فضاءات بوسكورة (البلدية)

بوسكورة (البلدية)

فضاء الإبداعات الأدبية والفنية

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـجماعة
عبدالحق السالكي
مسجــل منــــذ: 2012-07-26
مجموع النقط: 2.2
إعلانات


من أجل دور ريادي للغة العربية


حمايةاللغة ( ندوة )
· الاصلاح اللغوي والنهوض بأوضاع اللغة العربية في التعليم والادارة والاقتصاد و الاعلام .
· مداخلة : د . عبد الحق السالكي
يكون العرب عربا ان هم هذبوا منطقهم من اللحن ، وأبانوا عن معانيهم بلسان عربي مبين .الا أن واقع لغتهم تتبطه محن وتحديات لم تزدها السنون الا قوة وشراسة .. الأمية و الجهل و هيمنة اللغات العالمية ... حتى صارالتخاطب بالعربية مظهرا و احساسا غير متحضرين ... ينظر إلى من ينفذه منظر ازدراء و دونية . ولعل من أخطر تلك التحديات الافتراء الذي يذهب " إلى أن اللغة العربية لغة قديمة ، لم تعدقادرة على مجاراة التطور العصري و مباراة اللغات الحية في العلوم . كما أنها تعاني نقصا ... " ( 1 ) في حروفها ، لا نستطيع معه النطق ببعض الحروف الضرورية في المسميات العلمية ... ! ! لقد استطاعت افتراءات أعداء العربية أن تمسها في الصميم بفعل الواقع المتردي للأمة العربية ، وتأخرها عن مجاراة الركب العلمي و الحضاري و التقني ، وبفعل جملة من الدعوات الهادفة إلى سحب البساط من تحت أقدام الفصحى كالدعوة إلى العامية مثلا ...واقع كهذا يدعو إلى حث الخطى نحو :
ـ تنقية اللغة العربية من الألفاظ و التعابير الأجنبية الدخيلة و تخليصها من الركاكة و الأخطاء و مراقبة استعمالها في التعليم و الادارة و الاقتصاد و الاعلام وغيرها من القطاعات الحيوية
ـ توسيع ممارستها في المحافل و اللقاءات الدولية والوطنية والقومية .
ـ العناية بالتعريب ؛ ويمكن أن نحيل على التوصيات الصادرة عن مؤتمر التعريب العام الرابع الذي انعقد بدمشق من 29 أبريل إلى 3 مايو 1982 ، وقد كانت للمغرب مشاركة فيه .
و كذا استثمار مجهودات مكتب تنسيق التعريب بالرباط في توحيد المصطلح العلمي العربي .
ـ القيام بنهضة عربية اقتصادية و اجتماعية تعيد للعرب مجدهم ، الذي يعتزون معه بهويتهم و كيانهم اللغوي والحضاري ، ذلك أن تبعيتهم الاقتصادية تفرض تعويم تبعيتهم على مختلف المجالات الغابرة و الظاهرة ، الشعورية واللاشعورية ، المحسوسة و اللامحسوسة ...
ـ توحيد المصطلح العربي في العلوم ، و المهنيات ، والتقنيات و الانسانيات ...ووضع الشروط الكفيلة بتداوله وتعويمه بين الخاص و العام .مع مواكبة هذا العمل بحركة ترجمة سريعة تجاري التطور الحاصل في العلوم والفنون سواء " بقبول المصطلحات العلمية العالمية بألفاظها اللاتينية كما تقبلها جميع اللغات الحية " (2 ) ، أو بإدخال " الألفاظ العامية التي لا يوجد لها مقابل في الفصحى مثل مصطلحات أهل الصنائع واستغلال اللغات الأجنبية التي أخذت من العربية في القرون الوسطى و بعدها ، ألفاظا مازالت فيها جدة إلى الآن بعد أن انعدمت في اللغة العربية ..
2
التنقيب في مؤلفات القرون الوسطى العربية عن الألفاظ المولدة التي لاتخلو منها معاجم اللغة ووضع كلمات جديدة عن طريق الاشتقاق و تضمين مفردات قديمة معان جديدة ." ( 3 ) .
ـ توظيف نتائج هذه المجهودات في المقررات و المناهج و أشكال التخاطب ، وبين أصناف المتخاطبين ، مع تنبيه المتعلمين إلى ما درج على اللهجة العامية .فالفصحى بالنسبة للعرب عقيدة و عبادة ، ارتبطت بالدين الاسلامي ، وبها نزل القرآن الكريم "بلسان عربي مبين " ؛ ومن تم وجب الحفاظ على هذه الآصرة لوحدة العرب ، فاللغة العربية وعاء الدين ، وكنز التراث ومستودع تقاليدهم ،وخزينة عاداتهم و حفيظة حضارتهم ( 4 ) .
ـ الا أن دور الاعلام المكتوب و المسموع و المرئي يبقى ضروريا لخدمة أغراض اللغة ؛ الا أن هذا الأخير تستوجب في حقه رقابة لغوية غير متساهلة ؛ نظرا للمكانة و الأهمية التي يحظى بها ، و لفاعليته وتأثيره على المشاهد .بل ان الاصلاح اللغوي والنهوض بأوضاع اللغة العربية عليه أن يجيل بصره ليشمل حتى اللافتات وواجهات المحلات التجارية و غيرها ...فيصوب و ينقح ويقترح ، تحت رقابة سلطة آمرة و منفذة .
ـ ومن هنا يأتي دور الادارة التي يجب أن تكون صاحبة الارادة القوية في الاصلاح والنهوض ، بضرب المثل بصنيعها من النصوص و المراسلات وغيرها ، وتوجيه غيرها كل حسب موقعه ومسؤولياته .
يذهب د . عبدالقادر الفاسي الفهري إلى أن " اللسان متعدد ، و أن لا سبيل لأحادية مغلقة ؛ لأن الأصل في الكائن أن يتعدد و يتنوع بحركته ، شكلا ووظائف و أعضاء " ( 5 ) .ومن هنا تعدد الروافد الثقافية بين المجتمعات والشعوب فتم اتواصل والتثاقف الا أن الحماية و الوقاية ما " فتئت تلعب دور المحافظة على الذات تراثا وثقافة ولسانا وبيئة واقتصادا . " من هنا كان الواجب الوقوف ضد كل تطرف يسعى إلى النبذ اللغوي linguicide ، فالارهاب اللغوي لا يقل خطورة عن باقي أشكال ا لارهاب كالارهاب العنصري genocide ، و الارهاب الجسدي . " ان التعدد لم يكن يوما لنفي التوحد ؛ لأن الأصل في اللغة التواصل ، و التواصل اشتراك ، والاشتراك يزيح هامش ما يتباين أو يتفرد ، كما أن العكس صحيح ..." ( 6 ) .
( 1 ) د . عبدالعزيز بن عبدالله: مكتب تنسيق التعريب بالرباط ومهمة توحيد المصطلح العلمي العربي ، مجلة الأمة ، ع 23 السنة الثانية ، سبتمبر 1982 ، ص ص 71 ـ 79
( 2 ) ، (3 ) نفس المصدر
(4 ) وقفات مع اللغة والتربية : عبدالقادر الشيخ ادريس ، مجلة الأمة ع 11 السنة الأولى ، بتصرف .
( 5 ) ، ( 6 ) من كلمة بمناسبة ال وة .

تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة