فضاءات أفرا

أفرا

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـجماعة
abderrahman ait kassi
مسجــل منــــذ: 2013-02-26
مجموع النقط: 12
إعلانات


يسألونك عن الساعة


من منا لا يسأل عن الوقت أو الساعة ؟ لكن وجه الغرابة ليس في السؤال , بل في الجواب , ففي مغربنا الحبيب متشبثون بكل ما هو قديم , بما في ذالك الساعة , فبمجرد أن تسأل عن الوقت أو الساعة إلا كان الجواب { جديدة ولا قديمة } بل منهم من يذهب أكثر من ذالك , ويصل به الأمر إلى حدود التعصب لساعته القديمة , لكن موضوع الساعة ما هو إلا مدخل للموضوع , ففي بلدنا الحبيب , هناك من الناس , من لا قدرة لديهم على إقناع الناس بمسايرة ساعتهم التي أبدعوا في الزيادة والنقصان فيها , فكيف لهؤلاء أن يقنعوا الناس بالتجرد من هويتهم و ثقافتهم الضاربة في القدم كما التاريخ , ويقزموا عقولهم , ويستغلوا طيبوبتهم , ويتكرموا عليهم ببعض السخافات ممن يطلق عليها { الحضارة } وكأننا جيء بنا من كوكب المريخ , ولا نعرف شيءا عن الحضارة ,لا أعتقد أن المجتمع المغربي سادج إلى هذه الدرجة التي يتصورها هؤلاء الغوغائيون , بل هو مجتمع متشبث بثقافته وأعرافه , ولا ولن ينسلخ من ثقافته العريقة , المستمدة من الدين الإسلامي السمح , مهما كلفه ذالك من ثمن , فتبا لهم , ولحضارتهم الدنيئة .
لهؤلاء أقول كيف لمن يتشبث بساعته القديمة , ويذهب إلى حد التعصب , ولاقدرة لكم على إقناعه بمسايرة ساعتكم { الجديدة }, كيف يعقل أن تقنعوه أن يتنازل عن مبادئه وثقافته وهويته , بهذه السهولة التي تتصورونها , أيها { المتحضرون } إنكم مخطئون , و مخطيء معكم من يعتقد أن المغاربة مجرد قطيع من الأغنام يسهل قيادته بسهولة إلى أي وجهة , لكن المجتمع المغربي بطبعه مجتمع مسالم , فسماحة المغاربة هي من تركت الأبواب مفتوحة أمام هذه الأبواق , التي لا تليق إلا للإستعمال في الأسواق , لبيع الدواء المضاد للصراصير والحشرات , ولا يستمع إليها إلا القليل النزر من الإماعات و ضعاف النفوس , ممن لا قدرة لديهم على التمييز , بين الحق والباطل .
إعلموا أيها المتعجرفون , أن المغاربة شعب يعتز ويتشبث بكل ما هو أصيل , ومنفتح على الكون كله بحكمة وتبصر , دون المساس بهويته ومقدساته وثوابته , وقد علمنا الربيع العربي كيف تختار الشعوب من يحكمها , إن هي توفرت لها الظروف والأجواء المناسبة لذالك , وأتيحت لها الفرصة للتعبيرعن أرائها بشكل نزيه .
فشكرا أيها البوعزيزي , فقد كنت السبب في التقليل ولو مرحليا من ضجيج هذه الأبواق حتى إشعار أخر , وشكرا لأمريكا عن تكفيرها عن ذنوبها , واستيقاظها من سباتها العميق وتحررها من الإبتزاز الذي يمارس عليها , من طرف الطغاة تحت مسميات عدة , لتبرير قمع الشعوب , وشكرا للطائرة بدون طيار , التي استطاعت أن تحرر أمريكا من من ابتزاز الطغاة , وتحرر الشعوب من قمع الحفاة العراة , وشكرا لكل أحرار العالم , ولا أعتقد بأن الشعوب قد تلدغ ثانية من نفس الجحور بعد اليوم , فحداري فعاقرب الساعة أصبحت تسير في الإتجاه المعاكس .

تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة