سيدي هاشم بن محمد بكري من سلالة سيدي أمحمد بن إبراهيم الشيخ التمنارتي، ولد بقريته تيسلان وبها نشأ وترعرع، فحفظ القران الكريم ثم انتقل إلى مدرسة تنكرت بافران لأخذ العلوم الشرعية واللغة والأدب عن احد أبناء عمومته العلامة الأديب سيدي الطاهر الافراني وذلك سنة 1333هـ ومكث بها مدة غير يسيرة ، وقد كان له إلمام بالأدب رغم انه لم يصل إلى منزلة الأدباء الافرانيين وقد خاطبه العلامة المختار السوسي وهو مازال طالبا بمدرسة تنكرت فقال:

إذا شئت أن تحظى بغير المكارم ====وان تبصر المحظوظ بين الاكارم

فزم الرحال واحدونها لحضرة ==== ترى افقها الوضاء طلعة هاشم

وخاطبه أديب بويزكارن مولاي عبد الرحمان فقال:

سلام كما فاحت زهور الكمائم ==== على حبنا الصافي للمودة هاشم

وبعد فقصد العبد من محض جودكم====دعاء به يحظى بشوش المكارم

وقد كان سيدي الطاهر الافراني يعاتبه كثيرا على عدم جديته في الدرس والتعلم و الحفظ، وقد عاد إلى بلدته وترك الدراسة واهتم بشؤون أسرته و زاويته وأصبح من أعيان قبيلته، فكانت له كلمته المسموعة يستقبل المريدين و أبناء السبيل بزاوية تيسلان التي لها إشعاع كبير في ذلك العهد، وقد اغتيل في الطريق من طرف احد قطاع الطرق من أبناء بلدته والمعروف ب"اوباها" وسرق خنجره حوالي سنة 1341هـ، وقتل قاتله بفج تيمسورت بعد ان طعنه احد تجار القطران الرخاوين المسافرين إلى موسم اسرير بخنجر وهرب واجتمع عليه رجال تيمسورت وبعض ايت رخا فقتلوه ورجموه هناك

قال عنه المختار السوسي في كتابه المعسول الجزء السابع صفحة 59 " ثم انه بعد ان غادر المدرسة اقبل على الرئاسة والقى اليراعة والمحبرة وحالف مناغاة البندقية حتى سقط قتيلا بيد احد الفتاك اغتاله في طريق تحو 1340 هـ او بعد ذلك بقليل، ثم قبض الله من اخذ بثأره من ذلك الفاتك فدانه بما دان به، فسقط ايضا غيلة في بعض المقاول، فأنال القائد المدني اخذ الثار جائزة كبرى" .