فضاءات جديدة المنزلة

جديدة المنزلة

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
عطا درغام
مسجــل منــــذ: 2010-12-13
مجموع النقط: 39.96
إعلانات


أونيج الكسانيان وعبد الناصر

أونيج الكسانيان وعبد الناصر
بقلم الدكتور محمد رفعت الإمام
آريف العدد37 يناير2001
...................
أونيج أوف كايرو ONNIG OF CAIRO هو اسم الشهرة تجاريا وسياحيا ودعائيا للصائغ المصري الدولي من أصل ارمني أونيج الكسانيان . وترجع أصوله إلي أسرة الكسانيان الشهيرة في دنيا الصياغة بالآستانة التي جاءت إلي مصر خلال القرن التاسع عشر، ويمثل الجيل الرابع من أسرته الذي يحمل علي كاهله شعلة تقاليد هذه المهنة.
أصبح محل أونيج في السوق التاريخية" خان الخليلي" في قلب القاهرة الفاطمية من أشهر بازارات الشرق خلال أربعينات القرن العشرين. ورغم صغر حجمه ،إلا انه مشهور عالميا . ولعل هذا يتضح من تصفح سريع لدفتر زوار المحل، فنجد توقيعات وكلمات مأثورة لكبار الجنرالات والدبلوماسيين ومشاهير نجوم السينما والمسرح العالميين، كما نجد هؤلاء أيضا في فاترينة بفندق شبرد القديم قبل احتراقه أثناء حريق القاهرة في 26 يناير 1925 ، وفي فاترينة بفندق سميراميس والمتحف المصري بعد ذلك.
خلال خمسينات القرن العشرين أقام أونيج علي مسئوليته الشخصية سلسلة من معارض دعائية في الولايات المتحدة وأوروبا من أجل تنمية العلاقات السياحية المصرية مع هذه البلاد. وقد أثمرت جولاته عن نتائج إيجابية لصالح الدعاية لمصر وفنونها وحضارتها حيث أعربت الصحافة عن أن فن تصميم المصاغ الراقي وصناعته يدويا التي ازدهرت في مصر منذ آلاف السنين لازالت حية ونشيطة.
قابلت الحكومة المصرية نشاطات أونيج الدعائية بترحاب شديد حتي صار شخصا معروفا لدي الدوائر الرسمية خاصة الرئيس جمال عبد الناصر الذي كان طرفا في موضوع شائق ذي مغزى مهم روته مجلة " النضال" اللبنانية في عددها الصادر يوم 4 أكتوبر 1956 .
قالت المجلة:" قام التاجر المصري أونيج الكسانيان برحلة إلي إيطاليا والنمسا والمجر وفرنسا حيث زار أكبر مصانع المجوهرات في العالم. وكانت لديه ميول لإنشاء مصنع مصري في القاهرة يضاهي أرقي مصانع العالم للمجوهرات. وقد صادف أثناء رحلته إلي أوروبا ان حدثت أزمة قناة السويس وموقف البطل الرئيس جمال عبد الناصر منها، وتصادف ان حضر أونيج إحدى مباريات كرة القدم في إيطاليا، وما إن عرفه المتفرجون بأنه مصري وأنه قادم من مصر حتي هجموا عليه وحملوه علي الأكتاف يهتفون لمصر وللرئيس جمال عبد الناصر، وأعرب كثير من الإيطاليين عن استعدادهم للقتال إلي جانب المصريين ضد العدوان البريطاني وأعوانه.
وكان من جراء ما شاهد من عطف وتأييد لمصر وتعظيم للرئيس جمال عبد الناصر أن وجه السيد أونيج برقية إلي ناصر يهنئه بهذا الشعور الفياض من الشعوب الحرة. فأجابه الرئيس ببرقية تقدير وامتنان. وجدير بالذكر أن راديو بودابست كلف أحد مندوبيه بإجراء حديث مع تاجر المجوهرات المصري الكبير وأذيع هذا الحديث من محطة الإذاعة. وكان مدعاة لتقدير وإعجاب السامعين.
وعندما أعلن أسبوع التسلح في مصر فكر أونيج- شان آخرين كثيرين في مشروع من شأنه زيادة المبلغ المقدم. فزار أونيج الرئيس جمال عبد الناصر وقدم إليه كأسا فضيا وذهبية باهظة الثمن كان قد حصل عليها من المزاد الحكومي الذي بيعت فيه ممتلكات الملك فاروق. واقترح إقامة مباراة كرة قدم علي هذا الكأس بحيث يقدم إيرادها إلي أسبوع التسلح.
.............

تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة