الأزهر زاهرا لمحمد عرفة فرح
الأزهر زاهرا
رغم أن الأزهر هو الاسم الذي اشتهر به أول مساجد الفاطميين وأول مساجد القاهرة،فإن هذه التسمية لم تطلق عليه إلا في عصور متأخرة .ويبدو أن هذه التسمية مشتقة من لفظ ((الزهراء)) لقب السيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلي الله عليه وسلم ،والتي تنسب إليها الدولة الفاطمية(969 1171 م)وقد بديء في إنشاء الجامع الأزهر في 24 من جمادي الأولي359 ه(970م)وافتتح للصلاة لأول مرة-يوم الجمعة 7 رمضان 361ه(972م)
وكان للأزهر عند إنشائه الصفة الدينية (الرسمية)شأن بقية المساجد الجامعة الأخري،بيد أنه لم يلبث أن اتخذصفة أخري هي الثفة التعليمية .وظلت الصفة التعليمية مميزة للجامع الأزهر،فزادت أعداد طلابه ،وكثرت أروقته ،واجتذب طلاب العلم والعلماءمن شتي أنحاء العالم الإسلامي في العالم
والمعروف أن الخديو عباس حلمي الثاني(1892-1914)قام بإنشاء لجنة(حفظ الآثار العربية)التي كتبت تقريرها عن جامع الأزهر،وأوضحت فيه مايعتري حالة أساسات الأعمدة من إنهيار،وأن الواجهات خاصة التي تطل علي الصحن متآكلة تماما.كما أنه قد حدث ميل في الأعمدة وكان آخر ترميم اجري للازهر إبان حكم الخديو عباس حلمي الثاني،وكان ترميما جزئيا
ويمكن تحليل أسباب الحالة السيئة التي وصل إليها الجامع الازهر من خلال معرفة ظروفه الأثرية التاريخية.فالإضافات التي شهدها المسجد في العصور المتعاقبة قد أدت إلي زيادة الضغط علي الأعمدة والأساسات ،وعدم تجانس الأساسات ثانيا.كما أن تعدد العناصر المعمارية فيه من مدارس وبيوت للصلاة وأماكن للطلبة وأبواب وانتمائها إلي عصور مختلفة ،قد ادت إلي صعوبة إقامة عملية ترميم شاملة له،ناهيك أن شهرة المسجد وازدحامه كان له أثرا سيئا علي المسجد لوقوعه في منطقة مزدحمة بالسكان.
وثمة عاملان أسهما في انهيار وميل الكثير من الحوائط الداخلية لمسجد.أولا:ضعف الاساسات ،ثانيا:عدم تساوي الاعمدة المجلوبة من مبان فرعونية متهدمة أو منتزعة من مبان قائمة .زد علي ذلك ،عوامل الزمن مثل احوال الطقس التي أدت إلي تراكم الاملاح علي الحوائط مما أدي غلي تحللها .وأيضا التلوث البيئي الناجم عن عوادم السيارات الذي ادي إلي تغطية زخارف المآذن والقباب بالغبار والاتربة.
إزاء كل هذا ،كان لا بد من خطة طموحة من أجل حركة ترميم شاملة لهذا المسجد العتيد .وفعلا بدأت هذه الخطة عقب زلزال أكتوبر 1992،واشتركت في تنفيذها ثلاث جهات:المجلس الأعلي للآثار الذي يشرف علي الترميم،وجهاز إحياء وتجديد القاهرة الفاطمية التابع لوزارة الإسكان،وشركة المقاولين العرب..
وقد تم استخدام احدث الاشاليب العلمية في الترميم عن طريق تقوية الأساسات ب(الخوازيق الإبرية)التي تعمل علي امتصاص أية حركات زلزالية،هذا وقد تم الترميم من خلال استخدام المواد نفسها التي يتكون منها الجامع بعد معالجتها ببعض الإضافات الحديثة من أجل زيادة المتانة.
وشمل الترميم كل أجزاء المسجد في مساحة لا تقل عن (14)ألف متر مربعا.
كما تم وضع تدعيمات للمآذن وترميمهازوأيضا تمت إعادة طلاء الزخارف المكونة القديمة تحت إشراف الأثريين.
وتجدر الإشارة إلي توثيق كل مراحل عملية الترميم بالرسوم المعمارية ،والصور الفوتوغرافية والرفع الأثري والفيديو.
والحق يعد ترميم الجامع الأزهر أهم ترميم تم لأثرفي مصر عبر العصور .وربما يكون أكبر ترميم لأثر علي مستوي العالم كله
مفتش آثار
مدير منطقة قصر الأمير طاز بحي الخليفة منطقة جنوب القاهرة