فضاءات الاحراز

الاحراز

فضاء القرآن الكريم والسنة النبوية

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
ناصر قطب محمد سليمان
مسجــل منــــذ: 2010-10-19
مجموع النقط: 52
إعلانات


حكم المظاهرات في الإسلام

ما حكم المظاهرات في الإسلام؟ وإذا كانت حلالاً فما الدليل على ذلك؟
المظاهرات أحد أشكال التعبير الجماعي عن الرأي العام للأمة في قضيةٍ من قضاياها، ومعناها يظهر في اسمها؛ فهي مظاهرة أي مفاعلة لإظهار الرأي العام للأمة وإيصاله إلى ولي الأمر ليقوم بتنفيذه والاستجابة له، وقد اتخذ العالم المعاصر المظاهرات لهذا الهدف، ولحمل أولي الأمر على تلبية رغباتهم والاستجابة لما يريدون.
والإسلام من ناحيته يُرحِّب بالمظاهرات في حدود هذا المعنى؛ لبيان الرأي العام للأمة في قضيةٍ من قضاياها، وخاصةً إذا تعلَّق الأمر بمصلحة الأمة وقضاياها المصيرية، مثل: قضية فلسطين، وقضية (غزة خاصة) وقضية العراق، وغيرهما، هنا يجب على الأمة المسلمة أن تنتفض وتتظاهر وتفعل شتَّى الوسائل بما يبيِّن رأيها ويحمل أولياء الأمر على تنفيذ رغبتها، ويبعث الرعب في نفوس المعتدين، فيكفوا عن اعتدائهم.
بل أقول: إن المظاهرات بهذه الكيفية نوعٌ من الجهاد في سبيل الله ونصرة لإخواننا المظلومين، ولإعلام العالم أن الأمة الإسلامية لا تزال بخير، وأن أبناءها في رباط دائم واستنفار مستمر؛ لا ينقصهم إلا مَن يناديهم للجهاد باسم الله فيسارعون إلى الجهاد حبًّا ورغبةً في الشهادة في سبيل الله.
وهذا ما يغيظ الأعداء، ويلقي الرعب في قلوبهم، ويحملهم على مراجعة أنفسهم، والله تعالى يقول في مدح الذين يسيرون سيرًا أو يعملون عملاً مشروعًا يغيظ الأعداء وقد وعدهم بالثواب الجزيل، يقول الله تعالى: ?وَلاَ يَطَئون مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلاً إِلاَ كُتِبَ لَهُمْ به عَمَلٌ صَالِحٌ? (التوبة: من الآية 120).
فالإسلام يُرحِّب بهذه المظاهرات لهذا الهدف وبهذه الكيفية بشرط مهم لا يجوز إغفاله، وهو أن تكون المظاهرات سلميةً لا عدوانية، أما إذا حدث فيها تخريب للمحلات العامرة وإفساد للمرافق الصالحة فهي ليست عملاً مشروعًا ولا عملاً وطنيًّا، بل إفساد في الأرض، ذكره الله من عمل المشركين ونهى عنه نهيًا جازمًا في قوله تعالى: ?فاذكروا آلاء الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين? (الأعراف: من الآية 74)، وقال سبحانه ?ولا تبخسوا الناس أشيائهم ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها? (الأعراف: من الآية 85).
والنبي- صلى الله عليه وسلم- يقول: "لا ضرر ولا ضرار" (أخرجه أحمد وابن ماجه وغيرهما).
فإتلاف الممتلكات وتخريب العامر لن يحرِّر أرضًا ولن يهزم عدوًا، بل هو إفساد في الأرض يفسد على الناس مصالحهم ويوهن الأمة ويخدم الأعداء.
أسأل الله تعالى أن يُمكِّن لشرعه أن يسود، ولكتابه أن يحكم، وألا يجعل للظالمين ولا الكافرين على المؤمنين سبيلاً.
والله تعالى أعلم.


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة