فضاءات كفر على غالي

كفر على غالي

فضاء الأخبار والمستجدات

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
maher.mharm
مسجــل منــــذ: 2010-11-20
مجموع النقط: 37.8
إعلانات


كان يا ما كان

مازلت أذكر وجه جدتي وامى وهي تخض اللبن الذي حلبته للتو من بقرتنا ذات اللون الاصفر، ووجه أمي وهي تحمل الخبز الذي أخرجته ساخناً من الفرن البلدى او كما كانو يطلقون علية فرن الخبيز، ثم نجتمع قبل شروق الشمس بقليل كي نتناول فطور الصباح الصحي والمتواضع.واحياننا اخرى كنا نتناول زلك الفطور فى الغيط بين احضان الطبيعة البكر والهواء العليل أتذكر أننا كنا نضحك بمنتهى الأمل والإشراق مثل أعناق السنابل المتمايلة في الحقول الخضراء التي تحف ببيتنا المبنى من الطين ، والذى اصبح فيما بعد بالطوب الاحمردون خوف من الفقر أو المستقبل. من يومها وأنا كائن ريفي بحت لا أتصالح بسهولة مع ضجيج المدن و (درباويتها) وفوضى شوارعها، مع انى اقيم بها الان لظروف عملى وحتى اللحظة مازلت أشم رائحة العشب والذرة تحت أظافري، وأبكي في داخلي على الجنان التي كانت.
اليوم أعيش في المدينة، لكن دون حقول زراعية ودون بقرة ذات اللون الاصفر وفرن خبيز يخرج منه الخبز الساخن. بل أعيش بأعماق مهشمة بعد أن أصبح نصف أحبابي تحت التراب، وأولهم جدتي التي علمتني بهاء الأرض ثم رحلت، وأخذت معها أحلى الأيام والليالي. واحلى الاحباب ابى وامى
الريفيون هاجروا من قريتي والقرى المجاورة الى المدينة كي يتعلم أبناؤهم ويحصلوا على صحة أفضل وفرص وظيفية محتملة، وتكاد أن تنفجر من زحمة الريفيين القادمين من كل مكان، وكلما غادرت أسرة ريفية من مكانها الأصلي غابت مساحة خضراء لاتعوض وماتت شجرة كانت جزءاً من ذكريات الطفولة. هل أبدو حالماً؟ ربما.. لكنني حزين على قرانا وأريافنا التي لم تعد تنتج إلا الغبار وقوالب الحجر. أشعر اليوم بعتب كبير على الناس على على الزمان على الاجيال على التكنولوجيا على التغيير الذى طال القرية من كل شئ وفى كل شئ حتى نتذكركل شئ مرومضى ونرجع ونقول كان زمان

تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة