فضاءات أورتزاغ

أورتزاغ

فضاء المرأة وشؤونها

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـجماعة
العياشي كيمية
مسجــل منــــذ: 2011-08-16
مجموع النقط: 76.2
إعلانات


قصة ثلاث نساء من عين بوشريك وتكريم المرأة في عيدها الأممي بالظلام والإقصاء

قصة ثلاث نساء من عين بوشريك وتكريم المرأة في عيدها الأممي بالظلام والإقصاء

×××××

عبد الله عزوزي ـ تاونات نيوز ـ

تغيب الشمس و توقد المصابيح، في حين تنزوي لالة حبيبة و بناتها في ركن الكوخ يرثين حالهن على ضوء الشموع..

ليس من رأى كمن قرأ أو سمع؛ وأنت على بعد أمتار من عش لالة حبيبة، تستطيع أن ترى كوخا محاصرا بالآلام من كل النواحي..تحاصره الصخور بحجم كوكب المريخ من كل جانب، تعترضك هذه حتى على الطريق المؤدية إليه، فتلامس بجبروتها أكتافك وأكتاف باقي الزائرين، و تجبرهم على الإذعان لإرشاداتها، فتجبرهم على أن يلفوا يمنة و يسرة، وكأنها تقول لهم أن بيت لالة حبيبة ليس يسير الوصول ولا في متناول الإدراك، ولا يستطيع أن يحج إليه إلا من يقدرون مصيبة العيش في الظلام. "البيت" كذلك محاط من كل جوانبه بأشجار التين الشوكي ، فيزيد المنظر قساوة و إحساسا ممزوجا بالأشواك و الممانعة. من بين شبه أطلال يطل على الزائرين الذين أتوا في اقتفاء أثر مقال كان قد عرف بقضية مابات يعرف بالإستثناء في إقليم تاونات، تحت عنوان " قصة ثلاث نساء من عين بوشريك : استثناء مغربي من نوع غريب"، شبح إمراة قروية قد أنهكها الدهر واغتصب الظلام حياتها و حياة يتيمتانها، فاطمة و سعيدة؛ إنها لالة حبيبة الوراك—Habiba El Ourrag

لقد مر على المقال الذي صاح في مسامع الناس بقصة أرملة من دوار عين بوشريك ثلاثة أشهر، أي 180 يوما و ليلة، أو ما مقداره كذلك 1080 ساعة من الظلام ! لو حدث هذا معك أنت أيها القارئ، ألم تكن لتصاب بالجنون (في البصر جنون الظلام، و في الأعصاب جنون البقر ) ، أو لن يدفعك هذا إلى التفكير في منافسة القوارض على سمها؟ نعم بقي الظلام و الظلمة يتناوبان على النساء القرويات ـ لالة حبيبة و بنتيها فاطمة و سعيد ـ كما لو كانا زوجا و زوجة بدوام تبادلي، و مديرهما السيد " الظلم" الذي لن يتوانى في استفسارهما إن هما أخلا بواجب محاصرة بيت حبيبة. مر العيد النسوي / الثامن من مارس / و كرمت المرأة المغربية في الشرق و الغرب، ووقف الرجال احتراما للنساء، وذكرن هؤلاء في ترتيب مغري (جدة،أم،زوجة، أخت،بنت) كما لو كن ألماسات في عقد ثمين، وألقيت محاضرات، وأعدت و روبورتاجات،وزينت المواقع الإلكترونية بتقارير و مقالات، وألقيت قصائد،ومثلت مسرحيات..، لكن لم يجد دستور المملكة روحه و صداه في بيت و قضية النساء الثلاثة،فمازلن حتى بعد العيد هن الثلاثة، ورابعهن الظلام؛ وعمود الكهرباء ملقى على عتبة الباب "كالشهيد" ، وقطعة حديدية ، ملفوف عليها خيط الكهرباء ، متمسكة بأحد جدران كوخ "الضحايا"، يذكر أهل البيت ، قبل غيرهم، بقساوة الناس و نكران الوطن. لكن، لا بأس؛ فمادمن قرويات، فاليكن الحال كذلك، ولننتظر إلى حين أن تكتمل مغربيتهن و إنسانيتهن !

لو يرى الناس وجه لالة حبيبة لصاموا عن الأكل ثلاثة أيام أو يزيد.. إسمحوا لي أن أقول شيئا بنية التقريب ليس إلا : وجه حبيبة رسم فيه الزمان و لعب، تماما كالطفل الذي يلعب على رمال الشاطئ، فيصنع أخاديدا و أودية ، مع فارق عميق؛ تأتي أمواج اليل فتعيد وجه الرمال أجمل من و جه عروس،لكن تستيقظ حبيبة فتجد و جهها قد ازداد انكماشا واصفرارا، و دخان الشمع مختبئا ،من شدة الإستحياء، بين مجاريه و جداوله. فما بالك بأجساد تعاني الظلم بالنهار، و تحتسي كؤوس الظلام بالليل؟

في ختام هذه الرسالة، أتوجه إلى صناع السينما المغربية، لذوي الطموح منهم والمشتغلين على سينما الواقع على الخصوص ، لكي يتفضلوا إلى جماعة الوردزاغ بإقليم تاونات لكي يصوروا فيلما عن عائلة لالة حبيبة الوراك، ويلقوا الضوء على قصة "إستثناء داخل إستثناء" بضم الأول و كسر الثاني؛ فحتما سيكون شريطهم برسالة واحدة و أوسكارات متعددة..

الإثنين 14 جمادى الأولى 1435 الموافق ل 17 مارس 2014.

الرابط إلى المقال السالف في الموضوع:

قصة ثلاث نساء من عين بوشريك: استثناء مغربي من نوع غريب

http://www.taounatenews.com/2010-11-16-22-43-10/2011-02-28-14-13-48/2625-2013-12-17-01-14-55.html

الصورة واقعية وتظهر فيها لالة حبيبة أمام بيتها تشكو للناس همومها و معاناتها مع الحرمان من حقها الدستوري في الكهرباء.


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة