصر الهوية الوطنية والإحتفاء بالعلم الوطني،وجعل ألوانه تصنع من الوطن حقلا من أزهار.. وكم يحتاج وطننا لفرص نحتفي فيها بعلمه، فلربما آخر إحتفال به يعود لسنة 1975 مع أسطورة المسيرة الخضراء المظفرة، أما مادون ذلك،ومنذ ذلك الحين، فغالبا ما ارتبط حمل العلم الوطني المغربي بمظاهر الإحتجاج و التعبير عن الظلم و الشكوى.


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة