فضاءات خيري واد اعجول

خيري واد اعجول

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
محــ البلعيدي ـــمد
مسجــل منــــذ: 2012-02-15
مجموع النقط: 17.8
إعلانات


بني بلعيد والغزو الاستعماري

بني بلعيد والغزو الاستعماري

××××× صفحات من تاريخ المنطقة
نتناول في هذه الصفحة غزو الجيش الفرنسي للمنطقة في بداية الثورة التحريرية. وقبل ذلك تستوقفنا محطات لابد من ذكرها بإيجاز- وعدم القفز عليها..
1. الوضعية الاجتماعية للسكان قبل الثورة
معاناة.. صعوبة العيش
أغلب سكان المنطقة كانوا يعانون الفقر والتهميش نتيجة سياسة التفقير المطبقة على السكان من قبل المستعمر والمتمثلة في:
- انتزاع الأراضي الصالحة للزراعة من أصحابها ومنحها للمعمرين مثل الأراضي الواسعة التي استولى عليها أحد المعمرين(1) في أولاد عيسى تمتد من امريان إلى غاية الضفة الجنوبية للوادي الكبير تغطيها أشجار الكروم بنسبة كبيرة بالإضافة إلى أشجار الفواكه المختلفة.
- طرد الكثير من العائلات التي يشتبه فيها انخراط بعضا من أفرادها في عمل ثوري إلى الجبال التي يصعب العيش فيها ومصادرة أملاكها.
- عدم منح السكان فرص العمل لكسب القوت لعائلاتهم ، وإن وجدت فهي أشغال شاقة كتكسير الحجارة أو قلع (الجدرة)(2) أو تقشير أشجار البلوط ونقل القشور من الأماكن الوعرةعبر الشعاب والوهاد إلى حيث يتم شحنها.
اشتغل سكان الجبال بتربية المواشي خاصة الماعز الذي تتلاءم تربيته مع الطبيعة الجبلية ، أما الفلاحة فباستثناء أشجار الزيتون التي تعتبر الثروةالحقيقية ومصدرا رئيسا لعيش السكان، فقد كانوا يواجهون صعوبة كبيرة في الحصول على الحبوب لأن زراعتها لا تتلاءم مع الطبيعة الجبلية (منحدرات وانجراف التربة) فكانوا يلجأون إلى بيع الزيت والمواشي للحصول على القمح والشعير وباقي المستلزمات.
ترتب عن معاناة الفقر والجوع مأساة صحية حيث تفشت أمراضا خطيرة في أوساط السكان مثل الحصبة التي حصدت الكثير من الأطفال.
التعليم.. اللغة والشخصية
مارس المستعمر سياسة التجهيل بمحاربة اللغة العربية من خلال غلق المدارس والكتاتيب بعد رفض السكان تدريس أبنائهم اللغة الفرنسية كونها لغة المستعمر. إلا أن الكتاتيب القرآنية ظلت تمارس نشاطها في التعليم
حفاظا على لغة القرآن والشخصية الجزائرية عملا بما نادى به الشيخ عبد الحميد بن باديس:
شعب الجزائري مسلـم وإلى العروبــة ينتسب
من قال حاد عن أصله أو قال مات فقد كــذب
أو رام إدماجــا له رام المحال من الطلب
فكان معلمو القرآن موزعين في كل المشاتي ، في (المربع) كانت زاوية أولاد الشيخ تقوم بمهام التعليم ، كما كان في (أولاد محمد) الشيخ فيالة يوسف وهو من بني حبيبي، وفي (أولاد قايد) الشيخ بوحي وبعده الشيخ علي بن الخليفة (رماش)، وفي (أولاد إدريس) الشيخ احمد بن ضورية (حيوني)، وفي (أولاد عيسى) مشايخ أولاد العالم وفي (أولاد إيزل) الشيخ ملياني محمد العربي، من أولاد الشيخ.
وهكذا كان التعليم يغطي كل مشاتي بني بلعيد قبل ثورة التحرير، أما خلال الثورة فقد اقتصر على البعض منها وذلك راجع لأسباب نذكر منها:
- هجرة المعلمين والكثير من سكان بعض المشاتي.
- صعوبة أداء العمل وخوف الآباء والأبناء من قصف الطائرات للكتاتيب التي أصبحت متنقلة (كل أسبوع في مكان يبعد عن الأول) تفاديا لقصف الطائرات التي قد ترصد المكان وكذلك قصف المدافع.
- صعوبة العيش لمعلمي القرآن حيث أن السكان أصبحوا عاجزين عن دفع رواتبهم باستثناء معلمي أولاد قايد كانت عائلة لخفيف تدفع راتبيهما.
ولكن التعليم استمر في بعض المشاتي مثل : أولاد قايد إلى غاية 1958 بالمعلمين ملياني عبد الحفيظ، و علي بن عمر(بوعبزة). وفي أولاد محمد المعلم: احمد بن عياش(بولحية). صمد هؤلاء المعلمون رغم قسوة
ظروف العيش وضراوة الجيش الفرنسي إلى أن هجر الاستعمار سكان المشاتي ، أولاد قايد، أولاد محمد، أولاد إدريس وصنفها مناطق محرمة بعد أن أحرق منازلها وقتل مواشيها حتى تصعب العودة إليها ، فكانت الهجرة الكبرى سنة 1959م نحو المدن الشرقية خاصة قسنطينة سيرا على الأقدام (طريق النظام) وهناك سجل من توفرت له الإمكانات المادية في المدارس التي كانت تابعة لجمعية العلماء المسلمين مقابل مبلغ مالي يدفع للمدرسة ،فالوافدون ليس بإمكانهم التسجيل في المدارس التابعة للفرنسيين لأنهم لا يحسنون اللغة الفرنسية ولأنهم كبار في السن فكان لزاما عليهم التسجيل في المدارس التي تدرس اللغة العربية.
2. التحضير للثورة
تطبيقا لبيان أول نوفمبر 1954م تم تشكيل خلايا ثورية سنة 1955 أشرف عليها مناضلون سابقون في الحركات الثورية، فكانت أول خلية ثورية تشكلت في بني بلعيد إثر اجتماع (الدمنة)(3) في نفس السنة تحت إشراف مسعود بوعلي قائد منطقة الميلية بمعية أعضاء مكلفين بالتدريب والتنسيق منهم (الأسماء ثورية): - السارجان بابا موسطاش خيري محمد المدعو الكابران(سميت بلدية واد اعجول باسمه) الصوطا... وغيرهم ، وخلال هذا الاجتماع الذي حضره العديد من السكان تم تكليف ملياني عزيز مسؤولا عن بني بلعيد ، كما تم تجنيد مجاهدين وتسليمهم السلاح، ومن المجندين الأوائل الحاملين للسلاح: - بومزو زيدان بوقريعة عمار بولحية بوخميس بولحية عمار - بولخروف عمار، المدعو بليهص بوحديد رابح درواز علي ... وغيرهم. ولم يقتصر عمل الخلايا على الجانب العسكري فحسب بل اهتمت بالجانب السياسي والاجتماعي لتوعية السكان بأهداف الثورة وضرورة مؤازرة الثوار لبلوغ الهدف الأسمى وهو نيل الاستقلال .
حفر الخنادق استعدادا للمعركة
في الأسبوع الذي سبق الهجوم تم الاتفاق على حفر خنادق تكون عائقا أمام الجيش الفرنسي عند عبوره الوادي الكبير للتقدم في أراضي بني بلعيد وبني مسلم وتسهل مهمة المواجهة لأن محاولة اجتياز الخندق يكلف الجنود الفرنسيين سقوط عدد كبير من القتلى.
أعطيت التعليمات ببدء الحفر وشارك السكان بكثافة في إنجاز الخندق الممتد من"المجاز" الحد (بني مسلم) إلى غاية (الركابة) على ضفة وادي اعجول على مسافة تقدر بـ 1100م. ثم شرع في حفر خندق آخر في
(بونطر) يفترض أنه يتجه شمالا ليصل إلى (الخروبة) يكون عائقا أمام القوات الفرنسية إذا هاجمت من البطاح إلا أن القوات الفرنسية هاجمت المنطقة قبل اكتمال هذا الخندق.
3. الغزوالفرنسي للمنطقة
في الثامن من شهر ديسمبر سنة 1955م تم حشد قوات كبيرة من الجيش الفرنسي لاجتياح مناطق شرق جيجل ، تجمعت هذه القوات على طول السهل الممتد من الجناح إلى غاية بلغيموز عند مدخل العنصر وكان وصولها وحشدها في الساعة الثانية صباحا استعدادا للهجوم .
   في صبيحة ذلك اليوم 08/12/1955م اجتاحت القوات الفرنسية بني بلعيد وبني مسلم بعد عبور الوادي الكبير وعلى امتداده من مصب الوادي (بني بلعيد) إلى غاية الجهة الشمالية لـ (بني مسلم) بعد تفطن الجيش الفرنسي لأماكن الخندقين فهاجم المنطقة من أماكن أخرى من البطاح إلى غاية وادي اعجول متجنبا الخندق الجنوبي(الحد- الركابة).
   بعد عبور القوات الفرنسية الوادي الكبير اجتاحت المنطقة وغطت مداشرها واتخذت منها مراكز للجيش في ( بني بلعيد) من هذه المراكز: المربع، الخناق، امريان(5)، كما أقامت مركزا في (بني مسلم). من هذه
المراكز امتد الاجتياح إلى بني فرقان والجبالة ومشاط وهي مناطق مجاورة أو قريبة من بني بلعيد .
   بعد التمركز قام باستدعاء السكان الذين لهم بنادق لتسليمها، وبما أن أغلبهم قام بتسليمها للثورة فقد تعرضت عائلات كثيرة للإهانة ودخول المنازل بدعوى التفتيش عن الثوار والسلاح ناهيك عن قتل كل شخص
شوهد في أماكن معزولة .
   أول من قتل في اليوم الأول من اجتياح بني يلعيد :
- بوقمرة أحمد (بن لمراجي) من أولاد قايد ، وقتل في أولاد إدريس.
- أكني السبيتي بن رابح ، من أولاد ايزل ، وقتل في تافاغوت.
- بوحيلة ابراهيم بن مسعود، قتل في الوادي الكبير في اليوم الموالي
للاجتياح.
بقي الجيش الفرنسي في هذه المراكز 06 أشهر ثم غادرها ليعود إلى المنطقة سنة 1956م بعد شق الطرقات وتهيئة أماكن التمركز لتحط فيها الطائرات العمودية الكبيرة لإنزال الجنود ونقل المؤن، وسهولة وصول
الشاحنات الحاملة للجنود.
محـ خ ـمد
هوامش :
(1) يدعى (joseph) . أطلق عليه السكان اسم (موندادا mondada) وأصبح يعرف بهذا الاسم .
هو معمر فرنسي احتل أراضي سهلية خصبة بـ "امريان" بمحاداة الشاطئ باتجاه الوادي الكبير مرورا بالخروبة ، وكان يجمع منتوجه من العنب والفواكه ويخزنه في مغارات باردة تمتد تحت جبل بني مروان قبل تسويقه بالعربات التي تجرها الأحصنة عبر الطريق الذي أنشأه يربط بين مقر الضيعة (امريان) والبطاح* في الوادي الكبير ليتم نقله إلى وجهات مختلفة بعد عبور الوادي.
- بعد وفاة (موندادا) خلفه ابنه (فيليب) ثم آلت المزرعة كلها إلى صهره ويدعى (secoulie) وكان ضابطا في الجيش الفرنسي .
(2) الجدرة : جذور صلبة جدا كروية الشكل لنبات غابي تستعمل في صناعة الغليون وبعض التحف.
(3) الدمنة: أرض منبسطة واسعة تابعة لمشتى أولاد محمد تغطيها أشجار الزيتون دون سواها من الأشجار، وتقع في الضفة العلوية لوادي اعجول تزينها غابة حمادة الأسطورة على الضفة الجنوبية . كان لها دور كبير في تنظيم الثورة وتنسيق المهام بين الثوار. ومع بداية الثورة التحريرية كانت مركزا لتكوين الخلايا الثورية وتجنيد أفرادها، كما كانت مركزا لإدارة الحالة المدنية .
وتميزها هذا يرجع إلى أنها كانت سوقا أسبوعية يؤمها سكان المشاتي والمناطق المجاورة بالإضافة إلى التجار القادمين من مختلف المناطق ، وهذا ما سهل التواصل بين المناضلين وتبادل المعلومات والأخبار وتنسيق المهام.
*البطاح (فتح الباء وتشديد الطاء) : تسمية مكان بالوادي الكبير أقيم عليه جسر خشبي عائم مربع الشكل مشدود بحبال لأعمدة من الخرسانة من الطرفين بضفتي الوادي طول ضلعه يقارب 08 م تدخل إليه العربات المحملة التي تجرها الأحصنة، ثم يسحب بالحبال بأشخاص عاملين إلى الضفة الأخرى من الوادي فتنزل العربات .
وكلمة (البطاح) من البطحاء ج بطاح، والبطيحةج بطائح، والبطيح، سيل أو وادي واسع فيه رمل ودقائق الحصى، وهذا ينطبق على المكان.
(5) - المربع ، ج مرابيع : أماكن يقيم فيها السكان في الربيع، مثل : المصيف أو أصايف : المكان الذي يقيم فيه السكان في فصل الصيف للحصاد.
- الخناق : منخفض مستوي في أعلى الجبل .
- امريان : اسم أمازيغي غير معروف. والمنطقة فيها أماكن كثيرة بأسماء أمازيغية، مثل: بو تارفة (تارفة تعني الغراب) آرديخ، آيدم، تاباية، آيت أعراب (ابن العربي)، تاعارت(الطريق المستوية)، تامناغرة، أيمون، أمالو(جهة الجبل المقابلة للبحر حيث تميل الشمس)، تافاغوت، آينا.... وغيرها .

** زوروا مدونة بني بلعيد ** الرابط : http://histoirebel.blogspot.com

تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع

| محــ البلعيدي ـــمد | خيري واد اعجول | 13/12/13 |

Mohamed شكرا على مرورك

وتقبل تحياتي


| محــ البلعيدي ـــمد | خيري واد اعجول | 11/12/13 |

Riad شكرا على مرورك

نكتب ... حتى لا تطوى الأحداث في سجل النسيان



...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة