فضاءات الجديدة (البلدية)

الجديدة (البلدية)

فضاء الأخبار والمستجدات

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـجماعة
المصطفى بنوقاص
مسجــل منــــذ: 2012-08-02
مجموع النقط: 2379.84
إعلانات


مشردون ومعوزن في ضيافة رصيف تحول إلى فنادق مجانية بشوارع الجديدة

أمين صادق

×××××

لم تعد رؤية مناظر العديد من الرجال والنساء والأطفال والشيوخ ينامون على أرصفتنا تشكل عنصرا غريبا بل أصبح جزءا من لوحة المشهد التي نطالعها صباح مساء على ساحاتنا وأبواب مساجدنا.
لكن الغريب في الموضوع أن أيا من أصحاب الشأن والقرار في الجديدة لم ينبس ببنت شفة لإزالة هذا المشهد أو التحسين والتقليل منه ، طبعا ليس بعقلية القمع والاعتقال والمطاردة من مكان إلى آخر ، وإنما بعقلية المفكر الباحث عن الحل الجذري بدراسة كل حالة على حدا و إيجاد مأوى يليق بمواطنين حرمتهم الكرامة الإنسانية والتفكك الأسري بدل أن يحتضنهم الشارع العام وأرصفة تحولت إلى فنادق مجانية.
كم يؤلمنا أشد الألم أن تمتلئ الأرصفة بأجساد بشرية لم تجد لها المأوى بحكم الفقر والبطالة ، ونتحسر أيما حسرة أن تتحول أرصفتنا إلى فنادق لإيواء 'من هبّ ودبّ' بدلا أن تكون ممرات حرة للمشاة الذين تحولت الشوارع إلى مكانهم المفضل للمشي بحرية بحكم امتلاء الأرصفة بالبشر والبضائع ،على سبيل المثال هذا الرجل الذي يشكل نموذجا من خلال الصور التي اقتنصتها عدسة "الجديدة24" نائما بجانب بوابة "مسجد الحمدونية" وسط الجديدة لو كان في دولة أجنبية لارتبكت أجهزة الدولة من مسؤوليها في سبيل إيجاد حل لمشكلته أو إيجاد مأوى له ، أما في بلادنا فالحل الوحيد إما دور التنمية البشرية التي رسمها ملك البلاد محمد السادس نصره الله الحل الوحيد والرئيسي في سياسة التضامن والكفيلة في عملية الاحتضان لهؤلاء المواطنين أو بقائهم على الرصيف ،وعند التطرق لمعرفة آراء هؤلاء الذين ينامون في الشوارع حول هذه الظاهرة، فيعترفون بأنها ظاهرة غير حضارية ولا يرحبون بها، ولكن الظروف المعيشية الصعبة هي ما حكم وأجبرهم على النوم هناك. ولعل من أهم الحلول للحد من هذه الظاهرة التي وضعتها بعض هيئات المجتمع المدني وهي: بناء مساكن جماعية لمن ينامون على الأرصفة، لكي يتم حمايتهم من الأضرار، وكذلك عزل بعضهم عن بعض تبعاً لمعيار العمر والسلوك والأخلاق والحالة النفسية والمرضية كلاً في المكان الملائم له ولهويته ولحالته، بالإضافة إلى القيام بحملات توعوية لهولا الناس والمواطنين لتوضيح أضرارها.

ازدياد وتفاقم:

وبعد وضع الحلول لهذه الظاهرة للحد من تفاقمها وانتشارها يرى الكثير ممن وضع تلك الحلول أنها ليست مستحيلة التنفيذ ولن تكون موسمية كما يتم استغلالها تزامنا مع شهر رمضان الكريم، ولكن للأسف أن هذه الظاهرة لا تقف عند الإحصائيات ولغة الأرقام وإنما هي في ازدياد مستمر.

وكم من المؤسف فعلا أن نجد بعض ممّن يُفترض فيهم الدفاع عن هوية مدينتنا الانحناء أمام أصوات أولئك الذين ينامون تحت الرصيف، ثم يلجئون غير عابئين بذلك إلى أسلوب التطبيل و التزمير الذي يروم تلميع الوضع المأساوي عبر قنواتهم السياسية في محاولة للتمويه على الرأي العام المحلي من خلال أنشطة تؤصّل بشكل نظري للفعل التنموي الهادف والعمل المجتمعي الفاعل إضافة إلى إخراج سيناريوهات لملتقيات تراثية و مهرجانات فنية ترمي إلى تنميق المشهد العام.


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة