فضاءات أم القرى

أم القرى

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـمحلية
الصديق محمد
مسجــل منــــذ: 2011-02-09
مجموع النقط: 25.04
إعلانات


ظلم قبيلة الفلاتة بتسمية العشش باسمها

هكذا يظلم الناس في السودان وتهضم حقوقهم الادبية ويساء لهم بتسمية الاوكار باسماء قبيلة كما في العشش
لقد لفت نظري الكلام الذي كتبه السيد عمر محمد فلاته المدرس بالجامعة الاسلامية ومدير دار الحديث بالمدينة المنورة عند زيارته للسودان كما ذكر ذلك صاحب كتاب الغرابة في كتابه الذي طبعته دار الحاوي صفحة 225
ومن مذكرات الشيخ يستنتج القاري ان المسؤلين الذين استقبلوهم بالسودان لم يحسنوا الاستقبال حيث تم تجريحه حين عرف نفسه وذكر كلمة فلاته في اسمه جعلت السيد الشيخ حسين قاضي القضاة يقول سلامة الاسم ـ بعني بذلك اكرام اسم عمر من ان يسمي فلاتي به فقال فدهشت واستغربت واستغرب من معي من الزملاء ؟ ومنهم الشيخ محمد العبود امين عام الجامعة الاسلامية والشيخ ابوبكر الجزائري في زيارتنا التي كانت في عام 1384هـ للخرطوم في لديوان قاضي القضاة وقد سبقوني من معي بالتعريف وعندما جاء دوري حصل ماحصل لي
فقلت للشيخ : لماذا سلامة الاسم ؟
فكان رده لي عندنا هنا الفلاتة سمعتهم في الحضيض وقد اشتهروا عندنا بارتكاب الجرائم والموبقات وكل مايخل بالامن وينشر الفساد ،واكد قوله هذا بقوله : مساكنهم بجوار الخرطوم تعرف ب ( عشش فلاتة ) تعتبر بؤرة للفساد معروفة ومشهورة لدي الخاص والعام
فقال الشيخ الزائر : فزهلت وتصببت عرقا من الحيرة لما فوجئت به فالكلام اشبه بتقرير رسمي من رجل عالم ومسؤل : (قاضي قضاة السودان )
وقال فماذا اقول ؟ وماذا يكون موقفي غير الوجوم والصمت المطبق وقد شعرت باحراج شديد ( حيث انه فلاتي ) وكنت معهم بشخصي فقط ؟ فقد سيطر علي جوانحي مشاعر الاحباط وصرت اتحدث مع نفسي اقول : مالذي دهي الفلاتة في السودان علي وجه الخصوص حتي انسلخوا من اخص خصائصهم التي عرفوا بها علي طول التاريخ وفي جميع الاقطار الافريقية ؟
الاستقامة مع الالتزام بتعاليم الاسلام وتطبيق احكامه ؟ ثم اسال نفسي مرة ثانية وثالثة ما المسخ الذي حدث لهذه القبيلة ؟
اليس فيهم رجل رشيد ،،،،
وهكذا كنت جالسا معهم والافكار تتعارض وتنساب مشاعر الاكتئاب قد سيطرت عليا تماما وكان زملائي والحاضرين قد شعروا بذلك
ثم زرنا بعد ذلك فضيلة المفتي في مكتبه وجري التعريف كذلك وكان موقف فضيلة المفتي كومقف فضيلة القضاء .
وقال والكلام للزائر الفلاتي السعودي السيد عمر محمد فلاتة المدرس بالجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة : فقررت في تلك اللحظة ان اذهب صباح يوم الجمعة الي عشش فلاته لمقابلة شيخ القبيلة لااتحدث معه في هذا الشان وانتهز فرصة صلاة الجمعة لاسدي لهم بعض النصائح والتوجيهات
وقال ولما اشرقت سمس الجمعة وفي تمام الساعة العاشرة قال ركبت التاكسي وطلبت من السائق ان يوصلني الي عشش الفلاتة
فقال أي مكان تريد في العشش فقلت له اريد النزول في العشش في اية مكان
فاوصلني المنطقة ، وانا في اتجاهي صوب المنازل رايت رجلا جالسا علي باب داره يبيع البرسيم فسلمت عليه وفورا رد عليا التحية بقوله : السلام عليكم يااهل الحجاز : فقلت له كيف عرفتني من اهل الحجاز ؟ فقال لي : وانت من اهل المدينة ن فازددت عجبا وحصل لي الارتياح ودخل الرجل بيته وجاء بكرسي وقال : تفضل ، فجلست وقلت له كيف عرفتني من اهل المدينة ؟ فقال لي : انا كنت بالمدينة عشت فيها اكثر من تسع سنوات وكنت سائقا لاامير المدينة الشيخ عبد العزيز بن ايراهيم
فحصل لي الاطمئنان النفسي ، فطلبت منه ان يدلني علي منزل شيخ الفلاتة :
فتعجب الرجل من هذا الطلب وقال لي : لماذا قلت له ك اني اريد شيخ الفلاتة لااتعرف عليه ؟
فقال لي ك انظر الي العشش الممتدة مع امتداد البصر مافيها فلاتيا واحدا
وشيخ العشش الان ليس فلاتي وانما هو من قبيلة البرنو ثم استطرد قائلا
ان الفلاتة سكنوا هذه المنطقة من قديم الزمان كمحطة لهم وهم في طريقهم الي الحجاز ثم سافروا وتركوا بها بعض المنازل سكنها الوافدون من بعدهم من كل الجنسيات وكل القبائل الافريقية ومع مرور الزمن تحول مركزا للاتجار بالمسروقات والممنوعات وصار ملاذا امنا للهاربين من العدالة ووكرا للشيوعيين يختفون فيها ويطبعون منشوراتهم وصار ملجاء للنساء الهاربات من اولياء امورهن بسبب ماارتكبن من اخطاء
فقلت له كيف ينسب كل هذا الي الفلاتة ؟
فقال لي : ياشيخ ان ناس الخرطوم لايعرفون من الشعوب المجاورة لهم غير الاحباش والمصريين واليمن ، اما بقية الشعوب وكل ماكان اسود اللون سواء من الصومال او اريتريا او من النوبة او من الفور فعندهم : غرباوي او فلاتي او عبد ( نقلا من كتاب الغرابة صفحة 228)
وفي اليوم التالي اخبرت من معي من الزائرين ومن القضاء السودانيين باني قد زرت الغشش ولم اجد فيها فلاتي واحد وان شيخها من البرقو وكان معنا احد القضاة السودانيين وذكر انه قد ذهب لنيجيريا وذكر الكثير عن محاسنهم
وشعرت با شيخنا قاضي القضاة قد حصل له الحرج وتسرع في حكمه علي الفلاتة وانتهت مهمتنا ولكني اقتنعت بان كثيرا من المثقفين في السودان لايعرفون واقع الشعوب المجاورة لهم
ومثل ذلك حصل للاستاذ محمد تكر المدني عندما زار السودان موفدا من وزارة البرق والهاتف بالمملكة العربية السعودية للتعاقد مع بعض الفنيين السودانيين

تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة