فضاءات الاحراز

الاحراز

فضاء القرآن الكريم والسنة النبوية

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
ناصر قطب محمد سليمان
مسجــل منــــذ: 2010-10-19
مجموع النقط: 52
إعلانات


أينا يحسن العمل؟

جعل الله الغاية من الخلق الابتلاء للناس في هذه الدار؛ ليرى أيّهم يحسن وأيّهم يسيء، فمن أحسن فله الحسنى وزيادة، ومن أساء فعليها، فلقد خلق الله السموات والأرض يوم خلقهما، ليبلونا أينا أحسن عملاً، قال الله تعالى: ?وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُبِينٌ (7)? (هود).
كما خلق الله الموت والحياة لنفس الغاية، قال الله تعالى: ?الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2)? (المُلك).
عن قتادة يعني: "أيكم أتمّ عملاً"، وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا: ?أيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً? ثم قال: "أيكم أحسن عقلاً، وأورع عن محارم الله، وأسرعكم في طاعة الله"، وعن أبي عجلان قال: قال الله: ?أيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً? ولم يقل أكثر عملاً (تفسير ابن أبي حاتم 39/153).
ويلاحظ أن الإحسان عام، فيشمل عمل الدنيا وعمل الآخرة، وأن الإتقان والإحسان في الأعمال يجب أن يكون صفة أساسية في سلوك المؤمن؛ بحيث لو طلب منه غير ذلك لما استطاع؛ أي يصير له صفة لازمة لا تنفك عنه ولا ينفك عنها.
قال بعض السَّلف: أيهم أزهد في الدُّنيا، وأرغبُ في الآخرة.
كما جعل ما في الدُّنيا مِنَ البهجة والنُّضرة مِحنَةً، لنفس الغاية، ولينظر من يقف منهم معه، ويَركَن إليه، ومن ليس كذلك، كما قال تعالى: ?إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا? (الكهف: 7).
ثم بين انقطاعه ونفاده، فقال: ?وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا? (الكهف: 8)، فلمَّا فهِموا أنَّ هذا هو المقصود مِنَ الدُّنيا، جعلوا همَّهم التزوُّدَ منها للآخرة التي هي دار القرار، واكتفوا مِنَ الدُّنيا بما يكتفي به المسافر في سفره، كما كان النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يقول: "مَا لِى وَمَا لِلدُّنْيَا، مَا أَنَا فِي الدُّنْيَا إِلاَّ كَرَاكِبٍ اسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا" (أخرجه الترمذي وقال حديث حسن صحيح، في كتاب الزهد، باب: مَا لِي وَمَا لِلدُّنْيَا 4/588 (2377)، وابن ماجه في كتاب الزهد، باب: مَثَلِ الدُّنْيَا 2/1376 (4109).).

تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة