فضاءات الجمعة بني حبيبي

الجمعة بني حبيبي

فضاء أعلام ورجالات وعوائل

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
Hicham
مسجــل منــــذ: 2013-02-09
مجموع النقط: 1.2
إعلانات


محمد بن فيالة

مقدمـة إن ثورة عام 1871م في منطقة باتنة والشمال القسنطيني هي امتداد لثورتي المقراني والشيخ الحداد اللتين تعتبران من أهم الثورات الشعبية ما قبل ثورة نوفمبر 1954 م، وإن هذه الشخصية التي نحن بصدد الحديث عنها تعتبر من أهم أقطاب هذه الثورة، وإنه لمن المؤسف أن تتغافل الجهات الرسمية المعنية بالتاريخ عن البحث ودراسة حياة هذه الشخصية ومدى تأثيرها في المقاومة، فلا يكاد يُعلم لها خبر في مصادرهم، على العكس تماما من المستعمر الذي كان يذكرها في كل تقاريره الخاصة بثورة 1871م.
يقول علي خنوف في كتابه القيّم "تاريخ منطقة جيجل قديما وحديثا" في الصفحة 195 "سي محمد بن فيالة: تقول عنه التقارير الفرنسية أنه أخطر ثائر في المنطقة الشرقية، وقد ذكر اسمه في كل المحاكمات التي جرت بعد فشل الثورة، وهو مقدم زاوية سيدي وارث قرب سوق الجمعة، كما عمل قاضيا لعرش بني حبيبي"، وقد أسهب المؤلف في ذكر أحداث ثورة 1871 م في منطقة جيجل والشمال القسنطينيي بقيادة كل من القائدين محمد بن فيالة والحسين بن أحمد، وإنه لمشكور على مؤلفه القيم.
نسبه القائد محمد بن فيالة هو محمد بن بلقاسم بن إبراهيم بن عبد القادر بن مبارك بن أحمد بن محمد بن مبارك المجذوب بن أحمد بن الصالح بن محمد بن أحمد العابد بن علي بن محمد بن عبد الرزاق بن علي بن عبد الصمد بن علي بن سليمان بن منصور بن عبد الصمد بن عبد السلام بن مشيش بن ابي بكر بن علي بن محمد المدعو حرمة بن عيسى بن سليمان الملقب سلاَّم بن مزوار بن علي الملقب حيدرة بن محمد بن ادريس الاصغر بن ادريس الأكبر بن عبد الله المحضر بن الحسن الاصغر بن الحسن السبط بن [[علي بن ابي طالب] يعود نسبه للسيد سماعيل بن فيالة ابن مسعود
ولادته ونشأته
جبال بني حبيبي، منشأ محمد بن فيالة ونقطة انطلاق ثورته
ولد محمد بن فيالة نحو 1827م في منطقة قبائل بني حبيبي إحدى مناطق الشمال القسنطيني (جيجل حاليا) قرب مصب وادي الكبير، وكانت عائلته صوفية متدينة توارثت الفقه والعلوم الدينية أبا عن جد، فكان لابد أن ينشأ نشأة العالم المتدين الذي يحظى بتقدير واحترام القبائل، هذا وقد زاد من سطوع نجمه تمرسه في ركوب الخيل والمبارزة منذ صغره، ثم اتقانه استعمال الأسلحة النارية التقليدية المتوفرة في ذلك الوقت، فكانت له كل المؤهلات لأن يكون الرجل القائد ذو المكانة الخاصة بين قبائل المنطقة، وفي فترة مبكرة من شبابه زار البقاع المقدسة لأداء فريضة الحج وبعد عودته تولى القضاء وتسيير شؤون الزاوية التي حملت اسمه بعده، لكن وبسبب سيطرة المستعمر الفرنسي على معظم مناطق القبائل الصغرى والظلم والتنكيل الذي كان يتلقاه الاهالي تشكلت لمحمد بن فيالة روح جهادية كبيرة وعزيمة على محاربة وطرد هذه القوة المسيحية الغازية وتطهير أرض الإسلام منها.
ثورته في 16 مارس 1871م اندلعت ثورة المقراني، وتدعمت بإعلان الشيخ الحداد والاخوان الرحمانيين الجهاد في 8 افريل من نفس السنة، وانتشرت هذه الثورة بشكل سريع في مختلف مناطق الشرق الجزائري فكان لابد لمحمد بن فيالة أن يكون حامل لواء هذه الثورة في مناطق الشمال القسنطيني، ولما كان قد تسلم في وقت سابق بعض الاموال من حاكم ميلة بعد أن تم تهريبها من خزائن باي قسنطينة قبيل الزحف الفرنسي على المدينة، أعلن الانضمام للثورة في 20 جوان 1871م، وبدأ في تشكيل جيشه وطلب مساندة شيوخ القبائل واستطاع بالتنسيق مع الحسين بن أحمد اليدري (مولاي الشقفة) من توحيد صفوف المقاومة وكسب تأييد كل من الشيخ اعمر بن رفاس من قبائل بني مسلم وإبراهيم بن عمر من قبائل بني عبيد والشيخ صالح بن صويلح من قبائل بني فرقان.
بدأ محمد بن فيالة عملياته الجهادية بالهجوم على القافلة العسكرية الفرنسية بتاريخ 4 جويلية 1871 م، لتتوسع على نطاق كبير في منطقة جيجل، حيث وقع الهجوم على مدينة جيجل في 4 جويلية من نفس السنة وألحق الثوار بالقوات الفرنسية خسائر بشرية ومادية معتبرة، ومنها انتقلت الانتفاضة إلى شمال منطقة الميلية، قام إثرها الثوار بالهجوم على القوات الفرنسية المرابطة فيها. بعد ذلك بدأت عملية التوعية بضرورة توسيع المقاومة إلى مناطق أخرى فمن سكان عشيش وبني قايد العقيبة إلى بني تليلان بالماء الأبيض، وقام محمد بن فيالة بمراسلة شيوخ وسكان هذه المناطق لحثهم على حمل السلاح وتخريب المنشات الاقتصادية التي أقامها العدو الفرنسي حيث تم تخريب السكة الحديدية الرابطة بين منطقة سكيكدة وقسنطينة وتعرضت القرى التي انشأها المعمرون بدورها إلى الحرق والتخريب، وفي 27 جويلية 1871 م خاض القائد محمد بن فياله مع الحسين بن أحمد معركة كبيرة ضد قوات العدو الفرنسي هاجموا خلالها منطقة ميلة وأتلفوا مزارع المعمرين، ونتج عن هذه المعركة التي وقعت في وادي شرشار وقوع خسائر كبيرة في صفوف العدو الفرنسي.
عاد محمد بن فيالة إلى مسقط رأسه قبائل بني حبيبي وأتى مع قواته على حرق مزارع المعمرين وغابات وادي الكبير ووادي زهور ومع بداية شهر أوت من عام 1871م، خاض مع الحسين بن أحمد عدة معارك ضارية ضد القوات الفرنسية التي كان على رأسها كل من الجنرال دو لاكروا والضابط اوبري. لينتقلا بعدها إلى مناطق أخرى لتوسيع الانتفاضة، حيث وصلا بقواتهما إلى عين النخلة ثم فج بينان ومنها إلى جبل سيدي معروف وجبل قوفي.
اعتقاله في يوم 21 اوت 1871م وبمساعدة بعض الخونة باغتت القوات الفرنسية القائد محمد بن فيالة وهو في مقر زاويته وطوقت المنطقة وتمكنت من القاء القبض عليه واقتادته أسيرا إلى سجونها، وقد تعمدت سلطات الاحتلال الفرنسي طمس هذه الشخصية التاريخية وقطع أخباره، فلا يُعلم عنه شيء منذ اعتقاله إلى اليوم إلا بعض الأخبار غير الأكيدة التي رُوجت أثنائها تقول أنه حُكم عليه بالاعدام لكنه توفي في السجن قبل تنفيذ الحكم.
بيت محمد بن فيالة لا يزال قائما إلى اليوم في بلدية الجمعة بني حبيبي، ولاية جيجل
هذه بعض مقاطع قصيدة رثائية نُظمت في القائد محمد بن فيالة بعد اعتقاله:
يبكيو أحمد وابراهم والغربية معاهم، يا ربي تكون معاهم والناس لملاح، يبكيو على باباهم في الحبس اْلتاح
غزالة يا الزينة وقفت فالباب، والحرقة دي الغزالة كي دي الكباد
الله الله ربي واللوح المحفوظ، يبكيو على باباهم فالجنة محطوط
تبكي يا الشريفة على باهي الصفة، وسيدي محمد والسرج والقطيفة
تبكي يا عيشوش وخلخالك منقوش، بالفضة مرشوش للكعبة ينادي
تبكي يا زينب على زين المركاب وسيدي محمد على قشّو يرطاب.
المصدر: ويكيبيديا

تقييم:

4

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة