فضاءات مدينة بنغازي

مدينة بنغازي

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
Abdulgader Aliby
مسجــل منــــذ: 2013-04-14
مجموع النقط: 137.43
إعلانات


حال ليبيا

يشعر المرء بالمرارة و الأسف للأخبار المتتالية عن تشردم الحالة الليبية، فيساوره الظن بأن بنغازي قد تحولت الى بغداد وبرقة إلى جنوب السودان، وجنوب ليبيا إلى صومال، وسرت إلى إمارة طالبان، وتاورغاء إلى دارفور وطرابلس إلى وكر جواسيس، ومصراته إلى دولة داخل الدولة، والزنتان إمارة تابعة لدولة الإمارات، ولا تمر ببلدة ليبية إلا وبها نكبة. الحكومة في وادي والشعب في وادي آخر، ولم تفلح الحكومة ولا سابقتها إلا في هدر المال وتوزيعه على دول الجوار. والمؤتمر يشرع بلا شراع وبلا حرمة للمال العام، وكمثال أعوج إقرار تعويض سجناء الرآي بمبالغ فاقت الخيال... كلها أخبار سوداوية توحي بفشل ثورة فبراير في تحقيق طموحات الشعب وأهمها بسط الأمن والحفاظعلى المال العام والانتقال من مرحلة الثورة الى مرحلة بناء دولة يسودهاالعدل والقانون وبمؤسسات تعمل على تحقيق الأولويات مع راحة المواطن وتوفير احتياجاته، بل الانتقال من سد الحاجة الى الرفاهية والسعادة. تكاد تمر سنتان على نجاح الثورة بسقوط حكم السفاح المقبور ولم نتقدم قيد إنملة في الاتجاه الصحيح بل على العكس ضللنا الطريق وأضلنا من بيدهم زمام الأمر حتى إحتسب أعداء الثورة إن ما يحدث اليوم هو أسوأ مما كان.فمن المسؤول ومن يجب أن يحاكمه الشعب ولو أدبيا على إفساد المسار وتدهور الأحوال؟ صاحب الخطوة الأولى في أي مسار أو مسير هو الذي يحدد المصير، فيتجه إلى مرفاء الأمان أو إلى الهاوية. وقد إتخذ تلك الخطوة الخاطئة ما كان يسمى المجلس الانتقالي، الذين لم يعرف الشعب الليبي حتي الأن عددهم بالضبط، ولا كيف جاءوا، ولا أين ذهبوا، وما هي خلفيتهم أو هويتهم إلا القلة منهم أو بعض السطور السطحية التي كتبت عنهم كسيرة ذاتية نشرت بموقع المجلس في آخر أيامه. وقد نظلمهم لنقص هذه المعلومة المهمة، لكن النقص الأكبر والفادح هو من وراءهم ومن يسيرهم، وما يدرينا إنهم لم يكونوا سوى أفراد لا حول ولا قوة لهم، بيادق أو قناع يخفي الاجندات التي تنهش أجنتها في جسد الوطن هذا اليوم. لقد ثار الليبيون على ظلم وضياع دامأكثر من اربعين خريفاً، فقضوا على من كان السبب في هذا الضياع وفيإنهيار الدولة الليبية، دولة الاستقلال مملكة ادريس السنوسي، ومهما كان الانسان على خلاف مع الملكية إلا إنها كانت أفضل الممالك العربية وارشد حكم واكثر ديمقراطية من جميع البلدان العربية. فلماذا لم يٌرجْع المجلس الإنتقالي الأمور لنصابها، وتعود ليبيا الى يوم 31 أغسطس 69م، ثم يأتي التغيير تدريجياً في نصوص دستور ذلك العهد بالاستفتاءات. وقد نادي البعض منا بذلك في آوانه، ولكن من طفح على المستنقع السياسي في تلك الفترة المبكرة من عمر ثورة 17 فبراير، لم تكن تهمه ليبيا ولا شعبها، وإنما كان يخطط لمصلحته الشخصية أو الحزبية أو الإنتمائية فزرع ما نحصده اليوم. المجلس الانتقالي ويا له من مجلس حوي السيد الزبير وزمرة من الإخوان وأخرين يعلم الله سرهم وسريرتهم،ومع ذلك لم يكن هو المسؤول الأول والأخير عن هذا التدهور بل رئيس مكتبه التنفيذي السيد محمود جبريل هو من يقع عليه اللوم بتقاعصه في تنفيذ ما تحتاجه تلكالفترة، وأولها العمل على إرساء قواعد الدولة واستتباب الأمن، بإلبدء في إعداد شرطة وجيش وطني علىالأقل في المنطقة الشرقية المحررة في تلك الفترة. ولكنه فضل التنفيذمن بعد حرصاً على سلامته، متعذراً بجلب الاعترافات الدولية دون غبار، ولو كان غبار معارك حرب التحرير! فحجة الإعترافات والتبجح بها رواية تافهة، حيث لو أوكلت مهمتها للفنان صالح الابيض لجلبها حتى من الصينين فما بالك بإعترافات الدول الغربية التي مهد لها وهندسها السيد لفني. وتتراكم المعوقات بتعاقب الحكومات الفاشلة ومؤتمر وطني تائه في خلافات شخصية أو تجاذبات حزبية سطحية ونقاشات وقرارت لا ترقي لمستوي المرحلة والمسؤولية، مؤتمر جل أعضاءه إن إكتملت عندهم النزاهة والوطنية فبالتأكيد تنقصهم الدراية والحنكة السياسية. أما المجال الأمني والعسكري فقد إختلط الحابل بالنابل، ولم يعد واضحاهل ما لدينا هو جيش وطني أم بقايا كتائب الطاغية، ثوار أم أشباه الثوار.أصبح التفريق بينهم صعباً لسببين، أولهما وهو الأهم إنتهاء حرب التحرر،و الثاني )بعد التسليم بعذر التخوف من سرقة الثورة وانحرافها( هو ما هي الأيدولوجية التي يحملها كل فصيل ولصالح من؟ بالطبع معظمها ليس من مصلحة الوطن، وقد تكون خدمة لأجندات خارجية، فالتشردم وصل بالليبيين لحد العار،وعملاء قطر والإمارات ومصر والسعودية من الليبيين لم يعد يعيرهم هذا إلإنتماء الواضح الفاضح.وجميعهم عمل ويعمل على عرقلة قيام الدولة. إن عشق بعض النفوس المريضة للسلطة، وتصارع الإخوان والتحالف، وتطاحن الكتائب بإختلاف مسمياتها وتدخلها في صنع القرار السياسي، وترهات دعاة الإنفصال، ومؤامرات ازلام النظام المنهار في الداخل والخارج، وتكالب الدول العربية والاجنبية على ليبيا هو الذي أنهكها وانتهك حرمتها وعرقل قيام دولتها. إن الذين يودون سرقة الثورة أوالطفيليات التي تعشش فوق ظهرها، أو من يريد إرجاع عقارب الساعة إلى الوراء أخاب الله سعيهم، قد آن لهم العدول عن غيهم والعودة لرشدهم أو الرحيل غير مأسوف عليهم، فهم قد يستطيعون سرقة الوطن أو امتصاص دمه سنة أو عشرات السنوات لا سامح الله ولكن سيأتيبعدها اليوم الذي يلفضهم فيه الشعب كما لفض ورفض المقبور من قبلهم، وما يبقى في الوادي إلاحجره. فلا يغرنهم دعم الشياطين لهم من خارج الوطن، لأن الذي يجري وتقترفه أيديهم على إختلاف مناهجهم ليس هو ما قامت الثورة من أجله.

تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة