فضاءات سيدي اسماعيل
إعلانات


حقائق تاريخية تنشر لأول مرة: الشيخ سيدي اسماعيل بوسجدة هو ابن السلطان سيدي محمد بن عبد الله العلوي

×××××

بكلمات وهَاجة لعبد الوهاب بنمنصورقال: من الأمور المسلمة التي لا جدال فيها أن تاريخ أي شعب لا يكتبه على حقيقته إلاَ أبناؤه الذين نبتوا في تربته و تربو ا في حضنه و نشأوا على محبته وهواه...فعلم الأنساب هو علم جليل بمثابة النجم الذي يهتدي به الإنسان في ظلمات البر و البحر و العلامات التي يعرف بها تاريخه. ولعل قول عمر رضي الله :"تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم " يحمل في طواياه حكمة بالغة على تعلمه. لأن تشعب الأنساب على افتراق القبائل داخل وطننا العزيز أحد الأسباب الممهدة لحصول الإئتلاف.

فنحن بالرغم من ترعرعنا في حضن وطننا العزيز ونشأتنا على محبته وهواه .لسنا مؤرخين بمنزلة الأستاذ عبدالوهاب بنمنصور وفراسته في سد وملء ثغرات تاريخية بمنطقة دكالة، أخفى عملاء الإستعمار معالمها. ومع ذلك استطعنا من خلال هذا البحث المتواضع كشف النقاب عن ثغرة تاريخية مهمة من تاريخ الدولة العلوية حول منطقة سيدي اسماعيل التي تأخذ موقعا مركزيا داخل خريطة إقليم الجديدة .في شخص رئيسها الشيخ سيدي اسماعيل بن محمد بن عبد الله العلوي .هذه المنطقة التي أسس عليها رباطه الديني من خلال زاويته، التي كانت مهد كل الحركات الجهادية ضد المستعمر البرتغالي بمنطقة دكالة.

وإن حصرنا البحث في الفلك الذي يدور حوله العنوان . لم يمنع ذلك من الرجوع إلى الوراء والبحث في التفاصيل لإنهاء شرخ امتدت فترته قرابة قرنين من الزمن . ساعدنا في ذالك الرواية الشفوية التي كانت بمثابة المهد الحقيقي الذي سهل علينا الدخول في رواق هذا البحث، و من خلال دراستنا لعلم المخطوط الذي لم يترك أدنى شك بصحة الإنتساب وتواجد العلويين بمنطقة دكالة، وباعتمادنا على المصادر التي وثقت تاريخ منطقة دكالة و أعلامها .دون أن ننسى القيمة الفكرية - التاريخية للمخطوط خصوصا أن السلطان سيدي محمد بن عبد الله انتخب سلطانا للعلماء في الفترة الممتدة مابين 1767-1782م.

الشيخ سيدي اسماعيل تأكد لنا بأنه نجل السلطان محمد الثالث عن طريق المشجر وشهرة اسمه الذي أثبتته الوثيقة التاريخية .لقد عرف نسب الشيخ سيدي اسماعيل إشكالية كبيرة بسبب نذرة المصادر الغثة التي تكلمت عنه والتي تدعي بانتسابه إلى الشرفاء القواسم ،دون أن تتحدث عن تاريخه بتفصيل .تحدث عنه الفقيه الكانوني العبدي في كتابه (1)أنه ابو الفذاء اسماعيل بن سعيد بن محمد بن علي المشترائي الدكالي ،وفي روايات أخرى الفرجي الدكالي عوض "المشترائي".وهذا هو الإدعاء القوي الذي بنى عليه الشرفاء القواسم بسيدي اسماعيل انتسابهم لهذا الأخير .ربما كان ذلك زلَة من الفقيه العبدي في أخذه المعلومات عن الشيخ سيدي اسماعيل من طرف أشخاص لا تتوفر فيهم شروط العدالة. وتحدث أحمد لمسيح (2) في سيرته الذاتية عن جده قائلا :بأن له عمومة من قبيلة القواسم المشهورة بتربية الصقور،وجدته أيضا – يتابع قائلا- كلاهما من سلالة سيدي اسماعيل الذي تسمى القرية باسمه .فالكاتب أحمد لمسيًح وإن وظًف تأريخ أجداده في سيرته الذاتية يبقى تأريخا عقيما لا يستند إلى وثائق تاريخية و براهين صادقة تؤكد انتساب أجداده إلى الشيخ سيدي اسماعيل ،ويبقى بذلك حبيس الروايات الشفوية الموروثة التي لا تسمن ولا تغني من جوع.

والحقيقة إنما هو اسم مدغًم لشخصين مجاهدين هما أبو الفداء اسماعيل و سعيد بن محمد بن علي الفرجي الدكالي .هذا الأخير يصل نسبه إلى الشرفاء القواسم بمنطقة أولاد افرج .وهناك توجد زاوية القواسم التي اسسها الشيخ الأستاذ مولاي الطاهر القاسمي المشترائي،التي مافتئت تمارس نشاطها التعليمي في تدريس القراءات القرآنية بمختلف الروايات،وهي تابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية .

إضافة إلى هذا المجاهد الذي ظل اسمه باهتا بسبب اللُبس الذي نسجه الشرفاء القواسم مع الشيخ سيدي اسماعيل ،ظهر إلى جانبه مجاهدين آخرين كالمجاهد القائد محمد بن المعطي التريعي و المجاهد العياشي ،هذا الأخير الذي كبًد المحتل البرتغالي خسائر فادحة في الأرواح والعتاد وذاع صيته وشهرته بمنطقة دكالة .كان تحت لواء الشيخ سيدي اسماعيل .وهذه الحقيقة التاريخية تبين أن الشيخ سيدي اسماعيل من أمراء الدولة العلوية

وقد أثبتتها صفحات المخطوط ومن خلال لقبه (أبو الفداء) بل كان يتولى منصب الخليفة بأمر من السلطان الثالث ، وكان كل المجاهدين بمنطقة دكالة تحت لوائه.

والسبب في خيانة النسب الشريف للشيخ سيدي اسماعيل راجع إلى سببين:

السبب الأول:بعد وفاة السلطان سيدي محمد بن عبد الله ،كان قد تجدد النزاع حول الحكم ،وتعاقب على المغرب سنوات من الجفاف و المجاعات زاد ذالك إلى ضعف أجهزة الدولة وظهرت الفتنة، الشيء الذي دفع الأشراف إلى الإختفاء بعيدا عن مناطق الفتنة ..و الفقيه الغازي (4)ابن الشيخ سيدي اسماعيل خير دليل على ذلك.

السبب الثاني:يرجع إلى الإستعمار الفرنسي ،وذلك حين اعتمدت سلطات الإحتلال الفرنسية سيًاسة القواد الكبار في بسط سيطرتها على المغرب كان نصيب منطقة سيدي اسماعيل من طرف القائد بوبكر القاسمي حيث استغل مكانته في السلطة ونسب الشيخ سيدي اسماعيل إلى الشرفاء القواسم ،مستوليا بدلك على الأراضي السلالية .وشيد بها صفًا من المتاجر بالمركز مازالت تدعى حتى اليوم باسمه "حوانت القائد بوبكر".

وقد عثرنا على مقال إلكتروني (5)موقَع باسم شرفاء زاوية سيدي اسماعيل ،يقول المقال:بأن زاوية سيدي اسماعيل أُسست على يد قاسم بن علي وكان له أربعة أولاد...منهم سيدي بوبكر مؤسس زاوية سيدي اسماعيل .في نفس المقال نلاحظ أن زاوية سيدي اسماعيل تأسست مرتين :مرة على يد قاسم بن علي و مرة على يد القائد بوبكر..من خلال هذا الإرتجال وهذا التناقض حول مؤسس الزاوية ..أن القواسم لا صلة لهم بنسب الشيخ سيدي اسماعيل

والصحيح..أن الشيخ سيدي اسماعيل بوسجدة أو كما يسمونه الشيخ السارية نسبة إلى قيامه و إطالته في السجود. وأبو سجدة هي صفة من الصفات التي تؤكد أنه كان من المتصوفة وكان زاهدا في الدنيا من خلال مرافقته المساكين حسب ما تواتر في الموروث الشعبي "سيدي اسماعيل مول الحوض الزين صاحب المساكين"،هذا الأخير ينتهي نسبه بالضبط والتوثيق إلى العلويين.فهو أبوا الفداء اسماعيل بن محمد بن عبد الله العلوي،وهو يعد من مشهوري النسب لأنه اشتهر بالسيادة وحكمه عند النسابة أيضا سيكون مشهورا من خلال الحقائق التاريخية التي تركها في المنطقة التي تسمى باسمه وسائر مناطق دكالة .وفد إلى هذه المنطقة وكون رباطا دينيا يتجلى في " الزاوية" لتحفيظ القرآن الكريم وتلقين علومه و ممارسة شؤون القضاء .ومن هذه الزاوية كون هذا الشيخ زعامة دينية لمقاومة المستعمر البرتغالي وقد صادفنا في بحث(6) يتكلم عن دور "الزاوية" السياسي في شخص – رئيسها- سيدي اسماعيل أنه كان يقود جيشا قوياً من المجاهدين وصل عدده حوالي ألف رجل.من خلال هذا الجهاد الذي نهجه الشيخ سيدي اسماعيل حتى أصبح بطلا في كل النزالات وشكل بذلك مكمن الخطورة على المستعمر البرتغالي .هذا العدد الذي تحول إلى كتيبة عسكرية تحدث عنه أيضا الأستاذ الباحث عبد الهادي جناح (7)في كتابه عندما تم فتح البريجة على يد السلطان سيدي محمد بن عبد الله واتخذ بها ألفا من العسكر من جنود الوصفان

العدد "ألف" يؤكد بوضوح أن الشيخ سيدي اسماعيل من أمراء الدولة العلوية ، وقد عينه محمد الثالث خليفة على البريجة وسائر قبائل دكالة .

نشأته

الشيخ سيدي اسماعيل نشأ في حجر والده. وإن لم يؤكد الفقيه الكانوني العبدي (8) أن والده هو السلطان سيدي محمد بن عبد الله فقد كان قريبا من الجزْم ،عندما وصف بأن والده كان أحد زعماء حرب البرتغال بالجديدة،وهذا هو المقصد العام من البحث .بسبب قلة المصادر التاريخية .

أما نشأته في حجر والده أكدتها مقالتين :

المقالة الأولى تقول(9) بأن الشيخ سيدي اسماعيل ينحدر من أحواز مراكش ويعد من صلحائها وفقهائها.وتقريبا نفس المعلومة ترجحها المقالة الثانية التي تقول:(10)بأنه كان فقيها عالما درس على يد أئمة كبار بتمحضيت ومراكش.

والمعلوم...أن سيدي محمد بن عبد الله اشتغل في أول الأمر خليفة بمراكش.ومن الطبيعي أن يتولى رعاية نجله على يد فقهاء كبار بمراكش .خصوصا أنه تولى منصب الخليفة لمدة 12 سنة .لأن ولادته كانت سنة 1134 هجرية .ودخل (11) حلبة الحكم والسياسة و عمره 25سنة في تولي المنصب المذكور،يعني كان ذلك سنة1159 هجرية واستمر في منصبه حتى بيعته من طرف أهل مراكش وقبائل الحوز

فعلاقة الشيخ سيدي اسماعيل بالسلطان محمد الثالث هي ثابتة بالوثائق التاريخية

وفاته

لم نقف على تاريخ وفاته .والثابت لدينا أنه توفي ودفن بالمركز وترك ثلاثة أبناء هم :الكامل ولحسن والفقيه الغازي.إلا أن المخطوط تفسر سنة 1200هجرية وهذا يثبت صحة انتسابه إلى السلطان محمد الثالث لأن كل المصادر أجمعت على أن وفاته كانت سنة 1204هجرية.ولكن تسفَر على يد نجله سنة 1274هجرية قبل أن ينتقل إلى الوسيط الثالث .ويكون التاريخ الهجري الأخير هو المرجح في وفاته

المصادر

(1)جواهر الكمال في تراجم الرجال ص80 الجزء الأول

(2)في البحر ذاكرتي ص 25 أحمد لمسيح

(3)كشف الجدور عن ملامح من تاريخ دكالة وسيدي بنور،تقديم الدكتور أحمد العمراني رئيس المجلس العلمي المحلي لسيدي بنور.الكاتب عبد الهادي جنلح منشورات المجلس العلمي المحلي سيدي بنور ص:74

(4)الفقيه الغازي سنتكلم عنه بتفصيل في حلقة مقبلة

(5)موقع سيدي اسماعيل نيوز على الأنترنيت

(6)بحث حول موضوع زيارة الأضرحة بين الأمس واليوم –زاوية سيدي اسماعيل نموذجا- إنجاز مجموعة من الطالبات.تحت إشراف الأستاذ عبد اللطيف درويش.الموسم الجامعي 2011-2012 جامعة شعيب الدكالي كلية الآداب والعلوم الإنسانية

(7) كشف الجذور عن ملامح من تاريخ دكالةص69

(8)جواهر الكمال في تراجم الرجال ص80

(9)مقالة بعنوان :ابن سيدي اسماعيل يعيد إلى التعليم العمومي اعتباره.جريدة المساء الخميس20 سبتمبر 2012

(10)مقالة:سيدي اسماعيل بعين المبدع عزالدين الماعزي ،نشرت في جريدة الوطن الآن بتاريخ 13 أكتوبر2007

(11)سيدي محمد بن عبد الله العالم المجدد مجلة دعوة الحق العدد 291الكاتب محمد علي بن الصديق

مقتطف من بحث بصحة انتساب العليوات إلى السلطان سيدي محمد بن عبد الله العلوي

أنجز البحث: نبيل القاري

الحفيد السادس لسيدي محمد بن عبد الله العلوي


تقييم:

3

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة