العبدلي

تتفاجأ عندما تعلم أن الفضائية الاسرائيلية استطاعت استقطاب ملايين المشاهدين العرب في وقت قليل، بعد أن أعلنت عن بثها مباريات كأس العالم التي تجري في البرازيل.
تطبيع مجاني! وإذا أردت تسمية اخرى انسياق وراء إعلام صهيوني دون عناء او كلفة، لتطويع المشاهدين العرب، وجرهم للمشاهدة للبحث عن «اسرائيل» بين القنوات العربية المشفرة.
إلى هنا الخبر عادي، ويمكن وضعه في إطار الخبث الصهيوني الذي يستغل إمكانياته الضخمة لتطبيع العقل العربي بأي وسيلة كانت، وبطريقة سهلة وواضحة، ولكن الغريب في الموضوع هو ذلك التواطؤ العالمي حول قيام دولة لقيطة كـ»إسرائيل» واحتكارها عملياث البث كأس العالم الذي تتعلق به العيون، وتتشنف له الآذان وتطرب له الأذواق، وينساق خلفه الملايين دون تفكير بما يجري.
وعندما نعلم ان محطات فضائية عربية دفعت مبالغ طائلة لاحتكار البث المونديال؛ الأمر الذي حرم الملايين المشاهدين العرب والمسلمين من مشاهدته، فيما اضطرت هذه الملايين للتوجه إلى القمر الاسرائلي «عاموس» الذي استضافهم دون مقابل ومجانا.
مما هو معروف أن الدولة العبرية تسعى بمختلف الأساليب المعلن منها عنها والمخفي إلى نيل الاعتراف العربي المزدوج رسمياً وشعبياً بحقها المزعوم في الوجود، ولأنها تخشى المستقبل فهي تحاول التمدد لاحتلاله فكريا وثقافيا أيضًا.
أذكر أن اجتياح بيروت في عام 1982 كان في كأس العالم، وأذكر أيضا أن الحرب على غزة تزامنت مع كأس الاتحاد الاوروبي؛ الامر الذي يدفعنا لأن نتوقع الهجوم القادم او ربما المجزرة القادمة مع ستتزامن مع حدث صاخب يشبه كأس العالم.
يقول أحد المفكرين العرب إن السعي الصهيوني، ومحاولته الحصول على تطبيع شامل ومجاني هو كبوليصة تأمين مزورة لمستقبلهم الزائف، فالكيان الصهيوني الذي تربى على الخوف من كل ما هو عربي؛ بحيث تحول هذا الخوف إلى فوبيا مزمنة في ذاكرتهم، ولا يشعرون بالاطمئنان، رغم انتصارهم في أربع حروب ونصف الحرب، إلا إذا تمكنوا من إلغاء القلوب قبل تغييب العقول.
اخيرا تصورا مشهد عمان أمس.. 10% من المواطنين استطاعوا الحصول بطاقة الجزيرة المشفرة، فيما جلس 10% الآخرين في المقاهي التي تبث المونديال، أما البقية الباقية من المواطنين فقد انشغلت بالبحث عن قمر «عاموس الاسرائيلي» الذي ظهر فجأة كمنقذ!

×××××

صحيفة السبيل الأردنية

الإثنين, 16 حزيران/يونيو 2014 00:03