فضاءات سيدي العايدي

سيدي العايدي

فضاء المرأة وشؤونها

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـجماعة
rachid.hilal
مسجــل منــــذ: 2011-08-10
مجموع النقط: 137.1
إعلانات


عندما يصبح وقع الزغاريد كالقنابل على أعصاب المحتل


هذا المقال مقتطف من التقديم الذي انجزته للكتاب الذي الفه الاستاذ محمد حكيم ابن عزوز بطلب من جمعية السيدة الحرة للمواطنة وتكافؤ الفرص المغرب
التاريخ كعملية مساءلة للذاكرة ومقاولة من اجل تاصيل الحاضر بالغوص في الماضي محكومة لامحالة بهواجس الحاضر. ولذلك فهي محاولة محفوفة بمخاطر الإسقاطات اللاتاريخية .. اي اسقاط هموم الحاضر على الماضي وتحميله ما لم يكن في حسبانه.
التاريخ بالنسبة للنساء وحركتهن، ماذا يعني.... واية دلالة له..... فمنذ سبعينيات القرن الماضي، اعتبر التاريخ بالنسبة للفكر النسائي ساحة المعركة بامتياز.. وكان الهدف بناء جنيالوجية النساء الغربيات من اجل رد الاعتبار لهن ضمن الجنيالوحية العامة للفكر الانساني حتى يستحق فعلا هذه التسمية. فصيرورة اضعاف النساء صيرورة تاريخية وعملية الدفاع عنها وتعميقها استعملت كل ما اتيح (لصناع)التاريخ.
ان عملية التاريخ لاشكال حضور النساء المغربيات يمليه الايمان بان النساء دوما كن حاضرات وبفعالية تناسب ازمنتهن... لكن وحده مكر التاريخ الذي هو تاريخ الابوية الجاحدة تنكر لوجودها وبخس قيمة عملها بل ازدرى مشاركتها.
(المراة المغربية المجاهدة ودورها في الدفاع عن حوزة الوطن)منذ القرن الخامس عشر إلى منتصف القرن العشرين.. هو عنوان هذا الكتاب والذي ياتي في إطار تعاقد معنوي بين المؤرخ ومشروع جمعية السيدة الحرة للمواطنة وتكافؤ الفرص النسائي الذي يعمل على نبش الذاكرة المغربية من زاوية المسكوت عنه او المهمل فيه تحت دريعة الموروث الثقافي المحنط في قوالب التمييز المؤسس على الجنس.. وهو المشروع الذي انخرطت فيه العديد من الجمعيات النسائية بتنظيم الندوات والحملات التحسيسة والمذكرات المطلبية والاصدارات…الخ.
ان النبش في ذاكرة تاريخ المقاومة بالشمال من الزاوية النسائية عمل تاسيسي للتاريخ والفكر النسائيين بهذه المنطقة خصوصا. علاوة على انه فريد من نوعه نظرا لان جل الاعمال التي تمت الى الان على ندرتها اهتمت بالخصوص بمنطقة الاستعمار الفرنسي كالعمل الذي قام به عبد الهادي التازي (انظر مؤلفه...المرأة في تاريخ الغرب الاسلامي) مع تضمينه اشارة تعميمية لبطولة النساء المغربيات في ساحة المعركة وهي تقوم بتعبئة البندقيات الفارغة حتى لا يتوقف القتال، اضافة إلى بعض المقالات هنا وهناك.
ان كتاب المراة المغربية المجاهدة ودورها في الدفاع عن حوزة الوطن يضم اعمالا جديدة لم يسبق للمؤلف ان نشرها ولم يسبقه احد لذلك. وبها ايضا قسم قد سبق ان صدر له كتاب فيه وهو المتعلق بالامير الست الحرة.. اذ يتناول هذا المؤلف أشكال مقاومة النساء وجهادهن منذ القرن الخامس عشر اي منذ اول حملة صليبية قام بها البرتغاليون تحت امرة الملك خوان الاول في بداية القرن.. مرورا بالعديد من الاحداث التاريخية ذات الأهمية البالغة بالنسبة للمغرب الحديث.. على سبيل المثال سقوط سبتة..والحصار الذي ضربه المغاربة عليها خلال خمسة قرون.. الى نهاية النصف الاول من القرن العشرين تقريبا.. وقد تعددت هذه الاشكال من التواجد داخل ساحة المعركة .. والعمل في دار صناعة واصلاح السفن بقلعة ترغة.. الى التجسس في خندق العدو.. بل اكثر من ذلك ساهمت في الحراسة ليلا عند محاصرة بعض القبائل الشيء الذي قد لا يصدق اليوم
وعوضت الرجال في الحرث عندما كانو في جبهة القتال.. وما الى ذلك من الاشكال التي تحدثت عنها الشهادات الواردة في الكتاب.. وقد برزت بعض الاسماء الريفية كطامو الورياشية.. ورحمة حارسة ضريح زغنغان وطبيبة الجرحى المداوية لهم بفضل مرهم صنعته بنفسها من نبتة ترهل المعروفة بالمنطقة.. والتي اعتقلت ضمن نساء اخريات ريفيات من طرف المحتل... لم تعان النساء من الاعتقال فحسب.. ولكن قدمت شهيدات ايضا. وهكذا سترد ضمن الشهادات الواردة ان السلطان مولى إسماعيل خصص للنساء مكانا في المعسكر طيلة الحصار الذي ضربه على سبتة المحتلة. ولن يجد ذلك غريبا من يعرف دراية وحنكة والادوار التي كانت تلعبها لالة خناثة بنت بكار زوجة السلطان وأم السلطان مولاي عبد الله (أنظر عبد الهادي التازي) إلى درحة أن وصفها الملك الفرنسي لويز الخامس عشر بالسلطانة الاعظم.
لا احد يمكنه ان يجادل في ان مقاومة المحتل كانت شعبية انخرط فيها المغاربة جميعا رجالا ونساء.. لكن ايضا لا احد يمكنه ان ينكر ان لكل حركة صناعها ومهندسيها تميزوا ببعد نظرهم و قوة عزائمهم وجراتهم.. ومهما تبد محاولات ابراز اسماء افراد مختزلة لفعل شعبي جماهري...فهي بالنسبة للحركة الديمقراطية الحداثية عموما والحركة النسائية على الخصوص باعتبارها رافدا اساسيا بل دينامو الحداثة والديمقراطية بشقيها السياسي والاجتماعي.. ذات اهمية بالغة.. اذ ان تسجيل اسماء النساء المقاومات ضمن سجل مقاومة المغاربة للاحتلال ياتي في صيرورة تصحيح التاريخ الذي جعل منه الفكر النسائي على الصعيد العالمي ساحة معركته.. وجعلت من تشييد جينيالوجية نسائية هدفا لها.. على اعتبار ان عملية اختراق الجينيالوجيا الذكورية صعبة المنال في غياب بناء النساء لذاتهن الجماعية..
ونختم هذا التقديم باغنية ابدعتها النساء إبان معركة التحرير والتي تغنى بها مشاهير فنانين
طرطق الـبارود في عـقبة غـزاوة عـزو عـلينا الـموتى اما المجروح يـــداوى
الـمفتل بقـلوبـو، الـمفتل بـقلوبو ما حست بالغربة ختى مات حبيبي بكرة كلوبو
عندي و عندك هذي، عندي و عندك هذي أنا بـعد حبيبيي مات موت الشهدا

تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة