فضاءات إقدار

إقدار

فضاء الموروث الثقافي الشعبي

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـجماعة
حفيظ لكزيز
مسجــل منــــذ: 2013-05-03
مجموع النقط: 0.6
إعلانات


" تلس " او " الدزازا " عرف امازيغي عريق :

نبذة عن نموذج من التراث الامازيغي الاصيل :
تحرير المقال : معاد وشطين
كاميرا و تتبع : حفيظ لكزيز ( يتعذر نشر الفيدو حاليا )
" تلس " او " الدزازا " عرف امازيغي عريق :
في بداية فصل الربيع حيث ترتدي الطبيعة جلبابها الاخصر و تكسى الجبال بستى صنوف الالوان, يطلق موسم " تلس " (الدزازا), انه ذلك العرف الاصيل من التقاليد الامازيغية بامتياز, انه ليس موسم حصاد القمح او قطف الثمار, بل هو موسم حصاد بطريقة متباينة تماما, ففيه يتم حصد صوف الغنم من طرف مختصين في هذا المجال, حيث تبرع دقة المقص بين اناملهم و يرتاح الكبش او الخروف... بين احضانهم, فيطرب كل من في الاصطبل بلحنهم, انهم " اجلامن " اولئك الوائي يرافق دقات مقصاتهم صوت التهاليل و التكبير لله عز و جل و انشاد اناشيد الفرح و الرخاء التي تلقى بلحنهم المتمير الخاص, فسرعان ما تعلوا الزغاريد و تهب الافراح في كل اتجاه, ويسمى صوف كل كبش...بعد قصه ب" اليس " حيث يجمع و يربط كل واحد على حدى.
في صباح يوم " تلس " تعد نساء المنزل " ترفيست " انها قطع من الخبز المقلي رفقت اعشاب و نكهة امازيغية عريقة, تاخذ شكل (الكسكس) فتتذوق و تتلذذ الملاعيق الطبق و تكاد تجن مكن حلاوته, و تتهامس كؤوس الشاي و تدور اطباق الحلوات بمختلف انواعها.
بعد الفطور يبدا " اجلامن " في عملهم و ينهمك رجال المنزل في اقامة " اخام " الخمة التي ستستقبل الضيوف و الاحباب, كما يقومون بذبح بعض الاكباش و اعداد " توثلوين " او (القطبان), هنيهات قليلة فيحج الجيران و الاحباب و الصيوف...الى المنزل, فتدمدم الاطباق المشوية و يحمل سحرها كل القرية على جناح الحب و فوق بساط الاواصر الاخوية المتينة نحو منزل الحدث, وبعد الغذاء تصهل الخيول, و يطلق العنان لصوت البارود باجتماع الاحباب و احياء تقليد اصيل بكل خصائصه و مميزاته الخاصة, دون نقص او زيادة, فمن هنا تبدا دورة الحياة و يحاك سيناريو الواقع الامازيغي الجميل.
انها امور كثيرة ليست بالمستحدثة, فنحن وسط شعب السخاء و الكرم و حسن الضيافة...- الامازيغ - .
يستمر حفل الدزازا ليوم كامل فبعد اسعراض الخيول , يحج القوم مرة اخرى نحو الخيمة, هذه المرة للاستمتاع بالصور الشعرية, حيث يرقى الحرف الامازيغي ويفتح امام المستمعين باب الخيال بطريقته الجذابة الكاريزمية, فتصاغ الانطباعات و العواطف كباقة ورود بمختلف الالوان و اطيب الروائح و كذلك هي الكلمات و المعاني بين روعة المعنى و جزالة اللفظ, انهم الشعراء الامازيغ " انشادن ".
هكذا يكون " اجلامن " قد انتهوا من قص صوف القطيع, وقبل ان يتجه هذا الاخير صوب المراعي, تقوم النساء برشه بماء الصابون, ذاك الذي استعمله " اجلامن " في قص الصوف, كي لا يؤثر المقص سلبا على جسم اللكبش, ثم تطلق رصاصتان في الهواء, فيتناثر القطيع خوفا...كلها تقاليد امازيغية مستورثة ابا عن جد لتبقى شامخة تشهد عليها كتب التاريخ الامازيغي العريق , وتورث من جيل عبرجيل...
عند حلول المغرب, يسود السكون القرية فيغازل ضوء القمر الجلباب الابيض الناصع الجديد الذي ارتداه جل قطيع الغنم, ليصحوا في الغد بحلة انيقة جديدة, ويدعون بها عند التلاقي قطيع الجيران ليطرقوا باب " تلس " ليحل " اجلامن " صيوفا عليهم و ليتخلصوا بدورهم من حرارة الصوف باقتراب الصيف.

تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة