فضاءات عين لحصن

عين لحصن

فضاء أعلام ورجالات وعوائل

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـجماعة
عبد السلام عبد النور
مسجــل منــــذ: 2016-02-21
مجموع النقط: 1.11
إعلانات


الفقيه احمد بنتاويت

للامانة: الموضوع منقول من سلسلة اتحاف الاخوان بتراجم اعلام تطوان الفقيه أحمد بن تاويت الودراسيهو العلامة الفقيه المحدث الأصولي الشيخ أبو العباس أحمد بن الفقيه البركة مقرء القران الكريم محمد بن عمر بنتاويت الودراسي نسبا, التطواني دارا ومنشأ وقرارا, أحد وجهاء مدينة تطوان وأعلامها وقضاتها الافذاذ المعروفين بالعلم والورع والتواضع, والمطبوعين بالجلال والوقار
1_ مكانته العلمية:
وللفقيه أحمد بنتاويت مكانة علمية متميزة, أهلته ليتبوأ أسمى المناصب وأعلاها كالقضاء والفتوى والتدريس بمختلف الجامعات والمعاهد العليا. وبقدر ما كان متواضعا زاهدا في المناصب الادارية متخليا عنها ايثارا منه لراحة البال وسلامة الضمير, رافضا لاي أجر لم يقم ببذل مقابل له من العمل والجهد ويعتبر الفقيه ابن تاويت مرجعا في الفقه والنحو والاصول وغيرها من العلوم الدينية واللغوية. فهو بارز من أعضاء المجلس العلمي لتطوان ورابطة علماء المغرب وأحد الاعضاء المؤسسين لجمعية الإمام الشابطي لتحفيظ القران الكريم وتدريس علومه
2- نشأته وطلبه للعلم وشيوخه:
ولد الفقيه أحمد بنتاويت بتطوان أواخر عام 1321ه الموافق لسنة 1903م ونشأ في بيت علم وزهد وورع. حفظ القران الكريم على يد والده الشيخ المقرئ الفقيه محمد بن عمر بنتاويت بكتاب حي الطرنكات حفظ القران الكريم على يد والده الشيخ المقرئ الفقيه محمد بن عمر بنتاويت بكتاب حي الطرنكات( زنقة عبد اللطيف المدوري حاليا) . كما حفظ المتون والمصنفات , ولازم شيوخ ماي 200 وفقهاء مدينة تطوان كالعلامة أحمد الرهوني والفقيه العدل عبد الرحمان أقشار, والفقيه المؤرخ محمد داوود, والفقيه العلامي سيدي محمد الركيك, والفقيه العلامة الشريف سيدي أحمد الزواقي وشقيقه سيدي محمد الزواقي وغيرهم. ثم سافر الى منبع العلم ومركز الإشعاع الفكري آنذاك مدينة فاس, ومكث بها ستة أعوا درس خلالها بجامع القرويين وأخذ على علمائها وأساتذتها الأفذاذ أمثال الفقيه العلامة الشريف مولاي عبد الله الفضيلي والفقيه العلامة مولاي الشريف التكناوتي, والفقيه الأديب مولاي أحم البلغيتي والفقيه سيدي محمد الراضي السناني, والفقيه العلامة سيدي أحمد بن الجيلالي المغاري وسيدي محمد بن جعفر الكتاني والفقيه المحدث سيدي محمد بنا لحاج السلمي والفقيه محمد القرشي الأمامي... وغيره
3- إجازته ومهامه الإدارية والعلمية:
أجازه عدد من الشيوخ إجازات علمية تشهد له برسوخه في العلم واللغة, وتؤهله لتحمل مسؤولية التدر والقضاء والإفتاء. وقد كان في نيته بعد أن رجع إلى مسقط رأسه تطوان , أن يتجه إلى مصر للاستزادة من العلم والعرفان وللأخذ عن علمائها وفقهائها كما تسير ذلك من بعده لشقيقه الأستاذ الأديب محمد بنتاوي التطواني, إلا أن ظروفا خاصة أجبرته على العدول عن السفر, ليتم تعيينه مدرسا بالمعهد الديني العالي بتطوان. ثم ولج خطة العدالة, وما لبث أن عاد ثانية إلى التدريس وهذه المرة بالمدرسة الإسلامية النيل الفرنسية بتطوان, التي ظل يدرس بها مدة طويلة قبل أن يستقبل منها بعدما أقدم الفرنسيون على النيل من رمز سيادة الأمة وتضامن وحدتها. ليعين بعدها من طرف الخليفة السلطاني قاضيا بالحضرة التطوانية ثم مفتشا للعدالة الشرعية بالناحية الغربية.
وبعد الاستقلال عين مديرا للمعهد الديني الثانوي فأستاذا بكلية أصول الدين بتطوان التابعة لجامعة القرويين, ثم أستاذا بدار الحديث الحسنية بالرباط, حيث كان انتدابه للتدريس بها دليلا على ما للفقيه بنتاويت من مكانة علمية وقد رات ذهنية متميزة. ضمن ثلة من العلماء الأجلاء شيوخ هذه الدار أمثال علال الفاسي ومحمد المكي الناصري, والرحالة الفاروقي وعبد العزيز بن عبد الله مولاي العباس الأمراني, ومحمد بن حماد الصقلي وغيرهم من كبارالعلماء.وقد أسندت إليه مهمة تدريس الفقه على مستوى الخلاف العالي فكانت دروسه بذلك من أهم الدروس التي كانت تلقى بدار الحديث الحسنية وإذا كان الشيخ بنتاويت قد تألق نجمه في دار الحديث الحسنية التي كان وجوده بها أسمى ما ارتقى إليه في مساره العلمي.فإن ذلك ما أهله لأن ينتدب من طرف الأمين العام لرابطة علماء المغرب للتدريس بجامعة أم القرى بالمدينة المنورة .وهكذا رحل إلى الحجازليصبح أستاذا مبرزا في هذه الجامعة العتيدة التي تضم أكابر الشيوخ وفطاحل العلماء يؤدي مهمته عن جدارة واستحقاق’ وليثبت بذلك ما لعلماء المغرب من دراية وكفاية في البحث والإطلاع’ ونهضة في مجال التربةية والتعليم. ولكن بعد أعوام قلائل’ونظرا لحالته الصحية’فضل الشيخ إنهاء مهمته بالديار المقدسةوالرجوع إلى مدينة تطوان لا ليخلد إلى الراحة’ بل ليتابع رسالته العلمية رغم ما يعتريه من وعكات صحية تلازم عادة من يقارب سن التسعين.فتولى مسؤولية كرسي التفسير بالجامع الكبير’ضمن الكراسي العلمية المعتمدة به في إطار إحياء هذا النظام مؤخرا كما ظل بيته مشرعا أمام كل طالب علم أو مستفت أو باحثة ومنتدى للعلم والعلماء ومركزا لثلة من أصدقائه ورفقائه في العلم..
4- مشاركاته وانشغالاته.
لم تكن المهام العلمية للشيخ وانشغاله بالعلم والتدريس والقضاء’ لتشغله عن الإهتمام بأحوال بلده السياسية والإجتماعية’بل كان رحمه الله متتبعا لأحوال الأمة مشاركا له في همومها وأحزانها كما كان في آماله وأحلامها.وهكذا رأينا كيف استقال من منصبه كمدرس بالمدرسة الإسلامية الفرنسية احتجاجا على سياسة فرنسا بالمغرب’ وعين من طرف الخليفة السلطاني ـــ باعتباره القاضي الشرعي لمدينة تطوان ـــ ضمن الوفد الرسمي الذي تقرر ايفده لإلى مدريد لتقديم الشكر لرئيس الدولة الإسبانية على موقف اسبانيا بعد جلالة المغفور له محمد الخامس ,هذا الأخيرالذي استقبله بعد عودته الميمونة واستقلال المغرب, كما استقبل كذلك من طرف جلالة الملك الحسن الثاني رحمه الله, ضمن أعضاء رابطة علماء المغرب
5_ مناقبه وآثاره :
توفي رحمه الله بمسقط رأسه تطوان صبيحة يوم السبت09 ربيع الأول1414ه موافق 28 غشت 1993م عن سن تناهز 90 سنة, تاركا وراءه ذكرا طيبا بين أصدقائه وطلبته الذين يذكرونه بالعلم والزهد في الدنيا وبأخلاقه الفاضلة المثلى, وكذا نشاطه وهمته في التدريس والبحث. ومن أعماله إصدار الأحكام الشرعية خلال مدة قضائه, وله تعليقات على كتاب مفتاح الأصول للتلمساني, وتصحيحات وتعقيبات على بداية الاجتهاد لابن رشد, وتقريرات على أحكام القرآن لابن عربي وتقييد أسماه إخراج الخبايا في التحريم البناء على القبور والصلاة بالزوايا ضمنه رأيه الواضح والصريح في هذه المسألة بالدلائل والبراهين الشرعية وقامت مشكورة جمعية قدماء معهد مولاي المهدي بتطوان بإشراف الاستاذ الباحث مصطفى. محمد الشعشوع بالقامة الذكرى الأربعينية للمرحوم حيث شارك فيه ثلة من الأساتذة الأجلاء الذين ذكروا بمناقب الشيخ ونشاطه العلمي وسجلاتها الفقهية طوال حياته.كما قامت الجمعية المذكورة أواخر سنة 2001 بطبع ونشر كتيب عن الشيخ في طبعة أنيقة ترصع هامتها صورة بهية للشيخ. جمع هذا الكتيب الكلمات التي ألقيت في الذكرى الأربعينية ومن بينها كلمة الآستاذ مصطفى الشعشوع وادريس خليفة، وعبد الغفور الناصر مع قصائد شعرية لبعض الشعراء المفوهين . كما تضمن نماذج من كتابته ومراسلاته، وكذا بياناته عن اجازاته العلمية مذيلا بأقوال الصحف في حقه والتي خلدت لحادث وفاته مبدية ما لهذا الحدث الجليل من أثر على الحياة العلمية محليا ووطنيا.

تقييم:

2

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة