فضاءات الحاجب (البلدية)

الحاجب (البلدية)

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـجماعة
معاد وشطين
مسجــل منــــذ: 2013-04-13
مجموع النقط: 4
إعلانات


مقتطف من مقال تحت عنوان: " بالهوية: ننتمي او نتنكر ! "

بقلم: وشطيـــن معــــاد
بين أيدينا مقتطفات ملخصة من بعض العناوين الكبرى للمقال :
العرب و التبعية الغربية : ان الفكر العربي الاسلامي طالما كان مظهر حيوية الأمة و انعكاسا لقدراتها على الفهم و التحليل و الإبداع و استخلاص الدروس و العبر...وهو ايضا معيارا لسلامتها و عافيتها و صلاحيتها لان تقود نفسها في دروب الحياة, و مقياسا لاستطاعتها على الصمود الذاتي في وجه المؤامرات و التحديات و ضروب شتى من المكر و الكيد, فكما قال "بولون" في شهادته على العرب :
" لاترى في التاريخ امة ذات اثر بارز كالعرب ,فجميع الأمم التي اتصل العرب بها اعتنقت حضارتهم ولو حينا من الزمن, و لما غاب العرب عن مسرح التاريخ ,انتحل قاهروهم كالمغول تقاليدهم و بدوا للعالم ناشرين لنفوذهم......اجل لقد ماتت ,حضارت العرب منذ قرون, لكن العالم لا يعرف اليوم في البلاد الممتدة من سواحل المحيط الاطلسي, الى الهند و من البحر المتوسط الى الصحراء غير اتباع النبي و لغتهم "
اما الفكر الغربي الجديد الذي اصبح غازيا للشعوب عوض ان تكون الافكار العربة هي الغازية, بحكم مكوناتها, مقوماتها و مؤهلاتها لكن ذلك الدخيل هو بالفعل مولود من البئة الروحة و التقاليد
البشرية و هو صادر عن رغبة فئات المجتمع- بل شبابه بشكل خاص- الذي يراه و بشكل خاطئ تقدما و تطورا نحو الافضل و بايمانه به و بالتحرر و بثقته في المستقبل, في حين تركت الثقافة الفكرية العربية جانبا متخلى عنها.
كل هذا يوجب اعتبار تنقية كتبنا و مناهج تعليم ابنائنا من بصمات المسخ الفكري الغربي مرحلة ضرورية. فها قد تخلت معظم البلدان العربية بضغط من الدول الاجنبية على"" القوانين الشرعية"" التي كانت تحكم بلداننا, ذلك لتبني "قوانين دولية" عوضها-... تفرض التقليص من ساعات مادة" التربية الاسلامية" لنجهل ديننا , ثم فرض تعلم مادة التربية الجنسية- لتصبح القوانين الدولية تلعب كما تشاء باحوالنا و ديننا .
.. و لكن قبل ذلك يجب تطهير اعماقنا من ذلك الاحساس الذي يهمس بان الغرب افضل من العرب, و ان هؤلاء الاخيرين الحقوا بهزيمة فكرية دائمة.كما يجب تنقية حياتنا و سلوكنا من تاثيرات تلك الهزيمة الوهمية, تلكم معركة لابد من أن نخوضها يوما و نكسبها.قبل ان تجرفنا رياح الاغتراب الغاتية كما جرفت مثقفين عدة من انتنا .
و الحقيقة ان هذا التقليد للغرب ليس سلوكا تلقائا من جانب الناس فحسب,.بل الى جانب التغريب الذي غزا مجتمعاتنا العربية .كان بفعل مخططات وجهت نحوها لاجتثات ما بقي في البيت العربي من اي اثر قومي قديم, الى جانب تيارات الفكر الغربي الذي حمل لواءه بعض العربين, فان نخبة من امثقفين العرب ممن رضعوا لبان الثقافة الغربية سمينها و غثها كانوا خير رسل لنشر ما ريد الفكر الدخيل ,فمن رافض لكل تراثنا بما فيه الى جاد باحث لربطه و تلقيحه بفكر الغرب, الى صاحب نظرات تلفقية يتقن فن المزج و الخلط و التمشيط, فكتاباتهم التي تساهم ايضا في تمجد الغربي و ترغيب القراء و المهتمين بهذا الامر الذي امسى حدث العصر, تذوقوا طعم ذلك الفكر الاجنبي فرغم تشبث "طه حسين" بعروبته و تنشيط ثقافتها بكتاباته الضخمة و مساهمته في الرقي بها فقد كتب في الثلاثنات: " ان نسير سيرة الاوربين و نسلك طريقهم ".
نذكر كتاب "" مصير الانسان الغربي و كتاب "" طبعة الانسان و مصيره- و لكن وبكل اسف نجد كل هذه الكتب لاتتحدث الا عن مصير ذاك الانسان الغربي , وكان الكرة الارضية لا عيش فوقها الا هو, لكن خلافا لذلك فهناك من يهتمون بالفكر العربي و يجاهدون باقلامهم دفاعا عنه, نذكر المفكر المغربي "عبد الله العروي" بمؤلفه"" العرب و الفكر التاريخي"" يدعو الى ضرورة و وجوب اجتثاثنا للفكر السلفي - بمعنى التراث الاسلام- من محيطنا الثقافي"كشرط أساسي للتقدم و الازدهار...
التخلي عن الإسلام الثقافة العربية التراث الأصيل أدى إلى لتحول إلى هامش حضاري للمركزية الغربية وهو الضمان لبقاء التبعية لهذا المركز :
إن التراث العربي الأصيل كان تيارا متدفقا مستمرا بين أجيال الأمة, يربط بعضها ببعض, ويشد بعضها إلى بعض لا ينفصل عنها و لا تنفصل عنه, هذا هو مفهوم التراث الحقيقي.
إن القضية هنا مرتبطة ببذل المزيد من المجهودات للارتفاع فوق ذواتنا ومغالبة النفس من أجل الإنعتاق من الأهواء و النزاعات التي تشدنا, بل و تجعلنا نسير في ركب التبعية و التقليد, و لاشك أن هذا ساسا يتوقف على مدى استيعابنا لواقعنا و للمحيط الذي نتحرك داخله و التزامنا بالمنهج الذي لا يتعارض مع أصول عقيدتنا و مبادئ ديننا, الذي هو بخصائصه بروحه وبطبيعته قادرا على إثبات ذاته وفرض وجوده بالحق و العدل و المسؤولية و بقدر أوفر من الرشاد و السداد و الوعي.
إن أكثرنا يتنادى بلغة الغرب ويتبادل تحياتهم ويرتدي مثل ثيابهم ويحتفل بأعيادهم والكل يتبع تقويمهم ويقلد مساكنهم ومعيشتهم حتى يستبدل فكره من العربي لأصيل إلى الأجنبي الدخيل ويبدل إسلامه الوسطي المعتدل بالتحرر وشتى أشكال الفساد الذي صكه الفكر الغربي في شخصه.
فحين تدخل بيت أجنبي مقيم بإحدى البلدان العربية تجده يعيش داخله جوا عربيا أصيلا, وهو نفسه الذي يدرك كل الإدراك لقيمة التراث العربي, أما حين تدخل بيت عربي في دولة عربية تجده يتفاخر بكونه جعل من منزله قطعة من أوربا...!!!
سواء بالآثات أو بطريقة البناء أو اللوحات التشكيلية الإيطالية التي يدفع فيها أموالا طائلة ,والكريستال المقتنى من هنا و هناك...هكذا أصبحت الأفكار الغربية غازية للأمة بكل يسر.وقبل أزيد من عشرين عام, كتب المفكر الجزائري "ملك بن نبي" بعد أن لاحظ كل شيء في بيته غربي ب?ستثناء "القلة" ( إناء من الفخار لشرب الماء) كتب الرجل يقول "إن كلما ساهمنا به في الإطار العربي الذي نعيشه اليوم هو "القلة"والقلة فقط ..!" وقال أيضا "....إن كل مجتمع فقد حضارته يفقد بذلك أصالته في التفكير أو السلوك أمام أفكار الآخرين.."
وقديما انخلعت تركيا من الجذور الأصلية و ذابت في غيرها: في الشكل و المضمون.فماذا حدث ؟؟
إن الهزائم الداخلية نتيجة الصراعات العسكرية بينها وبين بعض الدول, التي أفرزت داخلها حالة من فقدان الذات... فبدل أن تتجه تركيا إلى استعادة الثقة لكسب الذات وتكثيف الجهود. لجأت إلى كثير من النشوة والضياع لهذه الذات فلا أجد ما أصف به ذاك الشتات إلا ما قاله أحد المدربين للجيش التركي كما جاء في كتاب" الإسلام و الحضارة العربية "لمحمد كرد علي يقول المدرب " أصبح الجيش التركي على مثال الجيوش العربية من حيث التنظيم ولكن معاطفه روسية ،نظامه فرنسي، بنادقه بلجيكية،عمائم أفراده تركية،سروجه مجرية،سيوفه إنجليزية و معلميه من كل أمة...!!"
وكان هذا المدرب أماني الجنسية و اسمه "مولتكه".
وهنا يظهر بوضوح تام مدى الترقيع الذي تعرضت له تركيا العالم الإسلامي لستة قرون آنذاك أغطية الرؤوس هي التركية أما الكيان فهو مرقع قطع موصلة من هنا و هناك.........
وعلى نفس الدرب سارت إيران أيضا حتى صادمت أمامها واقع الإنحياز للغرب .ولكن الثورة الإسلامية الكاسحة حققت انتصارا محسوسا ذلك ب?لتفاف الجماهير حول قيادتها. وبذلك نفذ أكثر الباحثين و المعلقين لهذا الموضوع أن إيران ?استردت هويتها المغتصبة منها وعثرت على ضالتها ذاتها- بعد ضياعها.
كما ?انتشرت محاولات تغريب الشعب الماليزي لضمه الإسلام باكرا حيث وضعت السلطات البريطانية سياسة مدروسة و مبرمجة بهدف تغيير المجتمع الماليزي إلى هامش غربي ففرضت القوانين الكفيلة بتهميش دور الدين و الحد من نشاط المسلمين و العلماء في مجال التعليم وفرض ?استخدام اللغة الإنجليزية في المعاملات الرسمية و تطبيق القوانين البريطانية في المحاكم المدنية والإدارات العامة و إحياء التقاليد المسيحية فو مراسيم الدولة في المناسبات العامة و الخاصة و إعطاء تسهيلات كبيرة جدا لإقامة المدارس و الكنائس المسيحية...
ثم في السبعينيات ?زدهرث حركة الدعوة الإسلامية بين الطلاب و المثقفين وظهرت العديد من الجمعيات و المنظمات الإسلامية الماليزية و حركة الشباب الإسلامي ...ولا تمر مناسبة دون أن يؤكد الشعب الماليزي ?انتمائه للعالم الإسلامي هذا العالم الذي نسج علاقات متينة مع معظم بلدانه فأعلنت أغلب المنظمات الماليزية مقاطعتها للبضائع الأمريكية بجميع أنواعها ?حتجاجا على التأييد الأمريكي الامحدود للمجرمين الصهاينة.

تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة