فضاءات ام القطين

ام القطين

فضاء الموروث الثقافي الشعبي

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
العمده الشملاني
مسجــل منــــذ: 2012-08-25
مجموع النقط: 24.86
إعلانات


المفرق وقراها

المفرق وقراها: الذاكرة السمراء (1-3)
كتابة وتصوير: مفلح العدوان
شرقا.. يأخذني الحنين
مضى زمن طويل لم أرتحل إلى هناك، لكنني كلما تلفت شرقا، تسحبني خيوط المحبة، والدفء، والتوق إلى المفرق، وقراها التي كنت زرت كثيرا منها، خلال نبض تلك الأمكنة على مساحة «بوح القرى»!
ولأن آخر زيارة ميدانية لتلك القرى، كانت حين قابلت الطيبين في قرية ارحاب، وكان معي الصديق الدكتور هاني أخو ارشيدة، وقد مضى أكثر من سنة ونصف على تلك الزيارة، وكنت آمل أن ارتب جولة أخرى لها.
كل مرة أعقد العزم على جولة في المفرق، يتم التأجيل لأسباب مختلفة، غير أن اتصالا هاتفيا جاءني من الانثروبولوجي الدكتور عبد العزيز محمود، أعادني إلى مساحة التفكير، والبحث، في جوانب أخرى من المفرق، وقراها، وكان هذا الاتصال يدور حول تكليفي بكتابة شهادة حول المفرق وقراها، تكون من وحي معرفتي الميدانية بالمفرق، وفي سياق مشروع «بوح القرى».
رحبت بالفكرة، وفي ذات اللحظة، أعطيته عنوان كتابتي: «الذاكرة السمراء»، ولكن ظروفا موضوعية حالت دون إقامة تلك الندوة في موعدها، والتي كان من المقرر أن ألقي شهادتي هذه فيها.
كتابة استعادية
فعل خيرا الدكتور عبد العزيز محمود بتذكيري التلقائي بالمفرق، وهي لم تغب عني أبدا، لكن زخم زياراتي إلى محافظات أخرى، أخّرَت من تنفيذ مخططي حول الكتابة عن قراها، ولذا فقد كانت هذه الورقة فرصة لاستعادة جوانب مختلفة من المفرق المدينة، وتلك القرى المحيطة بها، والتي تركت أثرا عميقا في النفس، وهنا أكتب في تلك الأجواء الحميمية، الاستعادية ل»المفرق وقراها: الذاكرة السمراء».
إنها مشاهدات في كل قرية زرتها، منذ أول «التحيات الطيبات» لتلك الأنحاء، وحتى تداعيات التعلق الوجداني، بعد ذلك، بتلك التفاصيل، والصور، والأحداث، التي صارت تحفر في الوجدان، في حوزة التوق لنبش كل ما كان من تاريخ وتفاصيل حول تلك الأمكنة والناس الذين واطنوها.
نماذج التشكيل
كانت تستفزني تلك المشاهدات التي عايشتها حول جوانب من المسكوت عنه في بعض قرى المفرق، وهي نماذج يمكن أن تعمم على كثير من تلك القرى التي تستحضرها الذاكرة، وهي حاضرة في برنامجي لاستكمال الكتابة عنها، وإن لم أزرها حتى الآن.
نماذجي التي زرتها، وكتبت عنها، خلال السنوات الماضية، هي كل من: أم الجمال، وصبحا وصبحية، وأم القطين، وأم النعام، وارحاب، وزملة الطرقي، ومنشية القبلان، والدفيانة، وسبع اصير، وسما السرحان،.. وكان توثيقي لها يركز على تداعيات تسمية تلك القرى، وموقعها الجغرافي، وتاريخها الشفوي الذي تم تلمس بعضه من خلال اللقاء مع مجموعة من المعمرين، والعارفين بتاريخ تلك الأمكنة، وكذلك هناك إطلالة على أهم الأمكنة، والآثار، وعيون الماء، والبرك، والمقابر، والبنية التحتية، وقصص الناس، وحكايات التأسيس للمدارس، والمطاحن، وشق الطرق، وبدايات الانخراط المجتمعي في مؤسسات الدولة، وأهمها القوات المسلحة.
إنها محاولة كتابة فسيفساء التشكيل لتلك القرى، من خلال ما كان من زيارات ميدانية، والتقاط صور فوتوغرافية، وبحث، ودراسة علمية، عبر ترحال في بطون كتب الرحالة، والمراجع الأثرية، وكتابات الجغرافيين، والمؤرخين.
إنها كتابة تتأتّى عبر تلك الذاكرة السمراء: سمرة الوجوه، وسمرة الحجارة، وسمرة البيوت، التي تأثرت بالحرة في جوانب كثيرة منها.. انها كتابة حول المفرق وقراها.. توثيق آخر لتلك الذاكرة السمراء.
الفدين
أبدأ بالمفرق.. مدينة ليست سرابا، وإن كانت تحاذي الصحراء.. مدينة لها من الفراسة جانب، ومن البداوة حظ، ويختلط فيها الحضر بالبدو كأن هناك ميثاق قديم، يذيب فوارق التاريخ، ويلين قسوة الجغرافية بينهم.. وفي المفرق.. يرى المنتظر هناك توق المدينة المتجدد دائما، إلى أمكنة ومدن أخرى، وكأن المفرق نقطة البدء للانطلاق إلى اكتشاف التواريخ، والحواضر، والأماكن التي تتجدد مثلها ذاكرة، وحسن مقام..
والمفرق هي مدينة الحلم، واللهفة للمعرفة، والترحال، والأسرار.. وأول سر للمفرق، هو اسم، ورثته منذ أزمنة بعيدة، وهو «الفدين»، ما زال يحضر في الذاكرة، حتى وإن سجلتها كل أطالس الوطن تحت اسم «المفرق». والفدين، في اللغة من « فَدّن» بتشديد الدال، ويقال فدّن البناء، بمعنى طوله، ومدّ به بالإتجاه.. وهو تصغير فدن الذي ينطبق في معناه أيضا بأنه القصر المشيد، وهو أيضا من منازل بني أمية الصحراوية وبه آثار قصر قديم، وبسببه سمي المكان بالفدين، الواقع في طريق الحج الشامي، بينه وبين عمّان خمسة وستون كيلو مترا شمالا. وقد كانت منزلا من منازل الحاج، كما أنها محطة مهمة من محطات السكة الحجازية .
القصر المشيّد
وعودا إلى التداعيات الأولى للمكان هناك، حيث أن الفدين، أو القلعة الحصينة، هي أيضا القصر المشيد، الذي تعود جذور الاستيطان به الى العصور الحجرية التي تركت هناك بقايا الأدلة الصوانية ثم ارتقى في العصور الحديثة والبرونزية المبكرة. وفي العصر الحديدي الثاني تطور الموقع، وتم بناء قلعة مستطيلة الشكل على الطريق الواصل من الشمال الى الجنوب أثناء حكم المملكة الآرامية في دمشق، وذلك لرصد الطريق الداخلي، وصدّ غارات القبائل البدوية على حدود المملكة الجنوبية، وقد أعيد استخدامه في العصور اليونانية والنبطية والرومانية، إذ انه وجد فيه الكثير من النقوش النبطية واللاتينية. أما في العصر البيزنطي فقد أعيد استخدام المبنى كدير مسيحي، وقد ذكر في الوثائق السريانية في القرن السادس الميلادي، كما أنه وجد شريط كتابي فسيفسائي موجود أمام حاجز قدس الأقداس مكتوب باللغتين الإغريقية والسريانية الآرامية تؤكد أن الدير كان نسطوريا تابعا لأبرشية بصرى الشام.
عناقيد القرى
مشكاة حب.. تلك المدينة.. وهي واسطة الوصل لكل الأماكن المرتبطة بالطرق المتشعبة من نبض حضورها.. هي اليوم، تسمى المفرق، الاسم الآخر للفدين العتيقة.. ومن المفرق تتفرع طرق البر، والمسالك البدوية، وخط الحديد الحجازي.
يتتبع المنطلق من المفرق، سيرة الدروب، ليرى طريق المئة وهو ينقله الى حدودها الشمالية في موازاة نهر اليرموك، والوديان السورية، أما جنوبها فيلاصق نهر الزرقاء، وعمان، بينما شرقا توصلنا الدروب منها الى الصفاوي وأم الجمال والرويشد، غير أن الغرب مفتاح البادية واربد وبيسان ونابلس.
المفرق.. صلة الوصل بين الشمال والجنوب.. بين بادية الشام وبادية العراق..
وفي المفرق، وعلى دالية حضور المكان تتنامى القرى كأنها عناقيد الكرمة منتشرة، ومتشعبة، ومتفرعة، عن وادي السرحان، ووادي الليث، الى ان تصل الى ام الجمال، والخناصري، وقرى ارحاب، وبلعما، والبستانة، والرابية، وابو الهيال، والمنشية، والزعتري، وبريقا، وام السرب، وطريق القطار العثماني الموازي لآثار الفدين القديمة وصولا الى قلعة المفرق.
تلك بعض تفاصيل جغرافية المفرق، ومسالكها الى كل من حولها، كأنها النبع، أو مثل الجدة التي تمد ظلال حنانها الى كل من تطاله رأفتها، وعبق رحمتها!
بيت الشَعَر.. وبيت الطين
للآثار سحر هنا، كما هو الحال مع تجليات التاريخ في وصف حال المفرق التي اكتشفت فيها 360 خربة، كان البدو يخزنون المحاصيل قربها. بهذا الاستهلال تتحدث الدكتورة هند أبو الشعر عن المفرق، في معرض كتابتها لتاريخ المنطقة، فتحكي قصة المدينة، وكأنها عايشتها في كل العصور.. وهي تضيف، أيضا، بأن لجنة حكومية كانت منذ العام 1880م قد اتخذت من الفدين مقرا لها، وسط خرابات، وقرى تابعة، تقع على طريق الحج الشريف، وهي التي انتشر خط سكة الحديد في ديارها، وهو الخط الذي أنهى العصر الذهبي للسلطة البدوية وفتح بابا جديدا في العلاقات. تستمر الدكتورة هند ابو الشعر في بوحها عن المفرق، والخط الحجازي، والرحلة الى الحضارة، حيث تشير، أيضا، الى أنه في العام 1926م، في عهد الإمارة، برز ما يعرف بحرب بيت الشعر، وبيت الطين، إذ أن الخط الحديدي الحجازي، بات محميا، مما أنهى مصائب العرب والفلاحين، وقد تزامن ذلك مع انشاء قوة حدود شرق الأردن، التي كانت مواقعها في بادية الفدين، على الحدود مع الحجاز وسوريا.
كما يتحدث الدكتور فواز طوقان، في مكان آخر عن الفدين، فيقول إن ثورة جديدة في البلقاء، سرعان ما نشبت وكان مركزها مدينة الفدين، ما بين ثورة السفياني وانتفاض القبائل، وقد مرت سنوات خلافة أبي العباس السفاح، وانقضت ثورة عبد الله بن علي على المنصور، واستتب الأمن للخليفة العباسي الثاني.. ويسترسل في التفاصيل بأن أول ثورة في الأردن قادها حبيب بن مرة المري، الذي كان أحد قادة مروان الثاني وفرسانه، وهو الذي رفع الأعلام البيضاء، وتعني ذلك الزمان خلع البيعة من أبي العباس السفاح، ونقضها، وقد وقعت في البلقاء وحوران، وعلى أرض الفدين، التي ما زالت آثارها باقية من جوامع، وفسيفساء، وقصور، وحمامات صحراوية، تؤشر على الدور التاريخي لمدينة الفدين.
تخطيط المدينة
نختم هنا بوصف الشيخ حمزه العربي، في كتابه جولة بين الآثار، للمفرق من ناحية تنوع الناس فيها، وتقسيمها، حيث يقول عنها: (وفي سنة 1928م أقطع جلالة الملك عبد الله بن الحسين أراضيه لفئة من المغاربة: جزائريين، وتونسيين، ومراكشيين، وليبيين بزعامة علي باشا عابديه الطرابلسي. فاقتسموا الأراضي الزراعية وأراضي البلدية المهيأة لابتناء المنازل، فخُططت الشوارع والأسواق، وبُنيت الدور، وشيد مسجدان ثم جاورهم كثير من الدروز والنصارى فعمروا بها كنيسة. وكثرت بعدئذ فيها السكان من الحجازيين والمعانية والسوريين ثم بنيت بالقرب من الفدين ثكنة للجنود ودائرة للجمارك ومركز من مراكز شركة البترول العراقي، فأصبحت مدينة عامرة مزدحمة بالسكان، وحُفر فيها عدة آبار ارتوازية، فتيسر فيها الماء العذب بعد أن كان شحيحا إلا ما تجود به لهم أمطار الشتاء، وتحتفظ لهم به تلك البركة الأثرية.. أما الآن وقد استنبطت المياه الارتوازية فقد ازدهر العمران وتكاثر السكان وراجت التجارة ونمت الثروة.. وإنما سُمي الفدين بالمفرق لأنها تقع في ملتقى الطرق بين بغداد وعمان وسوريا وفلسطين وإربد وجرش، ففيها تلتقي هذه الطرق ومنها تتفرع الى الجهات المذكورة وغيرها..).
المفرق وقراها: الذاكرة السمراء (2-3
كتابة وتصوير: مفلح العدوان - لا مكان للصمت هنا.. كل موقع في المفرق ينطق بزخم من التاريخ والذاكرة، ولذا فكيمياء المكان والإنسان، على حد الصحراء، تسحر القادمين إليها، فتجبر كل من يمر خلالها، على أن يوثقها كتابة بين يديه، ولذا فإن أكثر من كتب عن المفرق هم الرحالة الذين مروا بها، ولم ينسوها، فثبتوها، باسم المفرق أو الفدين، في وثائقهم، وأشهروها في شهاداتهم.
وقد انفرد بذكر الفدين، ياقوت الحموي، في معجم البلدان ، حين حكى بعضا من تاريخها، فقال: (استوفد الوليد بن يزيد بن عبد الملك من مروان فقهاء من أهل المدينة، فيهم عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، رضي الله عنه، يستفتيهم عن الطلاق قبل النكاح، فمات عبد الرحمن بالفدين من أرض حوران ودفن بها؛ وسعيد بن خالد بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية الأموي العثماني الفدّيني، خرج في أيام المأمون وادّعى الخلافة بعد أبي العَميطر علي بن يحيى، خرج وأغار على ضياع بني شرَنبثَ السعدي، وجعل يطلب القيسية، ويقتلهم، ويتعصب لأهل اليمن فوجّه اليه يحيى بن صالح في جيش، فلما كان بالقرب من حصنه المعروف بالفدّين، هرب منه العثماني، فوقف يحيى بن صالح على الحصن حتى هدمه وخرّب زيزاء، وتحصن العثماني في عمان في قرية يقال لها ماسوح وصار يحيى بن صالح الى عمان واستمد العثماني بزيوندية الغور، وبأراشة، وبقوم من غطفان، وانضمت اليه عَيّارة من بني أمية، ومن جلا عن دمشق من أصحاب العَمَيطر ومسلمة، فصار في زُهاء عشرين ألفا، فلم يزل يحيى بن صالح يحاصره ويحاربه حتى أجلاه عن القريتين جميعا، فصار الى قرية حسبان وبها حصن حصين فأقام به، وتفرق عن أصحابه، ولا أعرف ما جرى بعد ذلك..).
حديث الرحالة والجغرافيين
كما أشار ابن طولون الصالحي إلى المفرق، حين ذكرها في تعداده لمنازل الحج الشامي في رحلته، وقال: (ثم رحلنا منها « ويقصد أذرعات « أوائل فجر الغد، فوصلنا أرض المفرق بعد المغرب فعشينا بها..).
ويذكر المفرق كذلك الجزيري في تحديد منازل حجاج الشام، حيث قال :
(ثم يرحل منها « يقصد أذرعات « الى محل يسمى خان المفرق ، وهو خان
قديم ، وبه تل ، وتلك المنزلة خالية من الماء ثم يرحل الى الزرقاء ..).
كما مرّ بالمفرق الرحالة بكبريت في طريق عودته من اسطنبول، وكتب عنها: (ولما كان الصباح رحلنا، وأتينا على وادي القديم، ويعرف بالمفرق، لأن الحجاج إذا رجعوا تفرقوا فيه، وهو مسيل كثير الزلق، وحوله قرى وضياع).
أما الرحالة الخياري الذي أقام في المفرق، في رحلته من المدينة الى الأستانه، فقد كتب موضحا سبب تسميتها بهذا الإسم، حين قال بعد أن غادر الزرقاء:
( فسرنا مبادرين بغلس وقد أخذت العجلة من الحجاج بالنفس، علونا أول المسير تلالا مرتفعة، وهبطنا وهادا تكاد أن تكون ممتنعة حتى وجب فرض العصر
واقتضى الكلال من المسير الجمع والقصر، فنزلنا منزلا بين وهاد وربى مخضر العذبات يميلها الهواء طربا قد اشتد به سلطان الهوى فلم يبق عمود فسطاط قائما الا حركة يكاد يهوى أو هوى. وهذا المنزل يسمونه: المفرق، وسبب تسميته بذلك أن أهل القرى كطرابلس ونابلس ومن وصل مع الحاج من أهل البلقاء والزرقاء يتفرقون منه الى أوطانهم فلذلك يسمونه المفرق، وقد أقمنا به الى أن صلينا به العشائين، وذهب ألم التعب والاين، واستمرينا به نستعذب السمر ونستقرب طلوع القمر..).
وكذلك مرّ بالمفرق الشيخ العالم عبد الغني النابلسي في طريق عودته من ارض الحجاز، وبعد أن أقام بالزرقاء شدّ الرحال مارا بوادي البطم، وقال :
( ثم أصبح صباح يوم الأربعاء الثاني من صفر الخير فنزلنا في أرض المفرق تحت ظلال الخيام، وليس هناك ماء ولا قلعة، ولا بيوت، فما هي دار مقام الى ان صلينا العصر ثم ركبنا وسرنا في ذلك الطريق السهل..)
وعنها قال الرحال التونسي محمد السنوسي:(ونزلنا عند الغروب في المفرق وبه قلعة خربة وأرضه بما حمله المطر تنحل ّ به كالعجين، ولذلك كان مخيفا.
وقد سمي هذا بالمفرق لتفرّق الحج فيه بغير انتظام. وهناك شاهدنا السراب مقتربا منا كالبحر، فأبصرناه في أحسن المناظر.. وتوالت المطر..).
طريق الملح
بعد هذه الجولة في تاريخ المفرق/ الفدين، نمضي إلى تلك القرى التي كنا زرناها، لنستعيد ذاكرتها مرة أخرى، ولنا عودة قادمة إلى ما تبقى من تاريخ مدينة المفرق، فهذه مقدمة لكتابة مفصلة حول المفرق.
أستل مما كتبت، مفتاحا للتذكير بطريق الملح، الذي كان يمر من قرى المفرق، وهو امتداد لطرق التجارة، والحروب، القديمة، وهنا أتكىء على شهادة شفوية من الشيخ محمد بخيت المعرعر (أبو جمال)، ذات زيارة إلى قرية أم القطين، تلك الشهادة التي ابتدأت بقوله «هي راسخة منذ القِدم».. وأكمل شهادة بقناعته بموقع ام القطين الاستراتيجي، وأن الأهمية القديمة تعود الى «الطريق النبطي القديم الذي كان جزءا منه مهيأ للعربات، والجزء الآخر للجمال، وكان هذا الدرب المعبد بالحجارة يربط أم القطين ببصرى الشام، مثلما هو خط الوصل بين القرية والأزرق أيضا، وبذلك تكون أم القطين في منتصف المسافة بين الموقعين».
وفي موقع آخر من حديثه يقول: «هذا الدرب المار في القرية كانت تسلكه قوافل الملح القادمة من الأزرق على اعتبار انه جزء من «طريق الملح»، لذلك فهي منطقة عامرة ووفيرة الماء منذ أقدم الأزمنة ودليل ذلك البرك الرومانية، والآبار، والمساكن القديمة الكثيرة فيها، لكن في الفترة بين عام 1925م و 1930م نهبت القرى المجاورة السورية كثير من أبراج أم القطين، وأخذ حجارتها البعض لبناء مساكنه الحديثة مما أثر على بنيانها القديم، كما أن الفرنسيين في تلك الفترة قصفوا القرية لاعتقادهم أنها مأهولة ويسكن فيها الثوار، فكانوا سببا في تدمير جزء كبير منها».
«رجم الضَو»
سأتوقف هنا، لأهمية طريق الملح، وهذه التجارة المهمة في المنطقة، وأقفز الى قرية أخرى، مجاورة هي الدفيانة، وسأتوقف هناك عند مكان، معروف، في الذاكرة الشعبية، باسم «رجم الضو، الذي يتذكره كبار القرية، ويستحضرون معه «الحجة زانه»، هي آخر من خرج من خربة الدفيانة القديمة، الى القرية الحديثة، وكان هذا عام 1992م، وفي حديثهم عن بدايات الاستقرار في (الدفيانة) التي سكنها مع بداية القرن العشرين أبناء (عشيرة العيسى)، الذين أحبوا هذا المكان بعد أن عايشوه، وقد كانوا يعرفون الخيمة التي كان ضوءها قريبا من الحد هناك، وكان بجانبها رجم سمي باسم الضوء المنبعث كل ليلة من تلك الخيمة الوحيدة، حاملة السر، بانتظار الآتين إليها قرب (رجم الضو)..
هكذا توارثوا الاسم حتى بعد عشرات السنوات، وبعد أن أزيلت الخيمة التي كان يأتيها الرجال بالملح بعد رحلته معهم من واحة الأزرق متجاوزين كل تلك المسافات إلى أن يصلوا إلى ضوء الخيمة ليرتاحون هناك بانتظار الدروز الآتين من جبلهم وثراهم حاملين قمح حوران ليقايضوه بملح الأزرق، فكانوا يتبادلون الأخبار مع البضائع عند (رجم الضو) الذي صار بعد أن تلاشت الخيمة ذكرى وبعض قصص يتوارثها الخلف عن السلف قريبا من نقطة الحدود القائمة بين الدولتين!
حكاية شفيعة
للحكاية الشعبية حضور في قرى المفرق.. وهناك في قرية أم النعام، نسمع قصة توازي الأسطورة، يتحدث بها المجتمع، كجزء من الإرث الجمعي، ولعل الذاكرة السمراء هنا، تتداخل مع المخيلة الغرائبية، والتي تفضي إلى «حكاية شفيعة»، وأوردها بتصرف نقلا عن بعض كبار القرية على النحو التالي: (كلما ذكر اسم «شفيعة»، تكون ابتسامة، واستعادة لذاكرة فيها بعض خرافة، وشيئا من الأسطورة، لكنها متعلقة بأهل القرية، ومرتبطة بجزء من الموروث الشفوي للعائلات فيها.
تقول الحكاية، والراوي هنا هو المختار حسين أبو سماقة (ابو حلمي)، الذي تحدث بعد ابتسامة، وتعديل في وضع جلسته، استعدادا لبدء القصة التي قال إن بعضها خرافة، لكنها صارت متوارثة، وشعبية مرتبطة بأناس هذا المكان، و( الشِفيعة، هو الغزل المستخدم لنسج السجاد، يسموه الناس شفيعه، يعني كُبّة، وكان من الصوف، أو الشعر، أو القطن، كله يسموه شفيعه.
ويقال انه زمان أول كان واحد فارس وخيّال، وهو ماشي لقي شفيعه بطريقه، فقام حملها وحطها بالخرج، وانها تتحرك، وتتكلم، وتقول له أنا بنت من الجن، وأنا مطروده من عند اهلي، فقام وحملها من الخرج، وركبها وراه، وبعدين اتزوجها، بعد ما وافق على شرطها وهو انه ما يطلعها بَرّه(الى لخارج) لا بالليل، ولا لما تشتي وتبرق الدنيا..
مرّت سنين وهو متزوجها،وخلفت منه بنت، لكنه بعد فترة كرهها، وصار ودوا يخلص منها، فطلب منها إنها تجيبلو شغله من بره وكانت الدنيا ليل وبرق، ولما طلعت بهذاك الوقت اختفت، لكن ظلت بنتها اللي رباها أبوها، وبعدين خذاها واحد من جدودنا، وخلفت منه، وهذه قصه الكل يحكي بيها وهي خرافة، لكن كل ما تنذكر شِفيعه، تنذكر هذه القصة، والله اعلم»..وانتهى من حديثه بابتسامة كما كانت البداية.
المفرق وقراها: الذاكرة السمراء (3-3)
كتابة وتصوير: مفلح العدوان - دهشة تتملكني كلما استرجعت في الذاكرة تاريخ تشكيل تلك القرى في المفرق، ومع الدهشة يتنامى إعجابي بالمجتمعات هناك، وأنا أرصدها بعين العارف بها، المتشرب تفاصيلها، لا بروح المستشرق العابر منها، الغريب عنها.
نعم.. دهشة، وإعجاب، بقصص تكوين تلك القرى، بكل مراحل تسجيلها، وقسمتها، واستصلاحها، وبنائها، والاستقرار فيها، كلها حكايات نجاح، ونضال، بشكل تلقائي، وفطري، ولكن مع إصرار على التغير، والتقدم نحو الأفضل.
وهنا سأكمل ما بدأت من محاولة التأشير إلى حكايات بارزة، وعلامات تحتاج إلى تأمل وتدقيق فيها، كانت ساحة حضورها، تلك القرى في المفرق.
«صَدَق أبو مصطفى»
قرية أخرى.. ذاكرة أخرى.. هذه المرة في سما السرحان، والشهادة كانت من كبارها حول التطور الحديث لسما السرحان، بمعنى أخر، كيف وصلت الخدمات لها، بعد معاناة، كان الحل قادما بحديث شفوي، تلقائي، وصفي التل (أبو مصطفى)، هكذا يذكرونه، وهم يسردون الحكاية، حول أوائل الخدمات في سما السرحان، وكيف تحقق الحلم: (يتذكر أهل القرية أن الخدمات الحقيقية وصلت إلى قريتهم بعد زيارة شهيرة للمرحوم وصفي التل، أيام كان رئيسا للوزراء، ويعرج على تفاصيل هذه القصة الحاج أبو زعل بعد أن يتحدث عن المدرسة والعيادة في القرية، كمفتاح للتطور الذي حدث، وفي هذا السياق يقول: كانت أول مدرسة في «دار سلامه، وقمنا سَكّناه ببيت شعر، وحطينا المدرسة في هذيك الدار، وما كان فيها إلا صف أول.. وبالنسبة للصحة، كان يجينا من المفرق دكتور اسمه سليمان بقاعين، وكان يمر عندنا بالأسبوع مرة، وكان يعالج الناس من أهل البلد عندي بالدار، وبعد فترة قال لي والله تعب عليك انه نعالج الناس عندك بالدار، إيش رأيك تأجرنا غرفتين عندك بالحوش، وبالفعل استأجروا مني، وبعدين عمّرنا على الغرفتين وصار مركز صحي.
لكن الخدمات الصحيحة إجتنا مع زيارة دولة المرحوم (أبو مصطفى) القرية، وهذي إلها قصة يوم انه أجا وصفي التل واتغدى بمغير السرحان، بعدين أجا عندي المزرعة، وقال ودي تقول لي أي اشي تحتاجه سما، فكان ردي عليه انه أجونا حكومات قبلك وما عملوا إلنا اشي. لكنه قال لي احكي، وبعدين نشوف. فقلت له، أول حاجة الطريق يا أبو مصطفى.
قال : أنا شفته، ورح نزفته.
قلت: عندنا عيادة، ووضعها خربان، ومعششة فيها الحيايا والعقارب.
قال: بكره الساعة ثمانية الصبح يجيك امبلنص(سيارة إسعاف) وفيه أربع أسره، تشوف له مكان عندك.
قلت له: والجامع، عَمّرنا منه غرفتين وما كَمّلناه.
قال: الجامع، بعد أسبوع تراجع الأوقاف عشانه.
قلت: والمدرسة موجودة بالجهة الشرقية وصرنا بانيين شمعاتها، ومش قادرين نكملها.
قال:تراجع التربية بعد أسبوع وانشاء الله تكون محلولة مشكلة المدرسة.
وخلّص أبو مصطفى زيارته، ورحل.
ونمنا ليلتها، واحنا ناسيين الوعود، يعني كنا مفكرين انه وعده مثل غيره، وانه رح يتأخر علينا.
لكن ثاني يوم، ومن الصبح، وإنوا صوت الإمبلنص يدوّي بالقرية.. كمان اتفاجأنا انه بعد سبع أيام وانه الآليات تشتغل بالشارع للقرية، وزفتوه خلال هذه الفترة. وقمت أنا راجعت بعد أسبوع التربية وانهم مجهزين أربع آلاف دينار للمدرسة، وراجعت، كمان، الأوقاف وكان إلنا بيها ألفين دينار عشان الجامع، وبعيدها قلنا: (صدق أبو مصطفى).. وصارت سما، وكبرت من يومها».
قسمة الآثار
الذاكرة الشفوية تعطي بعدا آخر للتاريخ المكتوب، وتكشف نقوشا يعجز عنها الآثاريون رغم خبرتهم في تحليها، وهنا عندما أصل أم الجمال، تسحرني آثارها، لكني بعد بحث علمي مضني، أجدني أمام مواجهة الحقيقة المجتمعية، في أن تسميات الآثار، والحفريات والتنقيبات، تتلاشى، عندما يطفو فوق سطح الأحاديث كيف كان الوضع حتى منتصف القرن الماضي، وهذه شهادة مستلة من أهل قرية أم الجمال: «أما الوضع داخل حدود منطقة الآثار فقد كان متعارف عليه بأنه لكل صاحب بيت شعر، توجد منطقة حجرية، وبيت من الآثار، أو مساحة تعود لعائلة، تعرف بأنها تعود لها، حيث أنه كان هناك في الآثار منطقة «دار العويسة»، وهي الآثار المعروفة بالمحكمة، ودار العويسة هم أحد أفخاذ السرور من المساعيد. وكان هناك ما يعرف ب»تبابين الشيوخ»، وتعود لشيوخ القرية، حيث كانوا يضعون فيها التبن، وموقعها قريب من الكاتدرائية. كما أنه في الموروث الشعبي، ما زال أهل القرية يتذكرون منطقة «دار المعز»، التي كانوا يضعون فيها الماعز في الشتاء، و»دار أبو مرجي»، وهو فاعور اللاحم، و»بير الحاج مشوّح السحيم»، ومنطقة المدرسة، وهناك دائما تبابين في الآثار لمعظم العائلات في القرية، وهناك أيضا «دار الجلّة» (الجلة هي مخلفات فضلات الحيوانات، وتستخدم كوقود في الشتاء)، و»دار الغولة» أو «دار العويسي». وتلك المناطق التي تم استغلالها بهذا الشكل كلها معالم أثرية، وضمن منطقة الآثار، وتم استغلالها للسكن أو الخزين، أو جمع الماء، أو التعليم، وأخذت التسمية نسبة إلى من قطنها، أو الطريقة التي تم استغلالها بها».
صلح عشائري
قرية رحاب لا تقل أهمية عن قرية أم الجمال، وآثارها، وكنائسها، معروفة وعميقة في التاريخ، خاصة تلك الكنيسة الكهفية في تلك القرية، غير أنه عند الاستماع الى ذاكرتها الحديثة، تثيرني تلك النشوة الاجتماعية في رحاب، وكيف أنه بعد حديث التاريخ والآثار، يكون للحديث نكهة المحبة، في أن هذه القرية شهدت أهم صلح حافظ على الأمن المجتمعي، على مستوى الأردن بأكمله، بين عشائر الشمال، وبني صخر، وهنا أورده لأهمية الوثيقة والشهادة هنا:
«هذا حدث مهم وقديم يتوارد بوحه كبار قرية رحاب عندما يريدون تفصيل تاريخ القرية، حيث يشيرون في أحاديثهم بأنه قد عقد في رحاب، في عام 1920م، أكبر صلح عشائري تشهده المنطقة، إذ أنه في بيت الشيخ مكازي أخو ارشيده تم صلح الشمال مع بني صخر، بحضور الأمير شاكر بن زيد مستشار أمير الأردن لشؤون العشائر.
وقد تم توثيق هذا الصلح في (كتاب الرمثا ولوائها) لفاروق السريجين، كما أنها وردت في مذكرات محمد رسول الكيلاني سنة 1997م، ونورد هنا النص كما هو عند فاروق السريجين تحت عنوان اتفاقية الصلح:
« قامت عشيرة بني حسن بالتوسط بين الفرقاء المعنيين بزعامة امكازي اخو ارشيده لإجراء الصلح فيما بينهم، فقام بنو خالد بإجراء الصلح منفردا في الرمثا، وسمحوا فيه بكل شيء، أما الرماثنة وبنو صخر والسرحان فجرت مباحثات أولية بين الشيخ فواز البركات من جهة، وبين مندوب القبائل البدوية الشيخ منصور القاضي، وحضر المباحثات الشيخ سعد العلي البطاينة في قرية رحاب وذلك يوم الاثنين 20 محرم 1339ه/ 4 تشرين الأول 1920م.
اشترط الرماثنة خلال المباحثات أن تعود الخيل والعدولة مثاني، وكذلك تعود القرضة، وأن يكون الصلح حفار ودفار (أي إنهاء الخصومة بلا قيد ولا شرط)، كما اشترطت القبائل أن يكون الصلح من غباغب بحوران الى الرمثا، ومن جبل الدروز الى الشلالة، بالنسبة للرماثنة، أما بالنسبة لسعد باشا العلي، فاشترطوا عليه أن يكون صلحه عن جبل عجلون كاملا وليس عن نفسه.
وفي يوم الثلاثاء 6 صفر 1339ه/ 19 تشرين الأول 1920م اجتمعت الأطراف المعنية لإجراء الصلح في مضارب بني حسن في رحاب برئاسة مكازي أخو ارشيده».
الحجارة المنهوبة
كثير من القرى تشير بأصابع العتب الى أهلها، فقد غيّروا فيها، وبمعنى آخر فقد خلخلوا بنيتها التاريخية والأثرية، عندما كان استقرارهم قربها، إذ أن الملاحظ في تلك الآثار أنه قد سرقت كثير من تلك الحجارة السمراء فيها.. ولعل أكثر ما لاحظت هذه الظاهرة، عندما كنت في قرية «سبع اصير»، التي يقال بأنه
كان فيها سبع حظائر ضخمة فسمي المكان باسمها.. سبع صَير، أو سبع اصيَر بإضافة ألف المحبة في بداية المقطع الثاني من الاسم!!
كتبت حينها: «ما لا يعلمه الكثيرون أن تلك الخربة التي تكاد تكون امتدادا بكل التفاصيل لخربة صبحا تتداخل فيها الأبنية الحديثة فيكون للبناء لونان أحدهما الأسود، وهو لون حجر البازلت الذي ينتمي إلى آثار الخربة، ولون آخر يتشكل من الإسمنت الأخضر أو الحجر الأبيض الحديث، فتكون بعض الأبنية تشكيلا هجينا بين الأصالة والمعاصرة ولكن بشكل عشوائي.
والقرية شاهدة ايضا على حجارة كثيرة نقلت منها، وبنيت بها قصور وبيوت في قرى مجاورة، ولعل اضخمها ما كان يسمى بقصر اليهودي في الخربة الذي نقلت كل حجارته المُحَكّمة، وبَني بها قصر أحد شيوخ المنطقة الذي ما زال الناس هنا يشيرون إلى أن حجارته نقلت من خربة سبع اصير!!».
زملة الطرقي.. ومنشية القبلان
مرورا، قبل نهاية هذه الكتابة، حول المفرق وقراها، على قريتين، ارتبط اسميهما بمن اسسهما، وهما زملة الطرقي، ومنشية القبلان، واحدة اخذت اسم الشخص الذي سجل أراضيها باسم أهلها، والثاني مرتبطة بقبيلة الشخص الذي واطنها، واستقر فيها أول مرة، وهي قرية منشية القبلان.
عن تسمية زملة الطرقي، يتحدث الحاج «حمد العبيثة» عن القرية، ويسرد كيف كانت البداية، فيقول: «هذه الأرض كانت صحرا، وما كان فيها سكان، يعني كنا بدو، ونرحل ورا حلالنا، لكن كنا نتحرك بنفس الأماكن، ونعود إلها. وإحنا استلمنا هذه المنطقة بالستة وثلاثين(1936م)، على دور أبو حنيك(كلوب باشا)، واللي طلبها منه، بهذه المنطقة، هو «الطرقي عجيان»، ومنشان هيك أهل القرية سموا قريتهم باسمه.
أما القرية الثانية فهي منشية القبلان، وقد تأسست في مكان كان اسمه الخان، وحولها كانت الكتابة على هذا النحو: «تلك قرية الخان، بقيت حاملة هذا الاسم حتى بعد عام 1958م، حيث انتقل الشيخ سعود القبلان ومن معه في هذه السنة من الدفيانة ليجاوروا هذه الخربة القديمة، حيث شيّد الشيخ في البداية دارا، بناها وحيدا، ثم بدأ أقاربه يرتحلون وراءه إلى أن دشنوا المكان عائلات وأبناء وأحفاد، غير أن تغيير اسم القرية صار أمرا واقعا في عام 1963م حيث بات اسمها ملاصقا لاسم جد أول من واطن المكان وبث الحياة فيه، مشكلا منشية القبلان التي بدأت برجل ما زال يرى تزايد القرية حوله لتصبح معه أكثر من ثلاثمائة وخمسين شخصا هم تعدادها، وهو عقيدهم حتى الآن».

تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة