فضاءات الاحراز

الاحراز

فضاء القرآن الكريم والسنة النبوية

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
ناصر قطب محمد سليمان
مسجــل منــــذ: 2010-10-19
مجموع النقط: 52
إعلانات


حكم رفع اليدين في الدعاء

ما حكم رفع اليدين في الدعاء في صلاة الجمعة؛ وذلك بين الخُطبتين وفي آخر الخُطبة الثانية؟
*الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد..
فإن رفع اليدين في الدعاء سنة من أسباب الإجابة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن ربكم تبارك وتعالى حيِيٌّ كريمٌ يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرًا" (أخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجة وصححه الحاكم).
وللدعاء آداب كثيرة؛ أهمها طيب المطعم، وحِلّ المال، وقد ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل يُطيل السفر أشعث أغبر يمدُّ يديه إلى السماء: يا رب يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وقد غُذي بالحرام، فأنَّى يُستجاب له!.
وهذا الحديث رواه مسلم في رفع اليدين، وثبت في صحيح البخاري باب بعنوان (رفع اليدين في الدعاء)، وساق فيه مجموعة أحاديث؛ منها: قال أبو موسي الأشعري: دعا النبي صلى الله عليه وسلم ورأيتُ بياض إبطيه.
ورفع اليدين يكون إلى حذو المنكبين، وقيل إلى حذو الوجه، وقيل إلى حذو الصدر، وعند الإلحاح والابتهال والضراعة يجاوز بهما رأسه، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم رفع يديه يوم بدر يستنصر الله على المشركين حتى سقط رداؤه عن منكبيه، ولا بأس بهذه الصور كلها.
وأما مسح الوجه فمشروع تبرُّكًا بما قد يحلُّ فيهما من رحمةِ الله تعالى، وفي حديثٍ عن ابن عمر قال: كان رسول الله عليه وسلم: "إذا رفع يديه في الدعاء لم يردهما حتى يمسح بهما وجهه".
لكن لا يشرع رفعهما في المواضع التي وُجدت في عهد النبي صلي الله عليه وسلم ولم يرفع فيها، كأدبار الصلوات الخمس، وبين السجدتين، وقبل التسليم من الصلاة، وحين خطبة الجمعة والعيدين؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرفع في هذه المواضع، وهو عليه السلام الأسوة الحسنة فيما يأتي ويذر، لكن إذا استسقى في خطبةِ الجمعة أو خطبة العيدين شُرع له رفع اليدين، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم.
أما الصلاة النافلة فليس هناك مانع من رفع اليدين بعدها في الدعاء عملاً بعموم الأدلةِ، لكن الأفضل عدم المواظبة على ذلك؛ لأن ذلك لم يثبت فعله عن النبي صلى الله عليه وسلم ولو فعله بعد كل نافلةٍ لنُقل ذلك عنه؛ لأن الصحابة رضوان الله عليهم قد نقلوا أقواله وأفعاله في سفره وإقامته وسائر أحواله صلى الله عليه وسلم.
هذا، والله تعالى أعلم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة