فضاءات كفر الشيخ مفتاح

كفر الشيخ مفتاح

فضاء القرآن الكريم والسنة النبوية

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
أحمد فتحى عمر الخولى
مسجــل منــــذ: 2013-01-01
مجموع النقط: 100.2
إعلانات


حال الامة من كتاب الله

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد:
فحال الأمة من كتاب الله هو حالهم من الله جل وعلا وهم نوعين:
_ نوع كثرة إهمال للفظ والمعنى .
_ ونوع آخر إجادة للفظ وإظاعة للمعنى .
وهذين النوعين هم سبب البلاء على الأمة !
الصنف الأول منهم اشتكى منه الرسول عليه الصلاة والسلام في الآية ، قال تعالى (وقال الرسول يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً )
والصنف الثاني اشتكى منهم الرسول في الأحاديث قال عليه الصلاة والسلام : يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم وفي بعض الألفاظ
( يجودونه) وبعض الألفاظ (يحقر أحدكم صلاته عند صلاتهم وقراءته عند قراءتهم )
يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية .
فتجد أحدهم يتلوا القرآن وقلبه ملآن ببغض أهل سر القرآن أو ملآن بالكبر على العباد أو منطوٍ على سوء الظن بالثقل الثاني مع القرآن خيار آل البيت الطاهر فلو كان مع القرآن لكان مع العترة .
وقال أحد الصالحين (كل آية لا أتفهمها ولا يكون قلبي فيها لم أعد لها ثواباً) فكان السلف إذا قرأوا الآية ولم يكن قلبهم فيها أعادوها .
قيل (إذا قرأتم القرآن فابكوا وإن لم تبكوا فتباكوا) ومثل هذا (إن القرآن نزل بحزن فإذا قرأتموه فتحازنوا) .
أي أن القرآن لما فيه من التهديد والوعيد يوجب البكاء والحزن فإن لم تحزنوا وتتباكوا وجداً ويقيناً فتباكوا وتحازنوا لفظاً لأجل التصديق والإقرار به ليجتمع هم القارئ في التلاوة فيتدبر الكلام على أن يكون قلبه بمعناه فيكون التباكي والتحزين سبباً لجمع همته وفراغ قلبه فالباكي والحزين يكون حاضر القلب واعياً مشغولاً عن سوى مبكيه .
وسئل احدهم إذا قرأت القرآن أتحدث نفسك بشيء ؟ قال أوشيء أحب الي من القرآن حتى أحدث نفسي به !
فجميع أهل العلم بالله والمعرفة به درجاتهم في المعرفة والقرب والفهم عن الله ميزانها القرآن فعلى قدر صلتهم وفهمهم واطلاعهم على أسرار القرآن يكون مقياس درجتهم في القرب من منزل القرآن ومن أُنزل عليه القرآن عليه الصلاة والسلام .
وكما تجلى الله لسيدنا موسى من الشجرة فإنه يتجلى علينا من هذه الحروف والأصوات القرآنية .
قال أحد العارفين بالله (تجلى الله لخلقة في كلامه ولكن لا يبصرون)
فجلال الله قائم لا يقدر شي على أن يستره لكن سواتر العباد عليهم من أنفسهم فهم المحجوبون والمستورون لا هو جل جلاله والله أظهر من كل شيء .
الصادقين إذا قرأوا القرآن ومروا على صفات أهل الصلاح والخير لا يشهدوا انفسهم في هذا الموضع والعكس .
لا يشهد نفسه في محاسن الوصف ومقامات المقربين بل يشهد للمؤمنين فيها ويخاف أن يكون في مقامات الغافلين ويشهد نفسه فيها .
يقول أحدهم كنت أتلوا القرآن لا أجد له حلاوة حتى استشعرت كأني أسمعه من رسول الله يتلوه على أصحابه فوجدت شيئاً منها ، ثم رفعت إلى مقام فوقه فأستشعر جبريل وهو يلقيه على سيد الوجود فوجدت له نعيماً ولذة لا أصبر عنها .
وقال العارفين سمي القرآن بالكريم إشارة إلى كثرة ما يعطي من المعارف والمعاني بلا قياس .
وقيل للقرآن ظهراً وبطناً وحداً ومطلعاً .
قالوا فظهره لأهل العربية .
وبطنه لأهل اليقين .
وحده لأهل الظاهر .
ومطلعه لأهل الإشراف وهم العارفون المحبون .
وقيل اللسان الذي لا ينطق بالسيء من القول ينطلق بالقرآن ويعرف خطاب الرحمن .
وكان ابن مسعود يقول : (أُنزل عليهم القرآن ليعملوا به فاتخذوا دراسته عملاً ، إن أحدهم ليتلوا القرآن من فاتحته إلى خاتمته لا يسقط منه حرفاً وقد أسقط العمل به) .
فما دام ما يحيط بمعرفة الله أحد فلا يحيط بعلم القرآن أحد ، فما يفهم من القرأن ومعانيه إلا بقدر المعرفة بالمتكلم به سبحانه وتعالى .
والله أعلم .

تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة