طهر السوق (البلدية)

نـشيـد للأمـــل.
نفض بكارة الصمت ،
ونعلن جهارا هذا النشيد :
ما زال في الأفق نجم يهدينا ويهدينا .
ما زال في الدرب متسع يحوينا .
يقودنا نحو نهار قريتنا ،
نحو شمس مدينتنا ،
نحو عرس هذا الوطن .
* * * *
أراكم ،
يسمق الحلم ، يحلو نشيد الوطن .
أراكم ،
يتولد الإلهام .
تستقلون صواهل الجياد،
ولم يعيها في الطريق الوحل.
أراكم فرسانا على مشارف الحدود ،
تزيحون الصدى عن سيفي خالد وعمر ،
تشرعون في الأفق علما أبيض ،
وبعيدا بعيدا تسافرون ،
وترفعون شامخا لواء الوطن .
* * * *
زمارى كنا ، هل تذكرون ؟
يدا في يد ،
وفي منتصف الدرب صاح رفاق :
أعيانا المسير أظنانا الخسران .
نتجرع ذا الكأس دهاقا.
1
ونشفي الجراح بشاء القدر .
قلت :
وهل يليق أن نموت مرتين ،
مرة في الموت وأخرى في تقبل الخسران !؟
فعاد من عاد إلى الدرب ،
وتاه البعض في غير الدرب ،
ثم وحدتنا جراح الوطن .
* * * *
مسمرا في الركن متكئا للجدار.
تقول وتقول :
فقدت المجداف ،
وهذا الموج عتي ، ما طاقه الشراع .
لكن تعلم :
كيف من الأظافر تصنع مجدافا .
أو تجدف بالذراع .
وهل تستسلم ، ورحى الحرب دائرة ،
إذا ما السلاح ضاع ؟
ألف لا ولا ،
يا ابنا شرعيا لهذا الوطن .
* * * *
وأنت .
أنت .. أنت ..
أيتها المسكونة بهوس الإلهام وجنون السؤال.
وبأغنية مطر مستحيل .
رويدا في مجال العشق ،
مهلا في درب الانتحار .
في تنهيدتك،
2
في خميلة شعرك،
بشرى مطر.
قلت :
انتظري .
سيري عروسا في موكبنا .
كبيرة فينا بحجم امتداد البصر.
فكلنا كلوم بهمسة الأم .
كلنا ملسوع بجراح الوطن .
* * * *
نبكي ونبكي .
وللدموع سحرها يا إخوان .
رأيت كيف انهالت تلك الدمعة ،
وعلى الخد،
رسمت رمز خلود وشارة جمال.
لكل دمعة أرنو،
إذا فاضت من القلب ،
واستحالت مطرا .
إذا أزاحت عن الحجر الضباب ،
وأزهرت من نداها رياحين الوطن .
علي اليدري
3