فضاءات الجديدة (البلدية)

الجديدة (البلدية)

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـجماعة
المصطفى بنوقاص
مسجــل منــــذ: 2012-08-02
مجموع النقط: 2375.42
إعلانات


حوار مع الناقد المغربي الحبيب الدايم ربي \\ عزيزة رحموني \\ المغرب

×××××

شخصيا بتّ أرتاب في جدوى الشعر...لا لأنني لا أكتبه، بل في جدوى الكتابة أصلا..هناك إبدال شنيع يعيد تشكيل الأوعاء والحيوات والأذواق وترتيب الأولويات في كل المناحي ما خلا الشعر..أخشى أن يصبح الشعر صدى للماضي الذي ما كان..الشعر رماد لن تتفتق عنه عنقاوات العولمة.يحزنني كذا كلام، بيْد أنه قد لا يعدم وجاهة..قد يغيب الشعر إلى حد أننا بتنا نلفي دمه موزعا بين قبائل الشعراء...المائة ألف ...المحتفية بموته! هذه الأيام في مهرجانات تنكرية.

هل يستطيع المبدع ان يطلِقَ سراحه من نفسه؟

هذا سؤال افتراضي، سيما وأنني لا أحوز من صفات المبدع غير الادعاء. ولا فخر.."لا أحد يستطيع القفز فوق ظله" كما قال الزميل شعيب حليفي...نستطيع الفكاك من كل شيء عدا سطوة ذواتنا..من دونها نربح العالم ونخسر وجودنا... جرّبي أن تنعتقي من ذاتك..فهل بوسعك ذلك؟ ومع ذلك فليس من المستحيل التجرد من "دوكسا" الذات. ولنا في المحاولة(محاولة تخطي الذات في الكتابة) أجر المجتهد.

عيون المبدع فيك كيف ترى العالم اليوم ؟

قد لا أحتاج إلى عيون مبدعة كي أرى القتامة..ومع ذلك فأنا أرى ما لا أرى...حمدا لله أنني رأيت ما رأيت...الرؤية الأسيانة تضيق عنها العبارة والصدر معا.

ما المفارقات التي تشهدها الساحة الثقافية اليوم؟

ما أكثر المفارقات في عالم اليوم، ولعل من أبرزها أن الكل يشكو زمانه..ليت دهري هذا الزمان لمن؟ كثرَ المتأدبون ولا أدب. شاع المثقفون وندرت الثقافة. كثر المقروء وعزّت القراءة...طغتْ وسائل الاتصال وقل التواصل. نكّل المثقفون ببعضهم أضعاف ما نكّل بهم خصومهم التاريخيون.وها أنا أجيبك عن أسئلة تتصل بالشعر ولم أخطّ منه شطرة واحدة قطّ .ألا يعد هذا في حد ذاته مفارقة المفارقات؟.تمططت المفاهيم حتى صارت تدل على الشيء ونقيضه في آن..عَجَبي!.

و ما موقف المثقف المغربي مما يجري حوله؟

يبدو "المثقف"، عموما، كيتيم في مأدبة اللئام لكونه صار يحوز فضيله الجهل الكافي بما يجري ويدور...رؤيته حسيرة...وموقفه باهت..وأحيانا مؤسف...وإذا رفع صوته فلكي يرفع عقيرته بالشكوى في واد (طوى). لقد تم ترويض النمرة وقضيَ الأمرُ إلا من رحم الرحمن..وحالُ مثقفنا بالمغرب يُغني عن السؤال.

الحبيب و الترجمة،أي علاقة تربطهما؟

لا أحد منا- نحن أبناء الضاد- لا يترجم وهو يكتب..لستُ فصيح التفكيرتماما وما من أحد غيري كذلك.أفكر بلغة وأكتب بأخرى ولو داخل لغة واحدة...أنقل الفكرة والإحساس عبر توسطات لاتنتهي عبر اللغة\'(اللغات)..وللغة إكراهات..أحاول البقاء جوار المعنى كلما تمت خيانة المعنى.. هذا إن كان هناك في الأصل معنى...أما حين تترجم نصوصي إلى لغات أخرى..فأغلب الظن انها لا تشبهني.أو هكذا أجدها..رغم اجتهاد المترجمين...أعيد تنقيحها معهم حتى تتشرب بقدر معقول من الركاكة التي تطبعني أنا العاميّ المتفاصح...

كلمة أخيرة؟

لئن حمَلَ كلامي قدرا معتبرا من الأسى فأنا لست حزينا إلا بالنصف. والكتابة وإن كانت لا تطاوعني فإنها "منجردي"الذي به أغتدي من همّ وغمّ، والطيرُ في وكناتها ماتزال....إنها فرح صغير يشعّ في القفر....فأحضنه بضحك يشبه البكاء. فهل بلّغت؟!.


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة