فضاءات كفر على غالي

كفر على غالي

فضاء الموروث الثقافي الشعبي

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
maher.mharm
مسجــل منــــذ: 2010-11-20
مجموع النقط: 37.8
إعلانات


رمضان فى مصر .... حكايات لها العجب رمضان فى عصر المماليك :

رمضان فى عصر المماليك :

عصر المماليك :

أما الاحتفال بحلول شهر رمضان ورؤية هلاله في العصر المملوكي ، فكان قاضي القضاة يخرج لرؤية الهلال ومعه القضاة الأربعة كشهود ومعهم الشموع والفوانيس ، ويشترك معهم المحتسب وكبار تجار القاهرة ورؤساء الطوائف والصناعات والحرف ، وكانوا يشاهدون الهلال من منارة مدرسة المنصور قلاوون المدرسة المنصورية " بين القصرين " لوقوعها أمام المحكمة الصالحية " مدرسة الصالح نجم الدين بالصاغة " ، فإذا تحققوا من رؤيته أضيئت الأنوار على الدكاكين وفي المآذن وتضاء المساجد ، ثم يخرج قاضي القضاة في موكب تحف به جموع الشعب حاملة المشاعل والفوانيس والشموع حتى يصل إلى داره، ثم تتفرق الطوائف إلى أحيائها معلنة الصيام .

وقد وصف الرحالة " ابن بطوطة " عام 727هـ الاحتفال برؤية هلال رمضان في مدينة " أبيار " بالقرب من المحلة الكبرى ، فقال :

" وعادتهم في يوم الركبة أن يجتمع فقهاء المدينة ووجوهها بعد العصر بدار القاضي ، ويقف على باب الدار نقيب المتعممين وهو ذو شارة – هيئة حسنة - فإذا أتى أحد الفقهاء أو الأعيان تلقاه ذلك النقيب ومشى بين يديه قائلاً " باسم الله سيدنا فلان الدين " ويجلسه النقيب في موضع يليق به ، فإذا تكاملوا جميعًا وعلى رأسهم القاضي ، وتبعهم مَن بالمدينة من الرجال والصبيان حتى إذا ما انتهوا إلى موضع مرتفع خارج المدينة - وهو مرتقب الهلال عندهم - وقد فرش الموضع بالبسط والفرش فينزل القاضي ومن معه يرتقبون الهلال ثم يعودون إلى المدينة بعد صلاة المغرب وبين أيديهم الشموع والمشاعل والفوانيس ، فيكون ذلك دليلاً على ثبوت الرؤية فيوقد التجار الشموع بحوانيتهم وتكثر الأنوار في الطرقات والمساجد .

ومن احتفال ليلة رؤية الهلال في عام 920هـ عهد السلطان الأشرف قنصوه الغوري- فقد حضر القضاة الأربعة بالمدرسة المنصورية ، وحضر الزيني بركات بن موسى المحتسب ، فلما ثبت رؤية الهلال وانفض المجلس ركب المحتسب ومشى أمامه السقاءون بالقرب وأوقدوا الشموع على الدكاكين وعلقوا المواقد والقناديل على طول الطريق إلى " بيت الزيني بركات " .

وفي مستهل الشهر يجلس السلطان في ميدان القلعة ويتقدم إليه الخليفة والقضاة الأربعة بالتهنئة ، ثم يستعرض كميات الدقيق والخبز والسكر وكذا الغنم والبقر المخصصة لصدقات رمضان يعرضها عليه المحتسب بعد أن يكون قد استعرضها في أنحاء القاهرة تتقدمها الموسيقى ، فينعم على المحتسب وعلى كبار رجال الدولة .

وقد اهتم سلاطين المماليك بالتوسع في البر والإحسان طوال الشهر المبارك ، فالسلطان برقوق " 784هـ-801هـ " اعتاد طوال أيام ملكه أن يذبح في كل يوم من أيام رمضان خمسة وعشرين بقرة يتصدق بلحومها ، بالإضافة إلى الخبز والأطعمة على أهل المساجد والروابط والسجون ، بحيث يخص كلَّ فرد رطل لحم مطبوخ وثلاثة أرغفة ، وسار على سنته من أتى بعده من السلاطين فأكثروا من ذبح الأبقار وتوزيع لحومها ، كما رتب سلاطين السلطان بيبرس خمسة آلاف في كل يوم من أيام شهر رمضان .

كذلك اعتاد سلاطين المماليك عتق ثلاثين رقبة بعدد أيام الشهر الكريم ، بالإضافة إلى كافة أنواع التوسعة على العلماء حيث تصرف لهم رواتب إضافية في شهر رمضان ، خاصة ما يصرف من السكر وقد بلغ كمية السكر في عصر السلطان الناصر محمد بن قلاون سنة 745هـ- ثلاثة آلاف قنطار قيمتها ثلاثون ألف دينار منها ستون قنطاراً في كل يوم من أيام رمضان .

أما السلطانة ملك أرملة السلطان حسين كامل فكانت تخرج في موكب لتوزيع نقود ذهبية على الأطفال ، وكانت ترتدي فستانًا طويلاً ، وعلى الطفل أن يقبل ذيل فستانها ، وهنا تقوم السلطانة بإهداء كل طفل كيسًا صغيرًا من الحرير يحمل عشرة ريالات ذهبية وكان الريال في حجم المليم .

أما أشهر من قاموا بالتسحير فشخص يدعى " ابن نقطة " ، وهو المسحراتي الخاص للسلطان الناصر محمد ، وكان " ابن نقطة " شيخ طائفة المسحراتية في عصره وصاحب فن " القومة " ، وهي إحدى أشكال التسابيح والابتهالات .


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة