فضاءات مشطا

مشطا

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
على الشناوى
مسجــل منــــذ: 2013-01-15
مجموع النقط: 18.4
إعلانات


حديث الرئيس جمال عبد الناصر مع الصحف والتليفزيون الألمانى الغربى حول موقف مصر من صفقة السلاح الألمانية لإسرائيل 20 فبراير 1965م

- سؤال: ما هو سبب هجومكم الشديد على شحنات الأسلحة التى أرسلتها ألمانيا الغربية لإسرائيل، فى حين أن هناك دولاً أخرى ترسل الأسلحة إليها؟
* الرئيس: إن الأسلحة التى أرسلتها ألمانيا الغربية لإسرائيل كانت هدية، ولم تكن صفقة تجارية.
- سؤال: ما هو السبب الذى دعاكم إلى اختيار هذا الوقت بالذات لدعوة "الهر فالنر أولبريخت" لزيارة الجمهورية العربية المتحدة، فى حين أن سر معونة الأسلحة الألمانية الغربية لإسرائيل كان معروفاً من قبل؟
* الرئيس: إن الجمهورية العربية المتحدة كانت تعتقد فى بادئ الأمر أن تلك المعونة مقصورة على الأسلحة الألمانية الصغيرة ومدافع الدبابات، ولقد تولى الجمهورية العربية المتحدة شعور بالدهشة والألم حين علمت أن "بن جوريون" ومستشار ألمانيا السابق "كونراد أديناور" قد اتفقا على شحن 200 دبابة و 50 طائرة و200 سيارة استطلاع مصفحة ومئات من المدافع لتقتلنا، ولم يكن أمامنا إلا أن نعتبر هذا العمل عدوانياً لنا؛ لأن إسرائيل تستخدم هذه الأسلحة لقتلنا. إننا نعتبر "بن جوريون" عدونا الأول، فقد قتل من العرب بعدد ما قتل "هتلر" من اليهود، ولا يمكن لأحد أن يرى وجهاً للمقارنة بين دعوة "أولبريخت" وبين معونة الأسلحة الألمانية الغربية لإسرائيل.
إننا دعونا رجلاً أيدنا فى جميع المسائل ولم يقدم أية معونة لإسرائيل، ونحن إذ ندعو "أولبريخت" لزيارة بلادنا فإننا لا نقتل الألمان بمثل هذه الدعوة، ولكن ألمانيا تعاون على قتل شعبنا بتقديمها الـ 200 دبابة والأسلحة الأخرى لإسرائيل. وهكذا فإننا نواجه عملية استخدام الأسلحة الألمانية والأموال فى قتلنا؛ فالمقارنة بين دعوة "أولبريخت" ومعونة السلاح لإسرائيل مستحيلة.
فما الذى يدعونا إلى النظر بعين الاعتبار إلى وجهة نظر ألمانيا الغربية، فى الوقت الذى لا تنظر فيه ألمانيا الغربية بعين الاعتبار إلى وجهة نظرنا؟
- سؤال: هل تعتزمون أن تقفوا موقف التحدى من علاقات ألمانيا الغربية التجارية والاقتصادية مع إسرائيل بعد أن أوقفت معونة الأسلحة لإسرائيل؟
* الرئيس: إن تقديم تعويضات سنوية لإسرائيل تزيد قيمتها عن ألف مليون مارك - نحو 90 مليون جنيه إسترلينى - عمل موجه ضد البلاد العربية؛ لأن إسرائيل تستخدم هذه الأموال فى تدعيم مركزها فى بلد سلبته من العرب.
- سؤال: هل تعتقدون أنه ربما يكون هناك مبالغة فى الخطر الإسرائيلى حيث أن هناك ملايين عديدة من العرب يقفون أمام عدد قليل من الإسرائيليين؟
* الرئيس: إن إسرائيل ليست وحدها، بل تؤيدها أمريكا ودول الغرب الأخرى، بينما الجمهورية العربية المتحدة لا تحصل على معونة من أية دولة.
إننى أود أن أبقى على العلاقات بين ألمانيا والجمهورية العربية المتحدة، ولهذا فلم يُتخذ أى إجراء مضاد لتهديد ألمانيا الغربية بوقف التعامل الاقتصادى مع الجمهورية العربية المتحدة.
إن الجمهورية العربية المتحدة لا تعتزم الاعتراف بألمانيا الشرقية فى الوقت الحاضر، وأنا لا أخشى من تهديد ألمانيا الغربية بوقف التعامل الاقتصادى مع الجمهورية العربية المتحدة.
- سؤال: هل صحيح ما تردد أنكم وجهتم الدعوة "للهر أولبريخت" تحت ضغط من الكتلة الشرقية؟
* الرئيس: إننا لا نسمح لأنفسنا بأن نقع تحت أى ضغط لا من الكتلة الشرقية ولا من أية جهة أخرى.
(كذلك رد عبد الناصر على أسئلة وجهتها إليه مجلة "دير شبيجل " الألمانية الغربية فى حديث نشر يوم الإثنين 22فبراير1965م وكان من بينها):
- سؤال: ماذا ستفعل الجمهورية العربية المتحدة إذا اعترفت ألمانيا بإسرائيل؟
* الرئيس: إنه فى هذه الحالة لا يكون من حقها أن تندهش إذا نحن اعترفنا بألمانيا الشرقية!
إن سياسة الجمهورية العربية المتحدة ظلت قائمة على عدم الاعتراف بحكومة ألمانيا الشرقية، وإنها لم تغير سياستها حتى الآن، ولكنها تشعر بأن ألمانيا الغربية قد خانتها.
إننا نعرف المشاكل التى نتجت عن تقسيم بلادكم، ولا نريد أن نزيد هذه المشاكل، بل إننا نظهر عطفاً كبيراً على رغبة الألمان فى الوحدة، ولكننا من ناحية أخرى نريد بطبيعة الحال ألا نرى ألمانيا الغربية وقد انحازت تماماً إلى جانب إسرائيل.
- سؤال: هل تدركون ما سيسببه اعتراف الجمهورية العربية المتحدة من مشاكل لألمانيا الغربية؟
* الرئيس: وهل تدرك ألمانيا الغربية ما تسببه المعونات التى تقدمها لإسرائيل من ضرر يلحق بنا؟!
إننى أدرك تماماً المشاكل التى تواجهها ألمانيا الغربية بسبب زيارة "أولبريخت".
وإن الجمهورية العربية المتحدة كانت تعتقد منذ سنتين أن ألمانيا الغربية ترسل لإسرائيل الأسلحة الصغيرة والأسلحة المضادة للدبابات فقط، وإنها لم تعرف إلا منذ بضعة أشهر أنها ترسل إليها الدبابات، وأنها تعتزم أن ترسل إليها الدبابة الجديدة "الفهد"، وكان ذلك موضع دهشتى البالغة.
إن على الألمان الغربيين ألا يسمحوا لأنفسهم بأن يظلوا موضع التهديد الدائم من جانب إسرائيل بهذا الالتزام الأدبى.
إنى حين قرأت بيانات رئيس وزراء إسرائيل "أشكول" التى قال فيها إن الألمان قد حملوا أنفسهم بعظائم الجرائم؛ تساءلت عما إذا كان الألمان يريدون أن يحملوا هذا الذنب إلى الأبد.
هل تذكرون سنة 1965م حين كنا نقاتل إسرائيل مع البريطانيين والفرنسيين إبان أزمة السويس؟ لقد هاجمتنا إسرائيل وكانت رأس الحربة للدول الاستعمارية؛ إن الأسلحة التى ترسلها ألمانيا الغربية لإسرائيل لا يقصد بها الدفاع، وإنما يقصد بها العدوان.
(ورد عبد الناصر على الأسئلة التى وجهها إليه "هاز أوكريج كيمسكى" محرر صحفية "سوديتش زيتونج"):
- سؤال: ماذا ستفعل الجمهورية العربية المتحدة فى حالة اعتراف ألمانيا الغربية بإسرائيل؟
* الرئيس: إذا أقامت ألمانيا الغربية علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، فلا يجب عليها أن تصاب بالذعر إذا نحن اعترفنا بألمانيا الشرقية.
إن هذا ليس هدفنا فنحن نريد أن نترك علاقاتنا بالدولتين الألمانيتين على ما هى عليه.
إن الجمهورية العربية المتحدة لا تخشى أى تهديد بوقف التعامل الاقتصادى بينها وبين ألمانيا الغربية إذا لم تلغ زيارة "أولبريخت" للقاهرة، فإن هذا التعامل الاقتصادى الذى يسمونه ادعاءً بالمعونة ليس إلا قروضاً وتسهيلات ائتمانية تدفع فائدتها بنسبة 6 أو 7 فى المائة. وفى ظل هذه الشروط فإننا نستطيع أن نحصُل على هذه القروض والتسهيلات الائتمانية من جميع الدول الأوروبية.
إن القروض التى نحصل عليها من الشرق رخيصة، فنحن لا ندفع أكثر من 2.5 فى المائة فائدة لها، وهى ليست مقيدة بأية شروط كشرط الاعتراف بألمانيا الشرقية مثلاً.
- سؤال: ما هو السبب الذى دعاكم إلى دعوة "أولبريخت" لزيارة القاهرة ؟
* الرئيس: لقد ساندتنا ألمانيا الشرقية مدة طويلة، وليس بين ألمانيا الشرقية وإسرائيل أية علاقات من أى نوع، ومنذ سنة 1954 وبيننا وبين ألمانيا الشرقية علاقات تجارية، ولقد وقفت ألمانيا الشرقية إلى جانبنا إبان أزمة السويس.
المصدر : الموقع الرسمى للرئيس جمال عبدالناصر .

    تقييم:

    0

    0
    مشاركة:


    التعليق على الموضوع


    لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

    ...........................................

    === إضافة تعليق جديد ===
    الإسم:

    نص التعليق:

    انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
    الصورة غير ظاهرة