فضاءات نزلة سرقنا

نزلة سرقنا

فضاء القرآن الكريم والسنة النبوية

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
بدر الشريف
مسجــل منــــذ: 2011-05-05
مجموع النقط: 198.84
إعلانات


التأمل فيما خلق الله

التأمل فيما خلق الله

"وكذلك نري ابراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين، فلما جنّ عليه الليل رأى كوكباً قال هذا ربيّ........" سورة الأنعام (75-79)

"وهو الذي أنزل من السماء ماء فأخرجنا به نبات كلّ شيء فأخرجنا منه خضراً نخرج منه حباً متراكباً ومن النخل من طلعها قنوان دانيه......" سورة الأنعام 99

"أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت وإلى السماء كيف رفعت وإلى الجبال كيف نصبت وإلى الأرض كيف سطحت" سورة الغاشية 17-20

آيات كثيرة تشبه هذه الأيات وتقول لنا أن نفكر بالطبيعة ونتأمل بها، ولكن لماذا؟

إن القوانين التي وضعها الله للخلق هي نفسها في كلّ المخلوقات، كلّ المخلوقات تتنفس وكلها تتكاثر وكلها تولد وكلها تموت والفرق في النسبة فقط يعني هناك حشرة تولد وتعيش وتتكاثر وتموت في عشرة أيام وهناك من يعيش على الأرض سنين طويلة، الإنسان في فترة زمنية كان يعيش ألف سنة وهناك بعض الأشجار تعيش مئة سنة وهناك حيوانات تعيش مئات السنين حتى يومنا هذا...

إذا كانت قوانين الخلق متساوية للجميع فلماذا التأمل؟

التأمل في الطبيعة ليس لنجد التشابه بل لنجد الفرق بين الكائنات الحيّة ونقرأ الرسالة التي تؤديها كلّ منها.

سيدنا ابراهيم كان يبحث عن الله فتأمل بالكواكب والسماوات والأرض ولأنه رأى الفرق بين هذه الأيات والله وصل إلى التوحيد، عرف أن كلّ شيء يزول وهو لا يريد إله يزول عرف أن كلّ هذه الأجرام السماوية محدودة وهو لا يريد إله محدود إذاً اخترق القوانين كلها وتعرّف على الواحد الأحد.

و أما نحن، هل سنتأمل السماوات والأرض والأبل والبحر والفلك وكلّ شيء حتى نتعرف على الواحد الأحد؟ أكيد لا.... لأن سيدنا ابراهيم هو الذي اكتشفها من قبل..

إذاً ما هو المغزى من التأمل؟

انظر إلى الشمس، تعطي حرارتها لكلّ شخص على الأرض ولا تحاسب أحد على ذلك ولا تفكر في الناس وتقول أن هذا صالح وذاك طالح إذاً سأعطي لهذا أكثر ولذاك أقل!!!! ومع كلّ هذا العطاء لا تتوقع أن نرد لها حتى القليل من هذا الحنان والنعمة التي تغمرنا بها.

و هكذا بالنسبة للأرض والشجر والبحار والأنعام، كلها موجودة وتعيش وتتعايش مع بعض بقبول وتسليم.....

الإنسان هو المخلوق الوحيد الذي يختلف عن الآخرين في قانون الوعي، يعني كلّ الطبيعة تعيش وتتكاثر وتتنفس ولكنها غير واعية لأنها تتبع قوانين الخلق. وحده الإنسان الذي له الخيار ويستطيع أن يتمرد أو يستسلم مثل الطبيعة وسواء أن تمرد أو استسلم فهو واع لما يفعله ويستطيع أن يعيش النعمة أو النقمة التي يخلقها لنفسه.

اكتب آيات الطبيعة حسب أهميتها على ورقة: الشمس، الأرض، القمر والبحر والشجر وغيرها من الأشياء التي تراها في الطبيعة واختر لكلّ من هذه الآيات صفة وعشها يوم واحد، بمعنى:

الشمس: شروق، عطاء وغروب.... اختر أحد هذه الصفات

الشروق: حين تشرق الشمس تصحّي كلّ الكائنات وتفرح وترقص الرقصة الكونية، أينما تذهب يمكنك أن تجلب الفرح والسعاده معك وكأن الشمس أشرقت في ذلك المكان.

وكيف يمكنك أن تعيش العطاء دون أن تحكم على الأخرين؛ أن تعطي وتنسى!!!!

و كيف يمكننا أن نغرب أو نترك الناس الذين نتدخل في حياتهم باسم الحبّ حتى لا نحول حياتهم إلى جحيم الإنسان الذي يحبّ غروب الشمس هو في اللاوعي يريد أن يتخلص من شيء في حياته والإنسان الذي يحسّ بالإحباط حين غروب الشمس هو في اللاوعي يخاف من أن يفقد شيء عزيز عليه.

هكذا بالنسبة للأرض، هل يمكنك أن تتحمل كلّ هذا التلوث والإهانه التي تتحملها الأرض؟

هل يمكنك أن تكون مثل البحر؟ حين ترمي أي شيء في البحر يختفي بداخله ولا تراه ولكنه موجود إذاً هل يمكنك أن تكون كتوماً لأسرار الآخرين مثل البحر؟

هل يمكنك أن تتناغم مع الناس كما تتناغم الشجر مع الفصول؟

هل يمكنك أن تضيء ظلام كبير كالقمر؟

إذا عشت أي من هذه الصفات سترى أن الإنسان هو الكيان الوحيد الأناني في هذا الكوكب؛ الذي يسخّر كلّ شيء ولا يعطي شيء.


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة