فضاءات الزوايدة

الزوايدة

فضاء الموروث الثقافي الشعبي

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
أبو علي
مسجــل منــــذ: 2010-10-16
مجموع النقط: 170.8
إعلانات


نزوة


. نـــزوة .
عندمـــا تبكي النزوة ,تزول مساحيقها والوانها,
فيتضح قبحها الحقيقي.
النزوة هي تللك السكرة التي قالوا أنها حين تذهب تليها فكرة لاترحم.
ونادراً ماتبدأ النزوة في المراحل الأولى من العمر ,
ربما لأنها ليست سوى وجبة أضافية لانسان يمتلك وجبتة الأساسية
فمعظم النزوات التي تنفجر في حياتنا تظهر في حياتنا لاكمال نقص مــا
أو لسد جوع مــا تفشل في سده وجباتنا الرئيسية .
والنزوة كفتاة ليل ,
تعلك علكة ضخمة وتقف تحت عمود ليلة أو مرحلة من العمر
في أنتظار أنسان يتعطش للتجربة أو التغير فيرتوي ويغير
ويغادرها متضخماً بـالأثم والندم .
فــالنزوة التي تبدأ في الظلام وتنتهي في الظلام ,
تتحول مع الوقت الى ذكرى مغلفه بالندم ,
لكن النزوة التي تبدأ في الظلام وتنتهي بالنور تتحول مع الوقت
الى شرخ قد تزيد الذكرى من مساحته واتساعه.
والفرق بين "حكايه" حب و"نزوة"حب ,
أن الأولى قد تدنسها نزوة,بينما الثانية قد تظهرها حكاية.
فــالنزوة كــالمطب ,
تفاجئنا في منتصف طريق العمر,
أو منتصف طريق الحكاية ,
أو منتصف طريق الحلم,
وتزداد خسائرها وخطورتها بــازدياد قوة اصطدامنا بهذا المطب..
المفاجىء.
وبعض النزوات كــومضة البرق ,تبدأ سريعاً,
وتنهتي سريعاً ,لكن قد يليها من الامطار والرعود
مايزلزل من استقرارنــا وأمننــا الكثير.
وللنزوة أقنعة ووجوه عدة,
فبعض النزوات مخادعة تبدأ بقوة حقيقة ,
حتى يخيل الينا أنها مرحلة مهمه من مراحل العمر,
ونستهلك الكثير من الوقت والصحه والنقاش والصوت
للدفاع عنها كــقضية العمر.
وتزوة خبيثة
تجيد أدوار السعادة,
فتسبغ علينا من أثواب السعادة
مـا يصعب علينا التعري منه بسهوله ,
فتبقى تحت غطائها فترة أطول مما يجب.
ونزوة محرمة
تتسرب الينا عامدة متعمدة,
كـصياد ماهر في ماء عكر,
وتنغرس فينا كـجرح طويل الأمد,ولاتغادرنا
الا بعد أن تطمئن الى أن خسائرها فينا لاترمم.
ونزوة قاسية
تعترض طريق قافلتنا وتجردنا من أمتعتنا ,
وقيمنا ومبادئنا وأحلامنا السابقه
وتتخلى عنا حين لايبقى لنـا سواها.
ونزوة صديقة
تسترنا ونسترها
تبدأ في الظلام وتنتهي بالظلام,
وهذه غالباً مانحتفظ بها في الجانب الأخضر من الذاكرة.
ونزوة منتقمة
تنسف عند اكتشافها أركان حكاية أو علاقة حقيقية
فتخسر العلاقة أو الحكاية وأبطالها
وتفاصيل من العمر والعشرة
لاطاقة لنا على خسرانها .
ونزوة حقيرة
تبدأ بـــأثم وتنهتي بخطيئة
وتترك بصمتها على جبين العمر,
فتسرد البصمة حكاية ضعفنا ,لكل من يمر
من الأجيال بنا ,وهذا النوع من النزوات
لاينسى ولا يموت سريعاً.
ونزوة بشعة
تسلبنا من أنفسنـا الكثير وتدخلنا في غيبوبة من الوهم
لانستيقظ منها الا استيقاظ الموتى ,
فتصاحبنا بعدها حالة من الذهول تبقى طويلاً وعميقــاً.
ونزوة كــالصفعة
نحتاج الى الكثير من الألم والمحاولات,
حتى نتمكن من مسح آثــار ذلها من وجوهنا
والبدء بوجوه لم تتذق طعم صفعتها.
ومهما تعددت أنواع النزوات أو أختلفت بشاعة نهايـاتهـا
الا أن كل بدايـاتها ممتعة .
فــعالم النزوة دائمــاً وردي اللون,مسكركـالخمر,
دافىء كـالحلم .
فــان قررتم يومــاً مغادرة نزواتكم ,فلا تغسلوا
قبل الرحيل وجوهها ,حتى لايتضح لكم قبحها الحقيقي
فــالنزوة أحيــانــاً
تتحول الى مرآة تعكس لمرتكبها تفاصيل يود قذفها في محرقة
الأيــام والنسيـــان
منقوول

تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة