التدبير التشاركي هو الحل
باسم الله الرحمن الرحيم . لا يختلف اثنان في الدور الذي يلعبه العمل الجمعوي في تعزيز التنمية المحلية. ولكن للأسف الشديد لا تزال شرائح اجتماعية كبيرة في مناطق كثيرة من الدول العربية تعاني ازمة الوعي بالعمل الجمعوي - طبعا من غير ان نعمم- ولا بدع في ذلك لان المنظومة الاجتماعية ونمط العيش لدى غالبية الافراد في الوسط القروي خاصة يعتمد على ما تدر به عليه الطبيعة بلا واسطة ، فاصبح لا ينتظر من الدولة اي شئ بل العكس هو الذي يؤدي الضرائب والاتاوات سواء اكان فلاحا او تاجرا... صغيرا ام كبيرا ...لكن المخزن اليوم عاهد على نفسه ان يتحمل عبء التكاليف المادية بحجة الفقر وتوالي سنوات الجفاف وقلة فرص العمل ...تحت يافطة ما اصطلح عليه التنمية البشرية ....وهو لا يدري انه بذلك قد ساهم في تكاسل الفئات النشيطة في المجتمع ، ليصبح هذا المجتمع الخلاص الوحيد والملاذ الاخير للاحتماء من شبح الفقر والبطالة كما لو ان البلد تمنعت اراضيه الفلاحية وغارت ونضبت عيونه وتعطلت مصانعه وتجمدت بحاره ومحيطاته....ومن حدق ببصره وجال بنظره سيجد ان المصانع احياها الاوربيون بعد شرائها من اصحابها ونقبوا على المياه فاستخرجوها وطوروا الفلاحة ونشطوا التجارة الى بلدانهم ...في الوقت الذي تسلل الكثير من ابناء شعوبنا الى بلدان الغرب بحثا عن حياة افضل !!!! وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا. لكن الذي حصل هو العكس اذ لو بقوا متشبثين باراضيهم وانخرطوا في اعمال تشاركية حقة مع الهيئات المحلية والوطنية ودبروا امورهم بتعقل وروية وحاربوا الفساد واقتصاد الريع في الاجهزة المتحكمة وتوزعت الثروات بالعدل وسنوا نظاما اقتصاديا يراعي كل الفئات في الانتاج والاستهلاك ......لكانت النتائج حسنة